Close ad

«الجلدكي» أول عالم اخترعها.. «بوابة الأهرام» ترصد تاريخ ظهور الكمامة واستخداماتها

29-5-2020 | 13:39
«الجلدكي أول عالم اخترعها «بوابة الأهرام ترصد تاريخ ظهور الكمامة واستخداماتهاالكمامة
محمود الدسوقي

رغم قدمها وجذورها القديمة وهي المكونة من قطن مغموس بالخل وتوصية الأطباء في كتاباتهم باستخدامها للوقاية إلا أن الكمامة لم تظهر في أوبئة الكوليرا القديمة، والتي حصدت أرواح الملايين في دول العالم في القرن التاسع عشر، حيث لم تظهر إلا في جائحة كورونا الحالية ومن قبلها ظهرت في الإنفلونزا الأسبانية بعد الحرب العالمية الأولى.

موضوعات مقترحة

عام 1817م كانت الكوليرا مرضًا مستوطنًا في مقاطعة البنغال بالهند فقط، كما يؤكد الدكتور نصر الدين أبوستيت في محاضرته النادرة عام 1948م، موضحًا أنه في عام 1817 انفجرت الكوليرا وذهبت للأقطار المجاورة، حيث انتقلت لبلاد العرب وإيران ثم وصلت موسكو، وانتشرت في كافة دول أوروبا ومنها لدول العالم أجمع لتحصد ملايين الأرواح.

تقول مروة الشريف الباحثة بمركز تحقيق التراث بدار الكتب والوثائق القومية لـ"بوابة الأهرام" إن الكمامة لم تظهر في وباء الكوليرا ربما لعدم شيوع التصوير الفوتوغرافي آنذاك، وإن كانت قد ظهرت البدايات لها في الأوبئة القديمة سواء في كتابات ابن سينا أو الطبيب الجلدكي، حيث أوصى الأطباء المسلمون بارتدائها في الأوبئة القديمة خاصة الطاعون.

وأوضحت الباحثة أن الطبيب الكيميائي عز الدين الجلدكي من منطقة تسمى جلدك بخراسان، اخترع "مستحضرات التنظيف" التي يستعملها الناس بجنون في هذه الفترة بسبب الوباء، وقد اخترع أيضًا "الكمامة" التي نستعملها أيضًا اليوم لمنع العدوى، فهو أول من اخترعها وأوصى الأطباء بارتدائها عند المعاملة مع المرضى للحفاظ على أنفسهم من نقل العدوى، وله العديد من الاكتشافات.

في الإطار نفسه، يؤكد عبدالرازق نوفل في كتابه "المسلمون والعلم الحديث" أن عز الدين الجلدكي هو أول عالم مسلم ينبه إلي خطر استنشاق الغازات والأبخرة السامة الناتجة من التفاعلات الكيمياوية، وقد أوصى بوضع قطعة من القماش على الأنف وبذلك سبق العلماء في استخدام الكمامة الطبية.

وأوصت منظمة الصحة العالمية في استخدام الكمامة الطبية بعد غسل اليدين بالماء والصابون، وشددت على أهميتها في عدم نقل العدوى من فيروس كورونا وتقليل خطر الإصابة.

الصور التاريخية تظهر شيوع الكمامة في الإنفلونزا الأسبانية والتاريخ يسجل للطبيب الفرنسي بول برجر أول استخدام للقناع الطبي نهايات القرن التاسع عشر، تحديدًا عام 1898م، إلا أن المؤرخين يؤكدون أن الاستخدام كان أقدم، وبالأخص في القرن السادس الميلادي، حين عم الطاعون أوروبا، حيث كانت المعتقدات السائدة أن الطاعون ينتقل من خلال الرائحة، ومن هنا ظهرت أهمية القناع الطبي أو الماسك، الذي يمنع انتقال الوباء من خلال الهواء ولكن كان الاستخدام قاصرًا على الأطباء فقط.

ويقول المؤرخ الأثري فرنسيس أمين لــ"بوابة الأهرام" إن الماسك الطبي كان يخص الأطباء فقط في هذه الفترة وليس كافة المواطنين، موضحًا أن الكمامة المصنوعة من القطن المجدول ظهرت للوقاية من الغازات السامة في وقت الحرب العالمية الأولى 1914- 1918م، حيث تم تطوير قنبلة محملة بالغازات السامة أثناء الحرب، واختراع قنبلة غاز مسيلة للدموع أيضًا.

وشاعت الكمامة - كما يضيف الباحث - في ثلاثينيات القرن الماضي في أمريكا، حيث وزع الصليب الأحمر الكمامة للوقاية من الغبار، وزادت شيوعًا في الحرب العالية الثانية، وأثبتت الكمامة أهميتها للوقاية من الغازات المدفونة في باطن الأرض وقت العمل، حيث تقبع البكتيريا والجراثيم في باطن المقابر الأثرية، ثم ظهرت أهمية ارتدائها في وباء كورونا المستجد الذي يشغل العالم حاليًا.

كلمات البحث
اقرأ أيضًا:
الأكثر قراءة