Close ad

عبد الرحمن مقلد بين "ماريا" ودون كيخوته في ديوانه الجديد "عواء مصحح اللغة"

8-1-2020 | 14:28
عبد الرحمن مقلد بين ماريا ودون كيخوته في ديوانه الجديد عواء مصحح اللغةالشاعر عبد الرحمن مقلد

يستعد الشاعر عبد الرحمن مقلد، لصدور ديوانه الثالث «عواء مصحح اللغة» عن «منشورات الربيع»، ضمن أبرز إصداراتها الخاصة في معرض القاهرة الدولي للكتاب 2020.

موضوعات مقترحة

يأتي الديوان الجديد في 4 أقسام، هي: «مع ماريا» و«دون كيشوتيات» و«قصائد»، و«عواء مصحح اللغة»، ويحمل الغلاف لوحة للفنان جمال الخشن، من تصميم الفنان إبراهيم إمام، وذلك ضمن المشروع الذي دشتنه «منشورات الربيع»، لتشكل أغلفة كتبها معرضًا كاملًا للفن التشكيلي لعدد من أبرز الفنانين المصريين.

وعن سبب اختياره لاسم الديوان «عواء مصحح اللغة»، يوضح الشاعر أنه استفاد من عمله في الصحافة، سواء كمصحح لغوي أو محرر صياغة «ديسك مان»، وعبر عن هذه التجربة، كما يظهر من عنوانه، ودمجه بين لفظتي «عواء»، بما تحمل من صوت عارم للذئب وهذا الصوت الخارج مستحضراً قصيدة «عواء» للشاعر الأمريكي آلن جنسبرغ، ووظيفة «مصحح اللغة»، هذا الشخص النبيل المنوط به مراجعة البروفات، ومحو الأخطاء اللغوية، هذا الشخص الريفي الذي يحاول الحفاظ على فطرته، والابتعاد عن المتاعب في مهنة صاخبة بطبعها.

وتحدث عبد الرحمن مقلد عن ديوانه «عواء مصحح اللغة»،في حوار سابق له، مؤكدًا أنه حرص في عمله الجديد على الذهاب بعيداً في التعبير عن حياته المعاصرة كشاعر يعيش في لحظة معينة مرتكبة، وفي زمن تسيطر فيه ثورة الاتصالات، حتى بتنا جميعاً أسرى تحركات الاقتصاد العالمي، نسير وفق هوى «وول ستريت»، نصعد مع الأسواق المالية العالمية ونهبط معها، فقدنا الهوية وفقدنا الإحساس بالمكان وبالخصوصية، أصبحنا جميعاً عبيداً لدى البنوك والمصارف والقروض، لم نعد ننعم بالهدوء والسكينة والتأمل، بات كل شيء مدفوع الثمن. ويظهر هذا في العديد من نصوص الديوان مثل قصائد مثل «صلاة إلىatm » و«مغازلة لموظفات البنك» وقصيدة «خمرية» عن سكران يعود لبيته بعد أن دفع كل ماله نظير الحصول على الخدمات.

ونوه مقلد إلى أن هذه القصائد تتماس مع تجربه في الحياة، كشاعر يعمل ويتقاضى راتبه من ماكينات الصرف الآلي ولديه التزامات مالية ترتبط في الآخر بحركة الاقتصاد العالمي، وبالتالي كيف لا أعبر عن التجربة اليومية والحالة التي يكون عليها مثلاً العميل وهو يتوحد مع ماكينة الصرف ويدخل تعريفه الرقمي ويحصل على الأوراق المالية من الماكينة التي تهتز وتصدر هذا الأزيز المميز، وكأنها في تجربة جسدية.

وقال: «أيضاً كلنا هذا الرجل الذي يشعر أن الجميع يراقبونه طوال الوقت ويخطفون منه أوراقه المالية، ليعود لبيته مفلساً بعد أن دفع الفواتير والالتزامات، وهو هذا المواطن الذي يجلس أمام موظفة البنك الأنيقة التي تتعامل معه على أنه مجرد رقم، لا علاقة تنشأ بينهما هو بالنسبة لها مجرد عميل، ولكن أليس له من الحظ ما يجعله ينسى كل هذا الهم ويتأمل الأعين الزرقاء، هذه حالات نعيشها جميعاً بشكل يومي، فكيف لا أعبر عنها، طالما أنني أحافظ على حيويتي كشاعر، ولا أفقد قدرتي وفنياني ولا أتنازل عن حضور الشعر في كل كلمة، ولكني أصنع تجربتي الخاصة التي أتمنى أن تضيف لحاضر القصيدة العربية الجديدة، والشعر كعمل إنساني نحتاجه الآن أكثر».

وتحضر «ماريا» ابنة الشاعر في قسم من الديوان الجديد، وعن هذا أوضح عبد الرحمن مقلد أنه في هذا القسم من القصائد يتعامل كأب لطفلة يلعب منها ويستمد من روحها البريئة، ومن الفطرة، القوة التي تجعله يتحمل كل ما يعيشه ويقابله، أفكر في طفلتي وأنا أحتضنها وألعب معها بدميتها، أفكر في آلاف الأطفال الذين يموتون في بلادنا العربية، لأسباب عديدة، لا أستطيع أن أتحمل كل هذا الموت والدمار والخراب والحرب سوى بالمزيد من الأمل واستمداد القوة ممن يملكون النظرات البريئة من الأطفال الذين لا يعرفون الألم الأكبر ولا اليأس والقنوط في أعوامهم الطرية الأولى.

ويحضر «دون كيخوته» بطل رواية سيرفانتس، وتسمى قسماً من القصائد «دون كيخوتيات»، إذ يوضح الشاعر أن هذه المرة يحضر دون كيخوته «نائماً»، وأطالبه بأن يصحو ليخوص مغامراته الخاسرة، حتى لو هزم مرات كثيرة، ولكنه لا يفقد الأمل، قائلا: «نحتاج كلنا هذه الروح الدون كيخوتيه، هذه الروح التي تقاوم مقاومة النفس الأخير، ولا أرى أنني أسقط في فخ من استحضر دون كيخوته، ولكني أحضره في موقف مختلف؛ أحاول أن أذكره بأمجاده ليقوم قومة أخرى، وليظل يقاوم فقط يقاوم ولو سيخسر عشرات المرات».

يذكر أن عبد الرحمن مقلد، شاعر وصحفي مصري، مواليد 1986، حصل على جائزة الدولة التشجيعية 2018 عن ديوانه «مساكين يعملون في البحر»، وحصل على جائزة هيئة قصور الثقافة عن ديوانه «نشيد للحفاظ على البطء» 2011، وحصل على جائزة المركز الثقافي المصري بباريس، وحصل على جائزة المجلس الأعلى للثقافة، وتُرجمت بعض نصوصه إلى الفرنسية والأمازيغية، وشارك فى فعاليات شعرية داخل مصر وخارجها، ونشرت نصوصه في عدد من الصحف والمجلات العربية. تناولت أعماله بالبحث والكتابة النقدية عددا من كبار المثقفين والشعراء المصريين والعرب، وكان ديوانه «مساكين يعملون في البحر» محل دراسة لطلاب الدراسات العليا بكلية دار العلوم عام 2019.


ديوان عواء مصحح اللغةديوان عواء مصحح اللغة
كلمات البحث
اقرأ ايضا: