تمثل مدينة القاهرة المرجعية الأولى لمدن الشرق الأوسط بعمقها الثقافي والإنساني والتاريخي، ويعكس عمرانها على امتداد العصور التطورات السياسية والثقافية والاقتصادية كما يعكس أيضًا صورة الإنسان وتكوينه، من هذا المنطلق يطرح الفنان عمرو الكفراوي في معرضه "الطريق الدائري" الذي يٌقام حاليا بجاليري مصر، مفهوم العمران وعلاقته بالذاكرة الجمعية كما يتقصى فكرة جماليات المناظر الخلوية.
موضوعات مقترحة
يرى الفنان عمرو الكفراوي أن مهمة الفن توثيقية بالأساس، إذ يسعى من خلال لوحاته (20 لوحة) توثيق السبعين عامًا الأخيرة في مصر، فالقاهرة – كما يتصورها - مدينة موحشة لا يستطيع الإنسان أن يهرب من حضورها الطاغي.
قضى الفنان ساعات على الطريق الدائري يحمل كاميرا تصوير، إذ التقطت عدسته صور فوتوغرافية للمباني المترامية على الطريق الدائري المبنية بالطوب الأحمر والخرسانة، أعاد صياغة هذه الصور بتقنية قديمة مبتكرة من الخمسينيات والستينيات تتمثل في تلوين الصور مع بعض التعديلات الفنية والجمالية.
افتتح معرض "الطريق الدائري" أمس الأحد بجاليري مصر، بحضور الأديب سعيد الكفراوي، والأديب محمد المنسي قنديل، والدكتور أشرف رضا، والفنان محمد طلعت، مدير جاليري مصر، وعدد من الفنانين والمثقفين، منهم؛ زينب عفيفي، عبدالمنعم رمضان، أحمد شوقي، أحمد ناجي، محمد المصري، وخالد زكي، وأحمد قرعلي، وإبراهيم الدسوقي، وأحمد موسى، وأحمد عبدالفتاح، ومحمد عباس.
في حديثه حول المعرض لـ"بوابة الأهرام"، رأى الأديب محمد المنسي قنديل، أن "الكفراوي" يجسد الفوضى في "الطريق الدائري" كما يستوحي عشوائية العمران في مدينة القاهرة المعروفة قديمًا بتميزها، إذ يقول "مع تمدد العمران دون تخطيط، بدأت القاهرة تتوحش، تظهر في هيئة مبان ضخمة ذات أدوار عالية وكبيرة، حين تنظر إليها تشعر أنها فارغة بلا ألفة، محاصرة بالعشوائيات والفراغ والخوف، كأنها سور غير مرئي يحيط بالقاهرة".
كما اعتبر "قنديل" أن هذا التوحش الذي تظهره اللوحات سببه العشوائية التي تحاصرنا واللاجمال الذي يطاردنا. وتبدو اللوحات – كما يتأملها "قنديل – إعادة صياغة للفوتوغرافية، تبرز ألوانا قاتمة وحزينة، تعبر عن حالة الغبار المستمر الذي يكسي كل مبانينا القديمة والجديدة في القاهرة.
ويبحث "الكفراوي" - كما يرى الفنان الدكتور أشرف رضا - في أمور العمران والمباني والشارع المصري وغيرها من الموضوعات التي يستقي منها موضوع معرضه، ولكن مع الفارق في التقنيات، إذ استخدم الفنان تقنيات قي يكون متفردًا بها وهي تجمع بين الرسم والتصور والجرافيك والطباعة، وهي تقنية تفرد بها من يراها يظن أنها عبارة عن فوتوغرافية ولكنها ليست فوتوغرافية هي مزيج من فن الجرافيك والرسم معًا، مشيرًا إلى أن الفنان التقط جوانب فريدة لا يلتفت إليها من يقود السيارة على الطريق الدائري.
وأكد الفنان محمد طلعت، مدير جاليري مصر، أن "الكفراوي" له أسلوب متفرد، حاول طرح فكرة بناء العمارات حول مدينة القاهرة التي تبدو بلا صيغة ثقافية وفنية تسببت في حدوث تشوه كبير، وهي المشكلة التي نعاني منها، كذلك تآكل الرقعة الزراعية ومحاصرة المدينة بالعشوائيات.
اقتنى المنتج السينمائي حسام علوان إحدى لوحات المعرض، فيقول "تبدو المدينة حاضرة في اللوحة وكأنها سراب، إذ استطاع (الكفراوي) أن يحول عالم العمران العشوائي في اللوحة إلى عالم جمالي له ألوانه وجمالياته الخاصة، يجعل المتلقي يسرح بخياله داخل العالم".
ولـد الكــفراوي عام 1980، وهو يقـيم ويعـمل بين القــاهرة ومـونتريال. حـصـل على البكـالوريوس من كـلية الفـنون الجميلة جامعة حلوان عام 2003، وشهادة ماجيستير الفنون من جامعة كونكورديا بكندا عام 2020.
حصل الكفراوي على العديد من المنح والإقامات الفنية والجـوائز منها إقامة «مطـافئ» بقطر، و «بروهــلفيتيا» بسويسرا، حصل على منحة «دايف ماكجري» من جامعة كونكورديا ومنحة التبادل الاكاديمي من جامعة وارسو. حاز الكفراوي على عدد من الجوائز منها جائزة صالون الشباب للرسم وجائزة جمعية النقاد المصرية. شارك الكفراوي بالعديد من المعارض في مصر، قطر، أسبانيا، ألمانيا، بولندا، سويسرا، المغرب وكندا، تم اقتناء أعماله من قبل مؤسسات ومتاحف كما في مجموعات خاصة.
يستمر المعرض حتى 21 أكتوبر المقبل بجاليري مصر.
جانب من المعرض
جانب من المعرض
جانب من المعرض
جانب من المعرض
جانب من المعرض
جانب من المعرض
جانب من المعرض
جانب من المعرض
جانب من المعرض
جانب من المعرض
جانب من المعرض
جانب من المعرض
جانب من المعرض
جانب من المعرض
جانب من المعرض