Close ad

المخرج مهدي السيد يروي كواليس الدورة الـ 29 لمهرجان الموسيقى العربية

10-11-2020 | 14:34
المخرج مهدي السيد يروي كواليس الدورة الـ  لمهرجان الموسيقى العربيةمهدي السيد‎
سارة نعمة الله

ليس من السهل أن تكون فنانًا وتتخذ قرارًا بالابتعاد، ويكون الأصعب هو اختيار طريق جديد يقترب من شغفك وحبك للفن والإبداع، وبين هذا وذاك طريق طويل يحاول فيه الفنان أن يقدم مزيجًا من الإبداع الذي يجمع بين أصالة الماضي وحداثة العصر.. تلك الكلمات التي تلخص باختصار رحلة مهدي السيد، مخرج حفلات مهرجان الموسيقى العربية الذي يشهد هذا العام تحديدًا، كثيرًا من التحديات والاختلاف عن دوراته السابقة.

موضوعات مقترحة

الرحلة التي خاضها مهدي السيد للوصول لدار الأوبرا المصرية لم تكن سهلة، تشير لتحديه وإصراره على أن يكون واحدًا من مبدعي هذا الصرح الثقافي العظيم، الذي لطالما أخرج العديد من الموهوبين الذين نفتخر بهم في كل مكان.

بين البدايات والوصول لتحديات الدورة الـ ٢٩ لمهرجان الموسيقى العربية والتي خرجت في ظروف استثنائية هذا العام بسبب جائحة كورونا، يتحدث مهدي السيد في حواره مع "بوابة الأهرام" عن الرحلة وتعثراتها، ويكشف كيف كانت تحضيرات الدورة الحالية وسط هذه الظروف الاستثنائية، وكيف منح البث الفضائي فرصة جديدة لخدمة عمله وخروج المهرجان في أفضل صورة على الشاشة، كما يتحدث عن مصاعب العمل في واحدة من أصعب ليالي المهرجان والخاصة بحفل الفنان محمد الشرنوبي، وتفاصيل أخرى يسردها المخرج على لسانه في السطور التالية.

"رحلتي للوصول للأوبرا لم تكن سهلة، فأنا بالأساس مطرب أوبرالي من خريجي معهد الكونسفتوار، ورغم حبي لهذا المجال إلا أنني وجدت أنه سوف يكون من الصعب أن أعيش حياة مطرب الأوبرا لأنه ممكن أي ظروف مرضية مثل دور البرد يوقفله حياته، لذلك قررت أدرس ما هو قريب لميولي الفنية وكنت محددا في أني أكون مخرج أوبرا، وبالفعل درست بالمعهد العالي للفنون المسرحية بقسم إخراج مسرح موسيقي وكان حظي حسن بالتعلم على يد كبار مخرجينا ومبدعينا من عمالقة المسرح على رأسهم الراحل سعد أدرش، وكنت حريصا دائمًا في مشاريع تخرجي أن يتواجد معي مطربو الأوبرا الكبار.

بعدها ذهبت للفنان الراحل حسن كامي وكان حينها مديرًا لفرقة أوبرا القاهرة وطلبت منه أن أعمل مساعد مخرج ، وبالفعل بدأت أحصل على التدرج الوظيفي من مخرج مساعد لمخرج منفذ وأخرجت بعدها أوبرا الأرملة الطروب وسلسلة حفلات ديزني، وكنت في هذه الفترة أذهب مع جيهان مرسي مديرة مهرجان الموسيقى العربية وأعمل مساعدًا لها في إخراج حفلاته إلى أن طلبت مني أن أتولى مهمة إخراجه كاملة حتى تتفرغ هي لإدارته وهي فرصة مهمة منحتها لي بدعم كبير دون وجود أي عقد نفسية أو إحباطات، والحقيقة أنني ممتن كثيرًا لما قدمته لي من مساعدة مستمرة حتى هذه اللحظة فهي معانا دائمًا أنا وجميع أسرة المهرجان تتابع التفاصيل الصغيرة قبل الكبيرة.

عندما بدأت بالإخراج لحفلات الموسيقى العربية كنت أشعر بالغربة لكن مع الوقت أزيل هذا الحاجز، وعملت بالمهرجان في آخر أربع سنوات له بدأت بديكور تقليدي وأفكار معتادة تبرز لمشاهديها أن هذا الحدث متعلق بمهرجان الموسيقى العربية، لكن مع الوقت بدأت أقترح بعض التعديلات كإدخال شاشات وتكنولوجيا الجرافيك برؤية عصرية على المسرح، ورغم تخوف مديرة المهرجان بالبداية من هذه النقلة بسبب اعتيادية الجمهور على شكل المهرجان الدائم إلا أننا أخذنا الخطوة ووجدنا تفاعلًا مختلفًا من الحضور لأنهم بالأساس يشاهدون ما نستخدمه من تقنيات في حفلات يحضرونها خارج دار الأوبرا".

يستكمل مهدي السيد حديثه عن تحديات الدورة الحالية خصوصًا مع إقامة فعاليات المهرجان بالمسرح المفتوح، ويضيف: الدورة الحالية تشهد جرأة كبيرة من وزيرة الثقافة باتخاذها قرارا بإقامته برغم ما نعيشه من ظروف حرجة بسبب جائحة كورونا، ورغم تخوفنا من فكرة تنفيذ المهرجان خارج المهرجان خارج المسرح الكبير إلا أننا بعد مشاهدتنا لخطة العمل وشكل وديكورات المسرح تحمسنا لأنه كانت أحد أهدافنا هذا العام أن يشعر الحضور بحالة مختلفة في المكان لذلك كانت ديكورات المسرح فخمة ومختلفة، ولأننا جميعًا كنّا بعيدا عن العمل لفترات طويلة كنّا نعمل بدأب كبير وبدأنا في تجهيز المواد الخاصة بالمهرجان ومتابعة جميع تفاصيله من المونتاج والإضاءة والديكور.

هنا أود أن أتوجه بالشكر للمهندس محمود حجاج الذي صمم الديكور ومحمد غرباوي الذي أشرف على صناعة الديكورات في الورش الخاصة بنا بخلاف المجهود الكبير الذي بذله مهندس الإضاءة ياسر شعلان، وليس هؤلاء فقط فكل من عمل بالمهرجان هذا العام من أصغر عامل وصولًا لإدارته، اجتهد كثيرًا خصوصًا مع تحديات العمل على مسرح مفتوح، اختلفت فيه دباجة العمل كاملة فليس لدينا ميكروفونات داخلية كأركان بالمسرح الكبير نتحدث بها مع الجميع، بل نستخدم أجهزة "واكي توكي" للتواصل لاسلكيًا مع الأخر، ومن الممكن إذا قلقنا بخصوص تأخير صعود المطرب نذهب لإحضاره.

ملابسات تغيير مسرح المهرجان يتبعها بالتأكيد اختلاف في التكنيك المستخدم في التكنولوجيا والتقنيات المستخدمة بخلاف أن فكرة البث الفضائي منحت الفرصة الكبرى لمزيد من الاحترافية في التعامل مع المسرح، هنا يؤكد مهدي صحة الحديث ويشير إلى أن الجمهور بالفعل داخل المسرح الكبير يميل إلى الهدوء والرزانة بحكم المكان الذي يجلس به لكن الأمر يختلف هذه المرة، لأنه بحاجة لمزيد من الحيوية والاختلاف حتى يشعروا بفكرة تغيير المسرح لمكان مفتوح.

ويضيف: فكرة البث عبر قنوات المتحدة للخدمات الإعلامية، خدمة عملي كثيرًا فجميع التقنيات التي استخدمها على الشاشة في خلفية المطرب بخلاف جودة ألوان الأزياء والإضاءة تظهر على الشاشة بطبيعتها، كل هذا بجانب التصوير بالعديد من الكاميرات الذي يجعل المشاهد بالمنزل يشاهد صورة الأوبرا كاملة مضاءة بأنواعها الزاهية، فكل فريق البث الفضائي لديه مسئولية واهتمام واضح بالتفاصيل، كما أن هناك حالة من التواصل الدائم باتت بيني وبين مخرج التلفزيون بشكل مستمر كل يوم وقبل الحفل للحديث عن الزوايا الخاصة بالتصوير، ووضع شكل الكراسي وطريقة جلوس العازفين، والمكان الذي يقف به المطرب وغيرها.

كما أنني هذه المرة آصبح أمامي شاشة أتحكم فيها في كل شىء، كما أن تكنيك التصوير المستخدم في البث الفضائي منح التصوير ميزة هامة فمثلًا من الممكن أن يكون المطرب يغني لمصر فيظهر على الشاشة صورة لأعلى القاهرة وكوبري قصر النيل وهذا لم يكن يحدث من قبل.

كانت حفلة الفنان محمد الشرنوبي ضمن المهرجان صاحبة ليلة استثنائية، وذلك بسبب سقوط الأمطار المستمر، هنا يتحدث المخرج عن هذه الكواليس:" بالرغم من انبهارنا بمسرح النافورة المفتوح لكن لدينا أزمة حقيقية معه تتمثل في فكرة تقلبات الطقس وسقوط الأمطار وواجهنا بالفعل هذه الأزمة في حفل الشرنوبي فقد كانت مهددة بعدم الخروج وظللنا في مشاورات "هنا وهناك" بين مديرة المهرجان ورئيس الأوبرا ووزير الثقافة لأنه بالفعل كانت هناك مشكلة في الإضاءة والشاشات والتصوير في حالة استمرار سقوط الأمطار، ورغم أننا قمنا بشفط المياه من الأرض بعد توقفها إلا أنها عادت وسقطت مرة آخرى بعد أن دخل العازفون بالآلاتهم الموسيقية مما اضطرهم إلى الانصراف من المسرح مجددًا إلى أن تأخر الحفل قليلًا لكن نحمد الله على خروجه في النهاية.

وعن حفل الافتتاح ، يتحدث مهدي مؤكدًا أنه بذل جهدًا كبيرًا في التحضير للمواد الوثائقية الخاصة بالأفلام للمكرمين الثلاثة "حلمي بكر، جمال سلامة، محمد سلطان"، وأنه بدأ التحضير لهذه المواد منذ شهر يوليو حتى تخرج بشكل جيد يخدم تاريخهم الكبير وكان هذا أهم وأكبر تحدٍ لنا.

ويوضح السيد أن سبب نجاح الافتتاح وحفلات المهرجان الإصرار من قبل مهندسي الديكور والإضاءة على التغيير بشكل كامل، فرغم أنه كان لديه مشكلة في البداية بالتعامل مع الشاشة الدائرية حيث إنه يعمل على الشكل المربع إلا أن مهندس الديكور محمود حجاج ظل يناقشه في الأمر ويطلب منه تدوير الشاشة، بخلاف ما أحدثه مهندس الإضاءة ياسر شعلان من طريقة إنارته لحالة المسرح جميعها بداية من القبة الخاصة بالمسرح الكبير، والمأذنة، والأشجار، ومتحف الفن الحديث حتى تخرج الصورة بشكل متكامل.

ويتمنى مهدي السيد في دورات المهرجان المقبلة، العودة إلى تقديم الأوبريتات الغنائية لـ داوود حسن وسيد درويش وغيره أسوة بما كان يحدث بالماضي.

كلمات البحث
اقرأ أيضًا: