يقول أمل دنقل: "هل أنا كنت طفلاً أم أن الذي كان طفلاً سواي"، فالأب الذي رحل وكان طفلًا صغيرًا في العاشرة من عمره، كان أول الأحباب الراحلين لهذا المكان الذي اختار أمل دنقل أن يكون مثواه الأخير في مقبرة قرية القلعة العتيقة بمركز قفط بقنا.
موضوعات مقترحة
في ذكرى رحيل الشاعر أمل دنقل تنشر "بوابة الأهرام" أهم ذكرياته في مسقط رأسه بقرية القلعة التابعة لمركز قفط بقنا جنوبي قنا حيث تظل مقبرة قرية القلعة التي تحوي والد أمل دنقل ووالدته بالإضافة لجثمانه، من أهم المعالم التي دونتها الأفلام التسجيلية التي تناولت سيرته، ومنها الفيلم الجنوبي للمخرجة الراحلة عطيات الأبنودي، حيث يؤكد أنس دنقل أن عبدالرحمن الأبنودي قام بتنفيذ وصية شقيقه، وهو أن يدفن في مكان بالقرب من قبر والده، وكان يتخذه الأهالي مصلى، لتأدية فروض الصلاة.
"أولئك الغامضون: رفاق صباي
يقبلون من الصمت وجهًا فوجهًا
فيجتمع الشمل كل صباح
لكي نأتنس".
والقبر الذي تحدث عنه أمل دنقل في قصيدته الجنوبي "مات أبي نازفاً أتذكر.. هذا الطريق إلى قبره أتذكر"، كان العلامة المميزة لأم شاعر، لم تتلق تهنئة بأعياد الأم لا في حياتها المديدة كعادة الصعايدة القدامي، ولا بعد موتها، وهي التي اختزلتها الصورة فقط كأم شاعر كانت تقبع أمام قبر وليدها، وتقرأ له القرآن في صورة منتشرة بين أحباء دنقل.
في هذه المقبرة التقط المصور الرائع عمر التلمسانى الذي رافق المخرجة عطيات الأبنودى صورة القبر التي لاتنسى، وجلوس أم دنقل حول القبر لتظهر في فيلم الجنوبي، الفيلم الذي أنتجه التليفزيون المصري كأروع صورة لأم أفجعها فقد وليدها البكر.
في قرية القلعة يتبقى المنزل الطيني الذي عاش فيه أمل دنقل وديوان عائلته والذي تم بناؤه عام 1908م، حيث كان الشاعر يجلس دائمًا في ديوان العائلة، حين يقوم بزيارة البلدة، حيث الديوان العتيق يحوي صورة أمل دنقل أيضًا، كما يحوي شجرة الكافور التي تمت زراعتها قديمًا، وبقيت على حالتها في الديوان.
سينما فريال تلك السينما التي كان يذهب لها أمل دنقل وصديقه عبدالرحمن الأبنودي لمشاهدة الأفلام، لم تعد موجودة الآن في قنا ،لم تعد موجودة سوى تذاكر الدخول للأفلام في أوراق صفراء، مثل فيلم دعاء الكروان والذي تم عرضه في الدار بمبلغ 56 جنيها، وذكريات احتفاء السينما بمقاتلي حرب فلسطين 1948 حين قرر اللواء محمد نجيب إرسال شكر للدار، ومنها خطاب الرئيس الأول للجمهورية محمد نجيب، والذي أرسل خطاب شكر لمؤسسي الدار عام 1952م، والذين قاموا بتنظيم حفل لشهداء ومصابي ومشوهي الحرب لأبناء قنا، والذين خاضوا حرب فلسطين إلا إن بعض الباحثين يؤكدون أن السينما حملت هذا الاسم بعد قيام الملك فاروق بافتتاح تعلية مسجد القطب الصوفي الشهير سيدي عبدالرحيم القنائي، وتم وضع اسم زوجته الأميرة فريال بالإضافة لاسمه بعد الزواج الملكي الشهير.
يروي أنس دنقل أنه ذهب مع شقيقه أمل دنقل وصديقه عبدالرحمن الأبنودي كان سبباً مباشراً في قيام والد الشاعر عبدالرحمن الأبنودي بإعطائه علقة ساخنة بعد قيامه بفضح سره هو وأمل دنقل، وأنهما يدخنان السجائر في سينما فريال بقنا، التي تم هدمها منذ سنوات ويوضح أنس، أن والدتي لم تعاقب أمل، رغم تأكيدي لها أنه يدخن السجائر مع صديقه الأبنودي، فقط قالت له وهي غاضبة: "ماتعملش حاجه في السر، لو كنت مقتنع بحاجه عملها في العلن وأمام الناس"، وهو المبدأ الذي آمن به أمل دنقل طوال حياته وحتي آخر لحظة في حياته، أما عبدالرحمن الأبنودي الذي أخذ علقة ساخنة من والده فكان عليه أنه يدخل علي البيت ثائراً ومهدداً أنه سيزيل حواجبي التي تشبه خور الحميدات حيث كانت هناك ترعة في وسط المدينة بالقرب من سينما فريال .
أما مدرسة فاروق الثانوية التي تعلم فيها أمل دنقل فهي المدرسة التي تحول مكانها لكلية الهندسة وهي التي شهدت بداية المظاهرات الحاشدة تنديداً بالعدوان الثلاثي علي مصر عام 1956م قبل سفر أمل وعبدالرحمن للقاهرة.
ذكرى رحيل الشاعر أمل دنقل ذكرى رحيل الشاعر أمل دنقل ذكرى رحيل الشاعر أمل دنقل ذكرى رحيل الشاعر أمل دنقل ذكرى رحيل الشاعر أمل دنقل ذكرى رحيل الشاعر أمل دنقل