Close ad

قدمت اختراعات السماعة والبنج.. أسرار "ثابت ثابت" ومجلته الزراعية في الثلاثينيات | صور

1-4-2020 | 15:50
قدمت اختراعات السماعة والبنج أسرار ثابت ثابت ومجلته الزراعية في الثلاثينيات | صوراختراعات السماعة والبنج
محمود الدسوقي

رغم أن رجل الأعمال والصحفي "ثابت ثابت" كان ينشر إعلانات خاصة لمحلاته التجارية في مجلته الزراعية، لبيع سماد الحبوب والقطن من نترات الجير الألماني في ثلاثينيات القرن الماضي، إلا إنه كان يفرد بابا دائما للصحة يقدمه للمزارعين، للحديث عن الأمراض، أو كيفية تقدم الطب في العالم، بلغة بسيطة.

موضوعات مقترحة

"ثابت ثابت" ربما يكون أول صحفي مصري يحول محلاته التجارية كمقر لتحرير صحيفة شهرية تحمل عنوان "الفلاح الاقتصادي" في شارع المناخ رقم 17 شارع "(عبدالخالق ثروت حاليا)، وطبع منها ووزع 50 ألف نسخة شهريا، وربما يكون ثابت هو أول رجل أعمال مصري، يعمل في الزراعة ويشارك الصحفيين كتابة المقالات في مجلته، التي كان يبسط فيها اللغة والقواعد للمزارعين.

جزء من المجلة

تنشر "بوابة الأهرام" مقتطفات من العدد الخامس لمجلة الفلاح الاقتصادي، الصادرة أول أمشير عام 1653 قبطي، الموافق 8 فبراير سنة 1938م، والتي حوت مراحل تقدم الطب وإعلانات أمراض الربو، أحد الأمراض المزمنة التي تصيب الممرات الهوائية للرئتين، وينتج عنها التهاب وضيق الممرات التنفسية؛ مما يمنع تدفق الهواء إلى الشعب الهوائية؛ ويؤدى ذلك إلى نوبات متكررة من ضيق التنفس مع أزيز بالصدر "صفير بالصدر" مصحوب بالكحة والبلغم، وهو من ضمن الأمراض القديمة التي أصابت المصريين.

استعرض "فوزي جيد الشتيوي" من قسم الصحافة بالجامعة الأمريكية، مراحل تقدم الطب، وقدمها في مجلة الفلاح الاقتصادي بلغة مبسطة للمزارعين، حيث تحدث عن السماعة الطبية للطبيب، وكيف تم استخدامها لأول مرة عام 1819م، وأضاف الشتيوي أن الفضل يرجع في اختراع سماعة الأطباء إلي ألعاب الأطفال، مؤكدا أن الدكتور "لينك" أول طبيب في العالم استخدم السماعة الطبية، كان في حيرة من أمره حين زاره مريض سمين يشكو مرضا في قلبه، وعبثا حاول أن يستمع إلي دقات قلبه دون جدوي، حيث كانت طبقة الشحم تكتم الصوت داخل جسد المريض.

جزء من المجلة

تذكر الطبيب "لينك" لعبة الأطفال المصنوعة من كتل الخشب، حيث رأي طفلا يضع أذنه علي طرف الكتل، بينما كان يطرق طرفها الآخر، فيسير الصوت في الكتلة الخشبية، ويسمعه الطفل الثاني، فحاول أن يصنع لعبة مثلهم، فأسرع إلي المستشفي وقطع غلاف كتاب وطواه بشكل أسطواني، ووضع طرفه علي صدر المريض، والطرف الآخر في أذنه، وكم كانت دهشته أنه سمع دقات المريض واضحة، فصنع أنابيب خشبية، ومن هنا كانت هذه بداية ظهور السماعة الحديثة التي يستعملها الأطباء عامة حتي الآن، صنع "لينك" عدة أنابيب استعملها لسماع حركات القلب والهواء، وعرفت السماعة الطبية الانتشار حتى يومنا هذا، ولايمكن لطبيب حاليا أن يعمل بدونها، وأصبحت من الأجهزة الطبية التي تربط بالصورة البصرية للطبيب بشكل عام في ذاكرة البشر.

المؤرخ "أحمد أحمد الحتة" في كتابه "تاريخ الزراعة في عهد محمد علي الكبير"، أكد أن أولي المحاولات في مصر لتأسيس مجلة زراعية متخصصة، كانت من خلال إبراهيم باشا، الذي حاول إنشاء مجلة زراعية أسبوعية، لكنه مات قبل أن يبدأ في تنفيذها، مؤكدا أن إبراهيم باشا قام بجلب العديد من الفواكه والأشجار النادرة من الأمريكتين والهند، وقام بزراعتها في مصر، كما أرسل عمر أفندي في رحلة إلي جامايكا للاطلاع علي أسرار صناعة وزراعة السكر.

جزء من المجلة

"فوزي جيد الشتوي" بعد أن انتهي من مقالة عن قصة سماعة الطبيب وكيف ظهرت في العالم، تحدث عن استعمال البنج في خلع الأسنان والجراحات، وكيف تم الوصول إليه، حيث أكد أن أول من استخدم "البنج" هو وليم مورتون طبيب الأسنان، الذي جربه في نفسه وفي فصائل الكلاب أولا، حيث كان المتبع في الجراحة قبل استخدام البنج، أن يؤتي بشخص قوي العضلات يمكنه أن يقيد حركات المريض بعد مقاومة وصراع شديدين.

بينما كان "مورتون" الجراح، والمريض، والشخص القوي، مستعدون لبدء الصراع، قام "مورتون" بعملية التخدير، وماهي إلا دقائق حتي كان المريض في سبات عميق، دون حاجة إلي شخص بعضلات قوية، ولما تمت العملية الجراحية التفت الدكتور "مورتون" إلي المشاهدين، وقال كلمته الشهيرة "ليس هذا خداعا يا سادتي".

اهتم" ثابت ثابت" في مجلته بإعلانات الصحة، بجانب إعلانات الزراعة بكل أنواعها، وخاصة أدوية مرضي الربو، حيث نشر إعلانا كبيرا للخواجة أشيل شاريتو، ومقره بشارع العطارين في الإسكندرية، والذي كان محتكرا لعلاج الدكتور "هير" وكتابه الطبي، وكان الإعلان يسرد قصة الطبيب "هير"، الذي كان مريضا بالربو، وكيف طبقه علي نفسه.

الإعلان حوي أيضا نصيحة الشيخ "أحمد محمد عفيفي" نائب الطريقة العزمية الشاذلية بمصر، والذي نصح كل المرضي باستخدامه، مستعرضا تجربته المريرة مع مرض الربو، قبل استخدام علاج الطبيب هير، الذي اخترع الدواء، وألف كتابا طبيا عن الربو، حيث حذر الإعلان من الأدوية المقلدة.

كلمات البحث
اقرأ ايضا: