Close ad

بعد توقف تجربتها فى العرائس المائية 3 سنوات.. مى مهاب: لم أيأس وأجهز لعرض جديد

3-1-2021 | 21:21
بعد توقف تجربتها فى العرائس المائية  سنوات مى مهاب لم أيأس وأجهز لعرض جديد مي مهاب
حوار أجراه - أحمد أمين عرفات
الأهرام العربي نقلاً عن

أتمنى دعم هذه التجربة من وزارة الشباب والشئون المعنوية

موضوعات مقترحة

مصر الوحيدة بعد فيتنام التى عرفت هذا الفن

استغرقت فى تدريب الفريق 8 سنوات وواجهت حربا من كثيرين


حققت تجربة العرائس المائية نجاحا كبيرا، وقت خروجها للنور فى مصر عام 2016، إلا إنها توقفت منذ ذلك التاريخ وحتى اليوم، برغم أنها تجربة تجعل مصر متفردة فى العالم بعد فيتنام معقل هذا الفن والتى لا تبوح بأسراره، واستطاعت رائدة هذه التجربة فى مصر أن تحصل على أسراره وتقدم أول عروضها بنجاح كبير.
حول العرائس المائية وتجربتها معها وكيف حصلت على أسرارها ولماذا توقف مشروعها بعد عرضها الأول، كان لـ “الأهرام العربي” هذا اللقاء مع رائدة هذا الفن المخرجة مى مهاب.

< كيف بدأت رحلتك مع فن العرائس؟
بدأت رحلتى منذ عام 2008، عندما كنت أبحث عن موضوع لرسالة الماجستير، فوجدت أن كل فنون العرائس تم طرحها فى أطروحات علمية، وقتها كنت أعمل فى مسرح القاهرة للعرائس وطالبة فى كلية الفنون الجميلة، لذلك وجدت من الأفضل أن أبحث عن موضوع يتصل بطبيعة عملى، وتصادف أن بعض الزملاء فى ذلك الوقت كانوا فى فيتنام لحضور مهرجان يقدم فيه فنون العرائس، فطلبت منهم أن يحضروا لى معلومات ما تم عرضه فى المهرجان، ولفت نظرى فن العرائس المائية وكان غريبا بالنسبة لي، ومن هنا كانت بداية الشغف بهذا الفن .

< لماذا اخترت هذا الفن تحديدا؟
ربما فضول الفنان الذى بداخلى دفعنى لهذا الفن الغريب، علاوة على أنه لم يتطرق إليه أحد من قبل، برغم عراقتنا فى مختلف ألوان الفنون، وكذلك فى الدول العربية وغالبية دول العالم، فكانت كل أسئلتى وكل زملائى ممن شاهدوها فى المهرجان بفيتنام تدور حول كيف يتم تصميمها وتحريكها، وأنا كفنانة عرائس كان لدى شغف كبير لمعرفة هذا الفن، ولماذا لا تخرج فيتنام أسراره، ومن هنا كان اختيارى لهذا الفن الغريب علينا.

< هل كان من السهل تعلم هذا الفن؟
لم يكن سهلا أبدا، لأن المسئولين عنه فى فيتنام كانوا يخفون كل شيء عنه، وكأنه من الأسرار الحربية، فقد كانت هناك محاولات لفنانين من دول مختلفة لتعلم أسرار هذا الفن، وباءت جميعها بالفشل.

< كيف استطعت تحقيق ما فشل فيه غيرك؟
لأننى حاولت كثيرا معهم ولم أيأس، حتى شعروا بأنى إنسانة صادقة فى حبى لهذا الفن، بصورة جعلتهم يصدقون شغفى وعشقى لفنهم، وقبل كل ذلك هو توفيق كبير من الله.

< هل واجهتك صعوبات فى تكوين فريق العمل حتى خرجت تجربتك للنور؟
لم يكن الأمر سهلا، فى البداية كان لدى خطة أن أنزل إلى الجامعات لكى أنتقى من الكليات المتخصصة من أراهم يصلحون لكى يكونوا الرعيل الأول من مصممى العرائس المائية، بالفعل تم اختيار بعض الفنانين من خريجى الكليات المتخصصة لكى يتدربوا على المرحلة الأولى، وهى كيفية تنفيذ تصميم العرائس المائية، وضمت المرحلة الثانية لجنة من المسئولين فى مسرح العرائس، على رأسهم مدير مسرح العرائس الفنان القدير محمد نور، حيث جربت مقابلات شخصية معهم، كما ضمت اللجنة أيضا الدكتور محمد إبراهيم من كلية التربية الرياضية ليختار من يتمتعون بلياقة بدنية عالية، خصوصا أن الحركة فى المياه لتحريك العرائس المائية، تحتاج صفات معينة فيمن يجب اختياره تختلف عن الحركة على الأرض، لذلك كان يجرى اختبارا يقيس من خلاله قدرتهم على تحمل الظروف التى سيعملون فيها، لذلك لم يكن سهلا، حتى بعد اختيار عدد كبير من المتقدمين تم تصفيتهم مرة أخرى بعد التدريبات فى المياه بشكل عملى، فلم يكن لدى البعض منهم القدرة على الحركة بسلاسة فى المياه، واعترف أنى كنت متعبة جدا لمن جرى عليهم الاختبارات، حتى تم اختيار الفرقة التى أصبحت فخورة بها.

< هل استغرقت وقتا طويلا فى التدريب؟
8 سنوات ما بين الدراسة النظرية والتطبيق العملى، حتى إقامة العرض الأول "إيزيس وأوزوريس"، فى سنة 2016 وهى مدة قد تبدو طويلة ولكنها دليل على صعوبة الدراسة لأنها تضمنت مراسلات مع فيتنام، ولأن أهل هذا الفن لا يبيحون بأسراره عن طريق الإنترنت فكان لابد من السفر إليهم، فسافرت أكثر من مرة لكى أحصل على العلم الكافى الذى يجعلنى أنقل هذا الفن إلى مصر وأقيم أول عرض.

< هل وجدت ترحيبا من المسئولين بهذا الفن الجديد؟
لكى تؤسس لفن جديد وتدخل مجالا مختلفا عن العرائس التقليدية المعروفة فهذا ليس بالأمر اليسير، ومن الطبيعى أن أجد صعوبات، لكن جاء فى وقت كان الفنان فتوح أحمد هو رئيس البيت الفنى والذى اعتبره الأب الروحى لهذه التجربة، فقد كان يتواصل بشكل مباشر مع قطاع شئون الإنتاج بقيادة الفنان خالد جلال ووزير الثقافة وقتها حلمى النمنم ومديرى المباشر الفنان، محمد نور لخروج هذه التجربة إلى النور، وبرغم هذا الدعم قوبلت ببعض الهجوم من الرافضين للتجربة.

< لماذا اخترت "إيزيس وأوزوريس" ليكون أول عروضك؟
لأن الأسطورة كلها تدور حول ضفاف النيل، وهو ما يتناسب مع فن العرائس المائية، فلا بد أن تكون "حواديتها" مرتبطة بسطح المياه، وليس بعيدا عنه، لذلك أعتقد انه كان اختيارا موفقا، خصوصا أنها أسطورة مشهورة، وتأكد لى ذلك من ردود الأفعال الإيجابية جدا.

< ما سبب توقف هذا المشروع رغم كل ما حققه من صدى ونجاح؟
لا أحبذ كلمة "توقف" لأن المشروع سوف يستمر، لكن ما حدث أننى بعدما أنجزت هذا المشروع، كان من المفترض أن يتم عمل مسرح لهذا الفن فى المسرح العائم، وبدأ رئيس البيت الفنى للمسرح السابق الفنان فتوح أحمد فى الإجراءات المطلوبة لتحقيق ذلك ومن بعده الفنان إسماعيل مختار، لكن حدثت بعض العراقيل من محافظة القاهرة المالكة لهذا المسرح، التى حالت دون تنفيذ بناء مسرح لفن العرائس المائية فى المسرح العائم.

< إذن ما هو البديل؟
حاليا أضع خطة لمسرح متنقل حتى نتحرر من ضرورة وجود مكان نعرض فيه عروضنا، وذلك بأن تكون هناك شراكة بيننا وبين وزارة الشباب والرياضة، لأن أغلب مراكز الشباب بها حمامات سباحة وأيضا مع الشئون المعنوية بالقوات المسلحة لما تمتلكه من نواد كثيرة تضم حمامات سباحة.

< هل تشعرين بأن وزارة الثقافة لا تدعمك فى مشروعك؟
لا أعتقد، لأنى أراها تواصل دورها بهمة ونشاط بقيادة الفنانة الدكتورة إيناس عبد الدايم خصوصا أنها من المتحمسات لهذا المشروع.

< إلى أى مدى أصابك توقف المشروع باليأس والإحباط؟
قد أكون أصبت بالإحباط بعض الوقت، لكنى لا أيأس أبدا، خصوصا أننى وفرقتى فى العام الماضى قمنا بشيء لم يحدث من قبل، فقد كنا أول فرقة - ليس فى العالم بل فى التاريخ - تعرض هذا الفن فى فيتنام معقل العرائس المائية، لدرجة أن أهم مديرى مسرح العرائس المائية فى فيتنام قال لى "أتمنى أن تكونى فرقتى مثل فرقتك بهذا الإخلاص والإصرار".

< هل هناك فرق كبير بين العرائس المائية والعرائس التقليدية التى نعرفها؟
بالطبع هناك فرق كبير فى كل شيء من حيث التصميم والتحريك والإخراج وحركة الممثل.

< ما أحلامك بالنسبة للعرائس المائية؟
أتمنى وجود مسرح يقدم فن العرائس المائية، يكون مجهزا وبصالة عرض مكيفة، ويكون أفضل مما رأيته فى فيتنام، واعتقد أنه سيجد إقبالا كبيرا من الجمهور بمختلف طبقاته، ومن كل الأعمار فهو ليس فنا للأطفال فقط، لأنه يمنح البهجة للجميع.

كلمات البحث
اقرأ أيضًا:
الأكثر قراءة