تنشر "بوابة الأهرام" مقتطفات من كتاب بشارة تقلا الصادر بمطبعة الأهرام بالقاهرة عام 1902، حيث يكشف الكتاب القديم النادر والذي له 118 سنة رحلة مؤسس الأهرام بشارة تقلا، فى ذيوع جريدته فى عموم مصر وانتشارها فى الوطن العربى بعد تأسيسها فى مثل هذا اليوم 27 ديسمبر عام 1875م، والتى هى أقدم الجرائد العربية قاطبة.
موضوعات مقترحة
ولد بشارة تقلا فى قرية كفر شيما بلبنان، وأسس مع أخيه سليم الأهرام فى مصر حين قدما إليها فى عهد الخديو إسماعل، ويؤكد المؤرخون أن الأخوين واجها الكثير من التحديات والعقبات، فى أخذ امتياز الصحيفة، حتى حازا على الامتياز وكان أول عدد يصدر من الأهرام فى 5 أغسطس 1876م، وفى البداية لقيا كسادا فى الصحافة لكن لم تفتر عزيمتهما، وفى 2 سبتمبر من ذات العام أصدر صدي الأهرام وقد قررت بورصة الإسكندرية، الاشتراك فى الجريدة وكان ينزع بشارة تقلا فى جريدته إلى الحرية
.
ابتكر بشارة تقلا الذي مات فى الخمسين من العمر عام 1901م، أساليب جديدة فى الصحافة وأساليب جديدة فى التوزيع أيضا ،حيث كان فى الصباح يترجم التلغراف ويوزعها على المشتركين، وفى المساء كان يتجه إلى المطبعة لطبع صحيفته، ولما نشبت الحرب الروسية التركية وازدحمت صحيفته بالأخبار ، أصدر مجلة أسماها حقيقة الأخبار، وذلك لجمع الكثير من الأخبار وفى عام 1879م دخل بشارة تقلا فى صدام مع الخديو إسماعيل، حيث كتب عن ظلم الفلاح فبعث إسماعيل للقبض على أخيه سليم، أما هو فتم إلقاء القبض عليه وذهابه إلى سراي عابدين وسجن 3 أيام ، ليخرج بعدها من السجن ويقرر مواصلة حياته الصحفية، والوقوف مع الفلاح المصري، والحديث عن همومه وآلامه
.
يشرح الكتاب النادر إسهامات بشارة تقلا فى الصحافة المصرية والعربية، حيث يؤكد أن تقلا اشتهر بحسن إداراته للصحف التى أنشأها فى مصر منها الأهرام، وصدي الأهرام، والبيراميد، وهى ثلاث صحف يومية كان يعجز عن إدارتها ثلاثة رجال، حيث كان يدور فى الريف يوم أن كان لا يقرأ أحد صحيفة ولا يطالع شخص جريدة، فيرجع من الريف بمائة مشترك، ورغم ذلك لم تضعف قراءه بل زادوا، هذا بجانب اهتماماته فى الكتابة السياسية والخارجية، ويوصف مؤسس الأهرام أنه أول من استمال عقول الفلاحين فى مصر، وعلمهم كيف يرفعون شكواهم وينشرها فى صدر صفحات الأهرام
.
بعد مذبحة الإسكندرية عام 1882م وبعد حريق الإسكندرية الشهير تم تدمير مطبعة الأهرام، حث كانت الأهرام تصدر من الإسكندرية ، وفى عام 1884م زار نواب الأقاليم الصحيفة وأهدوه ساعة لمجهوداته فى الدفاع عن مصر، وقد دخل الأهرام فى صدام مع نوبار باشا الذي أصدر قانونا بوقف الصحيفة بعد كشفها قانون البوليس الذي أعده الاحتلال البريطانى قبل أن يتم تشريعه فى البرلمان، وقد حاز بشارة 12 نيشانا من دول عديدة لإسهاماته فى ابتكارات جديدة للصحافة العربية
.
وقال الدكتور أحمد خيري مدرس الإعلام وتكنولوجيا الاتصال بجامعة جنوب الوادي لــ"بوابة الأهرام " إن الأهرام مارست دورها القديم فى إشاعة الوعى الصحفى حيث صنعت لأول مرة المناديب المحليين فى المحافظات" المراسلين" لمدها بالأخبار والتقارير فى القرن التاسع عشر، حيث امتلكت الذيوع والانتشار من خلال دقتها فى الأخبار والتناول الصحفى، لما يحدث فى كل بقعة من أرض مصر
.
وأكد خيري أن الأهرام كانت ومازالت تقوم بالتجديد ومسايرة الصحافة العالمية، فقد قامت قبل ظهور الشركات الإعلانية إذ قامت لأول مرة بعمل مكاتب للإعلان منفصلة عن التحرير عشرينيات القرن الماضي، وقامت بعمل أول قسم للتصوير الصحفى فى الصحافة المصرية، كما قامت بعمل أول نواة لوكالة أنباء عالمية لجمع الأخبار العالمية وترجمتها وتوزيعها للصحف، وهو ما كان يمثل أهمية للصحافة المصرية آنذاك
.
وأظهر الكتاب النادر أن بشارة تقلا كان يوصف بأنه صاحب الأهرامين، الأهرام العربية، والبيراميد الفرنسية، وقد أسسها للدفاع عن مصالح مصر فى أوروبا، وقال جاك لوين الذي ساعده فى إصدار بيراميد إنه كان يحارب الاستبداد فى الشرق وجهر بمقاومته وقد احتفى بإلغاء السخرة عام 1885م
.
كما أظهر الكتاب اللغة العذبة للمكاتب الإسكندري الذي أكد أن الإسكندريين جنوا من ثمار فوائد الأهرام الكثير واستفادوا من أخبارها ومباحثها، أما مندوب الوجه القبلى والذي قام بتغطية اكتشاف خبيئة عبدالرسول الأثرية عام 1882م فقد رثى بشارة تقلا بعنوان المصيبة مؤكدا أن الأهرام عاشت ومازالت تعيش للدفاع عن الوطن، وهذا ما أكده مندوب كوم حمادة ،والسمالوطى بالمنيا ، ومكاتب أيتاي البارود فى خطبهم البليغة فى الكتاب الذي له 118 سنة، والذي يعتبر شاهدا على عظمة الأهرام، وما فعلته فى تاريخ الصحافة العربية
.
أول مقال لبشارة تقلا مؤسس الاهرام
مقال للفلاح بالأهرام 
صحيفة الأهرام 
بشارة تقلا
صحيفة الأهرام