Close ad

استيفان روستي.. تلقى العزاء في نفسه قبل موته وصنع شهرته بالكوميديا الشريرة

12-5-2020 | 19:25
استيفان روستي تلقى العزاء في نفسه قبل موته وصنع شهرته بالكوميديا الشريرةالفنان إستيفان روستي
محمد يوسف الشريف

ودع عالمنا قبل أكثر من نصف قرن من الزمان، ومازالت ذكراه حاضره في ذاكرتنا حتي الآن، إنه استيفان روستي أو "استيفانو دي روستي" كما أطلقت عليه أمه الإيطالية في 16 نوفمبر من عام 1891، والتي كانت تعيش بالقاهرة مع زوجها السفير النمساوي في مصر، والتي انفصلت عن زوجها لانشغالاته المتعددة، واستقرت مع طفلها الصغير بالإسكندرية.

موضوعات مقترحة

وقد صنع روستي اسمه مع الرواد الاوائل للسينما المصرية، مع عزيزة أمير أم السينما ومحمد كريم صاحب أول فيلم ناطق، والذي كان السبب في عودته من ألمانيا إلي القاهرة.

وكانت بدايات روستي الفنية منذ مرحلة الشباب عندما تعرف علي عزيز عيد صاحب أشهر فرقه اسكندرانية وضمه إليها لتقديمه كممثل وكمترجم للمسرحيات العالمية باللغتين الإيطالية والفرنسية، وذلك وهو مازال في المدرسة الثانوية، ولذلك تم فصله من المدرسة ومن بعد ذلك من هيئة البريد لنفس السبب، ولكنه لم يبتعد عن الفن واشترك مع إسلام فاروق عام 1910 وإخرجا معا فيلمين، ولكن عندما تزوجت والدته من مهاجر إيطالي بالإسكندرية، ترك مصر وذهب يبحث عن والده في أوروبا، والذي لم يجده في النمسا ولا فرنسا واستقر في ألمانيا وحتي يأتي بمصاريفه كان يعمل في الملاهي الليلية ويتردد علي استديوهات السينما، حتي تقابل مع المخرج محمد كريم الذي عرفه علي سراج منير والذي ترك دراسة الطب واتجه لفنون السينما، فاجتمع الثلاثة علي العودة للقاهرة والنهوض بالسينما المصرية وتحويلها من الصامتة إلي الناطقة.

ومع أن بداية روستي كانت في الإخراج عندما قدم فيلم "ليلي" للمنتجة بطولة عزيزة أمير عام 1927، إلا أن ظهوره بالأفلام الأولي التي أخرجها جعلت زملاءه المخرجين يشجعونه علي الاستمرار ويسندون إليه إدوار الشر التي كان يهرب منها الجميع؛ لأنه يمنحها طابع الظرف والخفة والسلاسة في الأداء، كما كان يستطيع أن يحول الشر إلي كوميديا محببه للجماهير. ##

وبعدما قدم فيلم ليلي الروائي الطويل الصامت الذي يعتبر أول فيلم يعتمد علي الفنيين والأبطال المصريين فقط، قدم بعد ذلك بعام فيلم "البحر بيضحك" وقام بالتمثيل فيه، ثم أخرج عام 1931 فيلم "صاحب السعادة كشكش بيه"، وكان فيلم صامت وعندما أخرج نفس الفيلم ناطق حمل اسم "حوادث كشكش بيه" عام 1934.

كانت بدايته كممثل سينمائي ناجح في فيلم "المجد" مع يوسف وهبي، ثم "سلامة في خير" مع نجيب الريحاني وكان الفيلمان عام 1937، وانطلق بعدهما ليصنع لنفسه بصمة خاصة مازلنا نتذكرها حتي الآن.

واستمر روستي ممثلاً أولًا ثم كاتب سيناريو أو مشارك في حوار حتي وفاته، وكانت أهم فترة في حياته منذ بداية الخمسينيات، حيث كان اسمه علي نصف الأفلام المنتجة في العام، وقد تصل إلي عشرة أفلام يقدمها بالموسم الواحد، حتي بلغ رصيده الفني أكثر من 350 عَمَلًا. ##

وفي المسرح تنقل روستي بين جميع الفرق المسرحية الشهيرة في ذلك الوقت وساهم في تميز فرقة يوسف وهبي بترجمته لأشهر المسرحيات الإيطالية، وخصوصًا بعدما زار إيطاليا وتعرف علي أشهر الروايات التي تجتذب الجماهير.

كما خاض تجربة التأليف في حياته ثلاث مرات حيث شارك في تأليف أفلام "قاطع طريق، ولن اعترف، وابن ذوات".

أما آخر أعماله الفنية فكان فيلم حكاية "نصف الليل" عام 1964، وبعد تصوير هذا الفيلم ذهب استيفان روستي للإسكندرية، وتم إطلاق إشاعة أنه توفي، وقامت نقابة الممثلين بالفعل والتي كان يرؤسها صديقة محمد كريم بعمل سرادق عزاء كبير دعت فيه جموع الممثلين، ولحكمة الإقدار أن يكون هو نفسه من يدخل التأبين ليأخذ عزاءه بنفسه، قبل أن يغادر الحياه بالفعل بعد بضعة أسابيع وتحديدًا في مثل هذا اليوم من عام 1964.## ## ## ## ## ## ##

كلمات البحث
اقرأ أيضًا:
الأكثر قراءة