مثلما نهتم فى عصرنا بإحصائيات الجائحة كورونا والتى تصدرها وزارة الصحة بشكل يومى، كان المصريون أيضا قبل 100 عام، يهتمون بمطالعة النشرات التى تصدرها البلديات لرصد إصابات ووفيات الأوبئة، وبالأخص الأنفلونزا التى كانت تتفشى فى الإسكندرية، صيف عام 1938م.
موضوعات مقترحة
وتنشر "بوابة الأهرام" إحصائيات الصحف القديمة لرصد إصابات ووفيات الأوبئة نقلا من الصحف المصرية القديمة، حيث اهتمت الصحف فى نهاية عشرينيات وثلاثينيات القرن الماضي، برصد عدد الإصابات والوفيات أيضا.
فى أغسطس عام 1938م نشرت صحيفة البصير اليومية، والتى كانت تهتم بعمل صفحات للأقاليم إحصائيات الأوبئة والأمراض المعدية، حيث أكدت أن النشرة الصحية التى أصدرتها بلدية الإسكندرية أكدت على وجود 12 إصابة جديدة بالملاريا، فى مقابل 29 إصابة حدثت الأسبوع الماضي ليرتفع عدد المصابين بالملاريا لنحو 32 إصابة بالمدينة.
ويؤكد المؤرخون أن الملاريا ضربت مصر عشرينيات القرن الماضي، وفى أربعينيات القرن الماضي أثناء الحرب العالمية الثانية، وامتدت من محافظات الصعيد حتى عمت الدلتا ومدن القناة والإسكندرية وأوقعت 100 ألف ضحية، فى ظل عدم وجود مستشفيات للحميات فى بعض مدن الصعيد آنذاك.
البصير أكدت أن النشرة الصحية توضح ارتفاع عدد الإصابات بالحمى التيفودية لنحو 24 إصابة، مع وجود إصابة جديدة للحمى المخية الشوكية، مع وجود 21 إصابة جديدة بالحصبة بعد إصابة 5 آخرين بالحصبة الأسبوع الماضي، كما ارتفعت الإصابة بالسعال الديكى لنحو 4 إصابات بعد إصابة 7 آخرين.
وصل عدد المصابين بالغدة النكافية لنحو 4 إصابات، فيما قد أصيب 10 بالجمرة الخبيثة مقابل 7 إصابات ماضية، كما تم رصد إصابة حالة واحدة للتيتانوس مقابل لا شيء، فيما قد أصيب 26 حالة بالدرن الرئوي مقابل 32 إصابة ماضية، فيما أصيبت حالة واحدة بالجدري مقابل لا شيء.
تسبب الجدري حين ظهوره فى العالم في موت أكثر من 14 مليونا في أنحاء العالم قبل الاهتداء للتطعيم، ويقول الباحث التاريخى الشاذلى عباس لــ"بوابة الأهرام"، إن الجدري تسبب فى كوارث للحضارة الإغريقية قديما، حيث كان من ضمن الأوبئة القديمة التى عرفها العالم منذ القدم، مؤكدا أن البشرية اهتدت للدواء والوقاية منه عام 1791م ليكون أول تطعيم ظهر في العالم منذ القدم من وباء الجدري.
وأوضح عباس، أن التطعيم من الجدري كان إجباريا، حيث يؤتي بالطفل، ليقوم حلاق الصحة بالدق والتجريح على ذراعه، كما حددت القوانين أن كل بلدة أو نجع أو قبيلة يبلغ تعدادها 300 نسمة أن تقدم دفتر تطعيم تدل على إجراء التطعيمات من قبل " الحكيم " أو الحلاق، مضيفا أن التطعيم كان صعبا وقاسيا.
وأوضحت البصير، أن عدد الإصابات بالأنفلونزا وصلت لنحو 138 إصابة جديدة مقابل 75 إصابة قديمة، لتكون الأنفلونزا أعلى إصابة بالأمراض المعدية، فيما أصيبت حالتين بالحمى النفاسية مقابل لا شيء، كما بلغت الإصابة بالدوسنتاريا 33 إصابة جديدة مقابل 29 حالة قديمة، واختتمت البصير الإحصاء بأخبار عن تفقد مفتشي الصحة للمديريات والمدن والقرى.
بعد عام من إحصائيات البصير نشرت الوفاق الأسبوعية وهى صحيفة محلية تأسست فى الدلتا عام 1928م قصة وباء الحمى فى بلقاس عام 1939م، حيث أكدت أن الصحف اليومية حذرت من وجود وباء الحمى فى بلقاس، وطالبت بالكشف عن الأعداد الحقيقة للمصابين بالوباء.
كما طالبت الوفاق، بقيام وزراة الصحة بإرسال وحدة صحية متنقلة لمدينة بلقاس، بسبب توقف إنشاء المستشفى منذ عام1931م، ولعدم وجود صيدليات تقوم بتركيب الأدوية لمحاصرة الوباء قبل تفشيه.
الأوبئة الأوبئة الأوبئة