تنطلق فعاليات الدورة الخامسة لمهرجان القاهرة الأدبي، يوم السبت، الموافق 16 من فبراير الجاري، تحت شعار نظرة إلى الشرق، حيث يركز هذا العام على الأدب الآسيوي بالمعني الواسع للكلمة من غرب إلى وسط إلى شرق آسيا.
موضوعات مقترحة
ويقول محمد البعلي، مدير المهرجان، إن دورة هذا العام ستقدم أدباءً يتعرف عليهم الجمهور العربي للمرة الأولى، من كوريا وسنغافورة وماليزيا وسلطنة عمان، بالإضافة إلى ضيوف من الدول التي تشارك في المهرجان منذ دورته الأولى مثل ألمانيا والتشيك وأيرلاندا.
وكشف البعلي في تصريحات لـ"بوابة الأهرام"، أن ضيفي المهرجان الرئيسيين هذا العام هما، الروائية السورية شهلا العجيلي والروائي المصري عادل عصمت، المرشحين للحصول على جائزة البوكر لدورة هذا العام.
مهرجان القاهرة الأدبي هو فعالية ثقافية أقيمت لأول مرة عام 2015 وتطور من ذلك الحين ليصبح واحدا من الأحداث الثقافية الدولية البارزة في الساحة المصرية والإقليمية، ويقام المهرجان بتنظيم من مؤسسة"صفصافة للثقافة والنشر" وبدعم من وزارة الثقافة المصرية وعدد من السفارات والمؤسسات الثقافية وعدد كبير من الناشطين الثقافيين والمتطوعين.
وشهدت الدورات الأربع الماضية تكرار بعض أسماء الضيوف من العرب والمصريين، ويرى البعلي أنه بالرغم من تكرر استضافة بعض الأدباء، لكن المهرجان يسعى دائمًا لاستضافة أسماء جديدة، ولكن الأمر يخضع في النهاية لتفضيلات الكتاب أنفسهم، قائلًا: ثمة أسماء مرموقة وداعمة للنشاط الثقافي المستقل، نفضل دعوتها، لكن في الوقت نفسه، هناك أسماء أخرى مرموقة أيضا لكنها تفضل التفاعل مع النشاط الثقافي الدولي لذا لا يوجد مجالات واسعة للتلاقي بيننا، لكن بشكل عام بقدر ما يتيح لنا برنامج المهرجان نحاول استيعاب أكبر قدر من الضيوف، أحيانا نكون غير راضين عن بعض الأسماء وأحيانا غير راضين عن أنفسنا في حالة التكرار لكن نسعى للأفضل دائما".
وحيث إن صفصافة، المنظمة للمهرجان، تمارس مهنة النشر كأساس لنشاطها الثقافي، الأمر الذي قد يوحي بأنها تركز في اختياراتها للضيوف الأجانب على الكتاب الذين ترجمت الدار أعمالهم، للترويج لها، خاصة وأنها استضافت بعضهم خلال الدورات السابقة للمهرجان، وهو أمر لا ينفيه مؤسس المهرجان ومديره، حيث يقول إن عدد ضيوف المهرجان يصل إلى 30 ضيفا في الدورة الواحدة، نصفهم من الأجانب، والذين تُنشر ترجماتهم في صفصافة منهم خمسة أو ستة على الأكثر، لذا فمسألة أن أغلب الضيوف من الكُتاب لهم منشورات في صفصافة غير صحيحة، لكننا على صعيد آخر نحاول استخدام جهد صفصافة في النشر لدعم نشاط المهرجان، فمثلا لو لدينا إطلاق لكتاب فيمكن أن نؤجل إطلاقه من معرض القاهرة للكتاب إلي المهرجان الأدبي، خاصة إذا كان بحضور الكاتب، وإذا كان هناك أديب له أعمال في الدار نحاول دعوته للمهرجان ولا ننجح في هذا دائما، بالإضافة إلى أن دار صفصافة تدعم المهرجان ماليا وليس العكس، لذا فالعلاقة أراها إيجابية بالنسبة للمهرجان.
يأتي انطلاق مهرجان القاهرة بعد أيام قليلة من انتهاء معرض القاهرة الدولي للكتاب، وهو ما يجده بعض المهتمين بحضور المهرجان مرهقًا، خاصة وأنهم قد انتهوا للتو من متابعة الفعاليات الثقافية لمعرض الكتاب والتقو اخلالها بعدد كبير من الأدباء البارزين، لكن البعلي يرى أن الموسم الثقافي المصري رغم طوله لا يشبع الجمهور كما نتوقع، ويؤكد الإقبال على تلك الفعاليات التي تجري على مدار 7 أشهر متصلة، نهم الجمهور المصري للثقافة، ويقول"وقت التحضير للمهرجان كان مهما ألا يتعارض توقيته مع جدول المهرجانات الدولية الأخرى أو مع الإجازات العالمية الرسمية مثل الكريسماس ورمضان وغيره، ونجحنا في ذلك إلى حد كبير، أما بالنسبة للمعرض فهناك فرق جوهري بين معرض الكتاب والمهرجان، خاصة في مصر، فمعرض الكتاب البطل فيه هو الكتاب وحركة بيع الكتب، أما المهرجان الأدبي فالبطل فيه هو الكاتب والتركيز فيه علي الحوار والنقاش الثقافى بين الكُتاب".
وعن قانون تنظيم الفعاليات الثقافية الجديد، قال البعلي إن وزيرة الثقافة الدكتورة ايناس عبد الدايم أخبرته أن القانون لا ينطبق علي المهرجان، وعليه فالترتيب للمهرجان قائم ككل عام بلا تغيير، وأكد البعلي أن المهرجان يقوم بدعم جزئى من الوزارة وليس كليا تتمثل في تغطية نفقات إقامة عدد من الضيوف وتوفير بعض الأماكن للفعاليات، وهذا التمثيل يمثل بحد أقصى 20% من ميزانية المهرجان الكلية، وقال "نحب أن نحافظ علي المهرجان مستقلا ونحب أن نحافظ كذلك على علاقتنا مع وزارة الثقافة جيدة بصفتها مؤسسة من مؤسسات الدولة، والدولة ملك الشعب المصرى، ونحن جزء منه لكن أنا لا أتوقع أنه لو توقف دعم الوزارة للمهرجان سيتوقف وحتى لو الوزارة عرضت دعما أكبر، لا أعتقد أننا سنحول وجهة المهرجان ليصبح مهرجانا تابعا للدولة".