Close ad

«ريادة مصرية.. الأهلي والزمالك على عرش إفريقيا».. رسائل الروح الرياضية للجماهير

12-11-2020 | 17:08
«ريادة مصرية الأهلي والزمالك على عرش إفريقيا رسائل الروح الرياضية للجماهير الأهلي والزمالك في نهائي دوري أبطال إفريقيا
مصطفى طاهر

منذ عام 1917م، بدأت حكاية تاريخية من أجمل حكايات المصريين، "الأهلي والزمالك"، أو "الزمالك والأهلي"، كما يحب أن ينطقها بعض المعلقين والمحليين كدلالة على الحيادية، وعلى أحقية كل من الناديين الكبيرين بالمقدمة والصدارة والتتويج على عرش البطولات.

موضوعات مقترحة

نجح الأهلي والزمالك في قيادة الرياضة المصرية والعربية، بعد أن تربع الناديان الكبيران على عرش البطولات المحلية والقارية في كافة الألعاب، وفي 27 نوفمبر الجاري، يأتي موعد الناديين الكبيرين عندما يلتقيان للمرة الأولى عبر تاريخهما الطويل في نهائي دوري أبطال إفريقيا، ليصبحا أول ناديين من دولة واحدة يتصارعان على عرش أكبر وأهم بطولات الكرة الإفريقية للأندية، الناديان الكبيران حققا أمال جماهيرهما بالصعود لقمة الكرة الإفريقية، والكرة الآن في ملعب الجماهير لكي تكتمل بهم حدوتة الريادة المصرية عبر العصور، بأن يستعيدوا في أذهانهم مثال الروح الرياضية الذي لا ينسى، "رشوان" بطل الجودو المصري، الذي رفض أن يستغل إصابة خصمه في الصراع على الميدالية الذهبية في أولمبياد لوس أنجلوس 1984م، خسر رشوان يومها الميدالية الذهبية ولكنه نال احترام العالم وسجل اسمه في صفحات التاريخ الأوليمبي بحروف من نور.

نخبة من المثقفين المصريين يشاركون "بوابة الأهرام" في هاش تاج "#لا_للتعصب ويقدمون رسائلهم لجماهير الكرة المصرية عن الروح الرياضية التي صاحبت عشاق الكرة في بلادنا عبر العصور، والتي كانت دافعا حقيقيا للأهلي والزمالك لتحقيق كل تلك الانتصارات والأمجاد الكروية.

يرى الدكتور نبيل بهجت، رئيس قسم المسرح بكلية الآداب جامعة حلوان، والملحق الثقافي المصري السابق بالكويت، أن الرياضة تأتي لتمثل قيمة إنسانية حقيقية ومواقف رشوان وغيرهم بقيت أكثر من المسابقات بل كان خسارة محمد رشوان هو الانتصار الحقيقي والعجيب اننا لحظة المنافسة ننسي الإنسانية ونركزعلى التنافس وننسى أن الرياضة لتجميع الروح الوطنية لا للتفريق وأن أعلى ما تمثله الرياضة هو الوحدة حول وعي السلام والمحبة التي عرفت بها مصر والمصريون لقد فازت مصر فعلا وأرجو أن يلتف الجميع حول قيم الإنسانية لا أخلاق التنافس.

وأشار القاص والروائي منير عتيبة، مدير مختبر السرديات بمكتبة الإسكندرية ، إلى أن التنافس شعور إيجابي ومحمود بل ومطلوب بشدة، فلولا التنافس لما كان هناك إبداع ولا ابتكار في المجالات المختلفة سواء كان تنافسا مع أشخاص آخرين أو مع مشكلات. لكن التنافس لا يستدعي كراهية الآخر الذي أنافسه أو القطيعة معه، بالعكس يمكن أن يتكاتف المتنافسان أو يتعاونان او على الأقل لا تكون بينهما مشاعر سلبية حادة، لأن المجال يسع كل من ينجز في إطار المنافسة الشريفة. أما التعصب هو بطبيعته يستدعي الكراهية، فالمتعصب لا يرى غير ذاته، ويرى من ليس معه هو ضده، ومن ضده يجب ألا يكون له وجود، وهو ما يطلق طاقات سلبية وشريرة تسمم أجواء الحياة.

ويضيف عتيبة: "فما بالك لو كان السبب ليس الدفاع عن وطن ولا أسرة ولا أكل عيش ولا أي سبب من أسباب الإبقاء على الحياة وحفظها وتنميتها، لو كان سبب إطلاق هذه الطاقات غير المحمودة هو اللعب، هنا مأساة حقيقية، فالرياضة يجب أن تجعلنا أكثر قدرة على ضبط النفس، وأكثر رحابة صدر، وأكثر تفتح عقل وفكر، لكن أن يحدث العكس بسبب الرياضة فهذا يشير إلى خلل اجتماعي ونفسي لابد من الوقوف عنده بشكل علمي حتى لا يؤدي إلى كارثة. قرأت قديما للدكتور مصطفى محمود عبارة معناها أننا نتعامل مع اللعب بمنتهى الجدية ونتعامل مع أمورنا الجادة وكأنها لعب، فهل يكون هذا أحد أسباب تراجعنا على مستويات كافة؟ أرجو أن نظل في إطار التنافس البناء لا التعصب الهدام."

وتتمنى الدكتورة نيفين صبح، أستاذة الأدب واللغة الألمانية بجامعة الأزهر، ألا يمثل تاريخ يوم 27 نوفمبر القادم ذكرى سيئة جديدة تُضاف لسلسلة تواريخ الأحداث السيئة المرتبطة بأحداث العنف الكروى التي باتت محفورة في ذاكرة مصر الرياضية ودعت جميع أطراف المنظومة الكروية المصرية بالتحلي برغبة حقيقية يتم تفعيلها على أرض الواقع لنبذ التعصب الكروي والحد من الحشد السلبي الذي يسبق كل مباراة لأكبر ناديين مصريين. إعلاء روح السلام كرسالة سامية الرياضية يجب أن تكون الهدف الأول والأخير للجميع سواء لدى الرياضيين أو لدى عشاق الساحرة المستديرة.

ولفت الناقد التشكيلي صلاح بيصار إلى أنه على الرغم من كونه ليس من مشجعي كرة القدم، إلا أنه لا ينسى الروح الجميلة التي كانت سائدة في الماضي بين مشجعي الأهلي والزمالك.

ويقول بيصار: "كانوا يتشاركون مشاهدة المباريات وقراءة الصحف الرياضية والسفر خلف فرقهم في أنحاء الجمهورية، لا ننسى قديما حكايات النجم الكبير عبده نصحي، الذي كان يستضيف لاعبي الفريقين في بولاق أبو العلا لتناول الطعام سويا، تلك الروح التي ساهمت في تحقيق مصر لعشرات الإنجازات الرياضية في ظل صراع الناديين الكبيرين على البطولات، تلك الروح هي التي لابد أن تبقى سائدة بين عشاق الأهلي والزمالك وهي التي تعبر عن رقي جماهير أكبر ناديين في مصر وإفريقيا والشرق الأوسط."

كلمات البحث
اقرأ أيضًا:
الأكثر قراءة