Close ad

مسرحيون: المسرح الشعبي هو القادر على الحفاظ عن الهوية ونقد المجتمع | صور

24-12-2020 | 17:28
مسرحيون المسرح الشعبي هو القادر على الحفاظ عن الهوية ونقد المجتمع | صورجانب من اللقاء
منة الله الأبيض

* جرجس شكري: يعقوب صنوع لم يتخل عن تأثره بالمسرح الشعبي في أغلب أعماله

موضوعات مقترحة

* أحمد عبد الرزاق أبو العلا: لدينا مسرح بالفعل.. ويعقوب صنوع رائد من رواد المسرح المصري 

* نجوى عانوس: يعقوب صنوع عبر عن الواقع وانتقد وسخر من الأتراك والإنجليز واستلهم التراث الشعبي والفرعوني


انطلق صباح اليوم الخميس ثاني أيام الملتقى الفكري «١٥٠ عامًا على المسرح المصري» والذي يقام ضمن برنامج المهرجان القومي للمسرح المصري في دورته الـ 13 «دورة الآباء» برئاسة الفنان القدير يوسف إسماعيل، وأدار المحور الناقد جرجس شكري عضو اللجنة العليا للمهرجان.

بدأت الجلسة الأولى بكلمة للناقد جرجس شكري الذي أوضح خلالها عن أشكال وأنماط المسرح المصري المتعارف عليها خلال ١٥٠ عامًا ومنها المسرح الشعبي والمسرح الكوميدي ومسرح المونودراما، مؤكدًا أن الظواهر الشعبية في مصر كان لها تأثير كبير جدًا في المسرح المصري، واستشهد بحديث الكاتب الكبير على الراعي حينما قال إن يعقوب صنوع  كان يقف في منتصف الطريق بين أشكال المسرح القديم والجديد وبين أشكال المسرح الشعبي والشكل الأوروبي، فلم يتخل أبدًا عن تأثيره بالمسرح الشعبي، كما استطاع أن يوحد ما يسمى بالنص المسرحي المكتوب، وطرح شكري تساؤلا: لماذا هذا التراجع وموقف النخبة من المسرح الشعبي؟.

وتحدث الناقد أحمد عبد الرازق أبو العلا خلال ورقته البحثية وعنوانها "الإرهاصات الأولى عن المسرح الشعبي في مصر" وقال "البحث مكون من خمسة أجزاء، والجزء الأول منه بدأ من حيث يجب أن انتهي، وتعمدت ذلك من أجل أن أوضح أن لدينا مسرحا شعبيا بالفعل، له خصائصه وسمات تميزه عن غيره من أنواع المسرح المتعارف عليها والتي نجدها في أعمال توفيق الحكيم ويسري الجندي ورأفت الدويري  ومحمد أبو العلا السلاموني ونجيب سرور وعبد الغني داوود وسمير عبد الباقي وشوقي خميس وغيرهم وهناك عدد قليل من الذين جاءوا بعد ذلك". 

وأكد أن جميع النقاد ينطلقون من أرضية واحدة لكن الاختلاف الرؤى، وذكر أن الإرهاصات النقدية تظل إرهاصات ولم تتطور وإذا تتبعنا مفهوم المسرح الشعبي من خلال بعض الكتابات النقدية مثل ما أثاره الدكتور عز الدين إسماعيل عن المسرح الشعبي والذي وضع بعض الأسس والسمات التي يجب أن تتوافق في المسرح الشعبي.

وقال إن السمات والخصائص الفنية التي تميز إبداعه، تتشكل تبعًا لوعيه وثقافته، ورؤيته التي تحدد الطريقة التي يُعالج بها موضوع مسرحيته الشعبية، فهذا النوع من الكتابة، ليس سهلا بالمرة، ويتطلب أولًا وعيًا بالمفهوم الذي ظل سنوات - وربما حتى اليوم - غير محدد بشكل قاطع، ويتطلب أيضًا أن يكون الكاتب عالمًا بالضرورة التي تجعله يذهب إلى عناصر الشعبية، ليجعلها قالبًا لمسرحيته، بلا إدعاء، وبشكل لا نستطيع معه أن نتهمه بأنه يقدم عملًا لا يضيف إلى المفهوم شيئا جديدا.              

وأشار إلى أن هناك من رأى أن المسرحيات التي ارتبطت بالتراث الشعبي، والتي كُتبت شعرا، كمسرحية "الفتى مهران" ومسرحية "سندباد" لشوقي خميس، وغيرهما لم تستطع أن تستغل منهج الأداء في السير الشعبية في إضفاء الطابع الشعبي على قالبها باستثناء مسرحية شعرية هي مسرحية "ياسين وبهية" لنجيب سرور والذي استطاع أن يوائم بين موضوعه الشعبي ولغته، فاستخدم لغة شعرية مُشبعة بعناصر الإيحاء الشعبي، ومن ثم تكامل أسلوب السرد الملحمي مع هذه اللغة الشعرية ذات النبض الشعبي.


ويتفق الناقد أحمد عبدالرازق أبوالعلا مع فاروق خورشيد في رأيه الذي يقول أنه لا يمكن أن نخلق مسرحًا شعبيًا مصريًا مكتفين بترجمة معتقداته وحكاياته إلى أشكال مسرحية تقليدية، ويمكن أن نقول إن شوقي عبد الحكيم استلهم الموال المصري "حسن ونعيمة " عملًا مسرحيًا تقليديًا.
 
ولكننا لا نستطيع أن نقول إنه ينشئ مسرحًا شعبيًا بمجرد تناوله موضوعًا شعبيًا، وهنا يؤكد " فاروق خورشيد"- كما نفهم- أهمية أن تكون النصوص الشعبية مُعبرة بالفعل عن آلام العصر، وعليها أن تنتهج نفس مسار النصوص الشعبية الموروثة، وتلك مسألة تتطلب وعيًا كبيرًا ممن يريد كتابة هذا النوع من المسرح.   

ومن جانبها قدمت الدكتورة نجوى عانوس بانوراما للعروض المسرحية الخاصة بيعقوب صنوع وشرحت ما يسمى باللعبات التياتريه وحوارياته التي كتبها في مجلة "أبو نضارة"، وكيف كان يعقوب صنوع يستلهم من التراث وألف ليلة ويقوم بعمل إسقاط على الواقع السياسي المصري وذلك من خلال مجموعة من الرسومات الخاصة بالعروض المسرحية لطقس الزار وهي لوحة تجسد فيها "الخديوي" وهو يقوم بعمل  طقس الزار ومشهد خروج الجن من جسده وغيرها من المشاهد التي رسمها يعقوب صنوع، ومنها استلهماته أيضًا من الحضارة المصرية القديمة مثل مشهد البقرة الموجودة في معبد حتحور كما اسلتهم صنوع من المسرح الشعبي وشخصياته ومنها شخصية الأراجوز. 

وقام بعمل دمج بين الشخصيات الشعبية والشخصيات الأوروبية مثل الدمج الذي قام به بين مسرحية مريض الوهم وربطها بعناصر من التراث والشخصيات الشعبية والنكت الشعبية، مشيرة إلى أن يعقوب صنوع عندما قام بتمصير العروض المسرحية حولها إلى مسرح شعبي. 

وأكدت «عانوس» أن يعقوب صنوع  كان مصريًا بامتياز ومعتزًا بمصريته بل كان يحمل هموم مصر والتي جسدها في أعماله المسرحية، بل إنه وهب قلمه للدفاع عن القضية المصرية ضد السيطرة العثمانية والاحتلال الإنجليزي، وهو ما يتضح من خلال أعماله المسرحية، ومن خلال اسلهماته من التراث مثل ألف ليلة وليلة وطقوس الزار  وعروض الأراجوز والقرداتي والحكواتى وعرافة الودع وغيرها. 

وقدمت الدكتورة نجوي عانوس شرحا تفصيليا لبعض اللوحات الخاصة بصنوع والتي يجسد فيها الخديوي بالمسخ وهو أحد الشخصيات الموجودة في حكايات ألف ليلة وليلة والتي تحول فيها الإنسان إلى حيوان للانتقام منه ونرى فيها الخديوي إسماعيل بداخل قفص على هيئة مسخ (وجهه والجسم ثعلب).

واختتمت «عانوس» كلمتها بتأكيد ريادة يعقوب صنوع للمسرح المصري، مشيرة إلى أن هناك العديد من الرواد الآخرين مثل: إبراهيم رمزي الذي قدم لنا الترجمات المسرحية ليسجل ريادة جديدة في هذا المجال، وقدم ما يسمى بالترجمة الدرامية، مناشدة بضرورة إعادة قراءة أعماله ودراستها.


جانب من اللقاءجانب من اللقاء

جانب من اللقاءجانب من اللقاء

جانب من اللقاءجانب من اللقاء

جانب من اللقاءجانب من اللقاء

جانب من اللقاءجانب من اللقاء
كلمات البحث
اقرأ أيضًا:
الأكثر قراءة