صدر حديثًا، عن دار العين للنشر، كتاب "إطلاق الروح البرية للمرأة" للكاتبة الأمريكية كلاريسا بنكولا أيستس، وبترجمة مصطفى محمود.
موضوعات مقترحة
تنطلق كلاريسا في الكتاب من مفهوم إطلاق الروح للنساء إلى معالجة القضايا الاجتماعية والسياسية من منظور التقديس النسوي الصوفي. ويتسم أسلوب الكاتبة بالشاعرية الصوفية الرائقة، لكن ليس في إطار معزول عن الواقع الاجتماعي والسياسي للمرأة وصدمات الفقد والإجهاض والاضطهاد والتعتيم على جوهر المرأة ومقدساتها وجدارتها في صياغة مصير العالم، وحل مشكلات القمع والتسلط وحرية التعبير عن النفس، فليست المرأة هي المخلوق الوديع الساكن، بل هي قادرة على النقد والتحليل واتخاذ مواقف حياتها وقراراتها النابعة من روحها المتحررة المشبعة بالأيقونة النسوية المريمية متعددة الأوجه والتوجهات.
يذكر أن كلاريسا بنكولا أيستس هي كاتبة أمريكية من أصول مجرية مكسيكية، وهي شاعرة وباحثة في الميثولوجيا والفولكلور، ومحللة نفسية تحمل درجة الدكتوراه في التحليل النفسي.
كتبت "نساء يركضن مع الذئاب" الذي حقق شهرة كبيرة وأفضل المبيعات لوقت طويل في أمريكا والغرب، وترجم إلى أكثر من ثلاثين لغة في العالم، استغرقت في كتابته عشرين سنة، وقد صدر عن المشروع القومي للترجمة 2003 ومكتبة الأسرة 2004، وبعد عشرين عاما أصدرت كتابها "إطلاق الروح البرية للمرأة"، كما أصدرت الكثير من الكتب المسموعة، ومارست العلاج النفسي.
كان عنوان رسالة الدكتوراة لكلاريسا بنكولا: "الحب هو الحقيقة الوحيدة وما عداه وهم، في مداواة الفقد وعلاج الصدمات النفسية وتبديد الاكتئاب"، وبالفعل تعمل كلاريسا بنكولا في "إطلاق الروح البرية للمرأة" على تأكيد قيمة الحب من خلال تحرير روح النساء واستلهامها لمريم العذراء كأيقونة نسوية عالمية تتكرر بآلاف الصور والتجليات وبكل الألوان في فلكلور مختلف الشعوب، وتحض كل النساء على بعث مريم وقدرتها على إفشاء الحب والسلام.
وتظل كلاريسا بنكولا في هذا الكتاب مثلما هي في "نساء يركضن مع الذئاب"، حارسة الحكايات القديمة، وتدعونا إلى إعلاء قدسية الأم وتذكر حكاياتها القديمة ومناهضة الدكتاتورية الأبوية، فالأم المقدسة هي التي عاشت خلال كل الحروب والغزوات والسخرة، تساند المرأة وتساعدها على استرجاع وعيها برسالتها في الحب والسلام ومعالجة الصدمات النفسية وإطلاق قوتها البرية من أجل دعم الإنسان في مواجهة قضاياه الأساسية.