لم يكن ابن المنصورة وكوميديان مدرسة المشاغبين يخطر على باله أن يصبح واحدًا من أيقونات صناع البسمة الذين أسعدوا الجمهور سنوات طوال، وبرغم السعادة التي وهبها للمشاهدين إلا أن نهايته التراجيدية كانت مدعاة للحزن، إنه الفنان يونس شلبي الذي نحتفي اليوم الأحد، بذكرى ميلاده الـ79. في مدينة المنصورة ولد الفنان يونس شلبي في مثل هذا اليوم من عام 1941، ودرس في المعهد العالي للفنون المسرحية بالقاهرة، بعد انتهاء المرحلة الثانوية، واختاره المخرج المسرحي نبيل الألفي عميد المعهد، ليشارك في أعماله التي يخرجها. بعد حصوله على بكالوريوس الفنون المسرحية، قسم تمثيل عام 1969، شارك في أول عمل مسرحي بعنوان الغول، ثم انضم إلى فرقة الفنانين المتحدين مع نجمي الكوميديا عادل إمام وسعيد صالح، وكانت مسرحية مدرسة المشاغبين التي انطلقت عام 1971، هي نقطة الانطلاق له مع باقي نجوم المسرحية، الذين شكلوا خارطة جديدة للكوميديا بعد كوميديا إسماعيل ياسين وعبدالمنعم مدبولي وفؤاد المهندس. شارك شلبي خلال مشواره الفني فى ما يقرب من 77 فيلمًا سينمائيًا، أشهرها "العسكري شبراوي"، و"رجل في سجن النساء" و"ريا وسكينة"، "مغاوري في الكلية"، و"الشاويش حسن" وأمير الظلام "والفرن "و4-2-4". ويعتبر مسلسل الأطفال الرمضاني "بوجي وطمطم" علامة فارقة في مشوار يونس شلبي. كانت شخصية يونس شلبي الحقيقية قريبة جدا من طبيعة الأدوار الذي كان يلعبها ويمزجها بالكوميديا، حتى أن بعض النقاد اعتبره مدرسة خاصة في الكوميديا. ظل الفنان يونس شلبي متلابعا على عرش الكوميديا لسنوات، حتى بداية 2000، حيث أصيب يونس شلبي بمرض السكر والقلب، وتدهورت حالته المالية والصحية، ويحسب للفنان وصديق عمره عادل إمام محاولة إشراكه في فيلم "أمير الظلام" لكي يساعده على الخروج من المحنة التي فيها إلا أن تدهور حالته الصحية حال دون ذلك. ساءت حالة يونس شلبي المادية والصحية بعد أن قام بإجراء العديد من العمليات الجراحية حتى إنه اضطر أن يبيع آخر ما يملك في بلدته المنصورة على تكاليف علاجه، واستجابت الدولة بعد استغاثة أسرته، وقررت التكفل بنفقات العلاج. وبعد رحلة من اليأس لفظ الفنان يونس شلبي أنفاسه الأخيرة في الثاني عشر من نوفمبر عام 2007 عن عمر ناهز 66 عاما.