فى أول معارضه الفردية بمجال النحت، المنعقد حاليًا بجاليري مشربية، يستعرض النحات محمد عبد الله "الحياة الموازية" لعالم الحشرات.
موضوعات مقترحة
منذ أن تدلف قدما المتلقى لمعرض "محمد عبد الله"، يفاجأ بعدد من الحشرات المنحوتة بخامة الصاج ذات اللون الرمادى، الذى يكشف من خلاله الفنان عن مشروعه القائم على علاقته وارتباطه بالحشرات وعوالمها المتعددة.
إن نشأة الفنان فى بيئة شعبية، ومراقبته للحشرات وأسراب النمل، دفعته للتفكير والتأمل فى عالمها المتعدد، والمحاولة بقدر الإمكان خلق الأساطير عنها، ومن هنا تطور الموضوع وتحول لفكرة استطاع أن يصوغها فى 13 قطعة نحتية.
يتهم محمد عبد الله الإنسان بالأنانية، كونه لا يلتفت للكائنات الأخرى المحيطة به، والتى تعيش معه حياة موازية. حيث يؤكد أن عالمنا تتجاور معه عوالم أخرى موجودة مليئة بالإبهار، لكن ينقصنا الكشف عن البعد الجمالى لقيم وسلوك هذا العالم.
يضم المعرض 13 قطعة بأشكال هندسية من خامة الصاج، حيث يؤكد الفنان أن تكنيك العمل بهذا المعرض من الصعب تنفيذه بخامة أخرى غير الصاج. لافتًا إلى بحثه عن الخامة التى تخدم الفورم الخاص بالمعرض.
كما يقتصر المعرض على ألوان محددة تتدرج ما بين الأسود والرمادى والنحاسى، إذ يقول الفنان إنه حاول إدخال ألوان أخرى فى إطار تعدد ألوان الحشرات، لكن وجد من الصعوبة تنفيذ ذلك فى أعمال متجاورة، حتى لا تتسبب فى ازدحام بصرى لعين المتلقى، على حد وصفه.
النحت من الفنون التقليدية التى تتصف بصعوبة كبيرة فى التنفيذ، لكن محمد عبد الله قرر أن يخلص لفن النحت رغم ممارسته للفنون الأخرى. حيث يؤمن بفكرته ومشروعه النحتى، مؤكدًا أن "النحت حياته".
النحات هشام نوار ينتمى لجيل يسبق محمد عبدالله، وفى معرض "حياة موازية" أكد نوار على إعجابه بتكنيك العمل وأداء الفنان، بخاصة مع معرضه الأول الذى شكل مفاجأة لجمهور النحت.
ويقول "نوار": من الواضح أن الفنان يعمل على مشروع بصرى منذ بدايته، وهذا يعطى جدية وثقلاً للفكرة.