Close ad

2018 عام حافل للآثار المصرية.. اكتشافات هامة ومتاحف جديدة وتطوير للمواقع الأثرية

29-12-2018 | 18:44
 عام حافل للآثار المصرية اكتشافات هامة ومتاحف جديدة وتطوير للمواقع الأثريةالدكتور خالد العناني وزير الآثار أثناء اكتشاف أثري جديد
مصطفى طاهر

عام حافل بالإنجازات، نجحت في تحقيقها وزارة الآثار المصرية، طوال 12 شهرا من العمل المتواصل على مختلف الأصعدة، كان النظام والحرص على إغلاق الملفات المؤجلة عنوانا لها، ما بين الاكتشافات الأثرية المهمة التي تحققت وأحسنت الوزارة تسويقها عالميا من خلال وسائل الإعلام الدولية، أو ارتفاع معدلات الإنجاز في مشروع مصر القومي المرتقب "المتحف المصري الكبير"، الذي ينتظر أن يرى النور في عام 2020م.

موضوعات مقترحة

بالإضافة إلى افتتاح متحف سوهاج القومي بعد أن استمر العمل فيه لمدة تجاوزت الربع قرن!، تأجل افتتاحه خلالها عدة مرات، قبل أن تنجح وزارة خالد العناني، في الدفع به للخروج إلى النور، بحضور الرئيس عبدالفتاح السيسي، كما كان العمل على ترميم المواقع الأثرية المختلفة، وإعادة تخطيطها من أبرز إنجازات الآثار المصرية خلال عام 2018م.

"بوابة الأهرام" تستعرض في حصاد العام، سلسلة نجاحات الوزارة خلال 2018م

ثاني أيام العام، في بداية يناير شهد أول الاكتشافات الأثرية المصرية، بمنطقة تل الفراعين بكفر الشيخ، حيث تم العثور على بقايا جدران من الطوب اللبن تعود لعصور مختلفة من الحضارة المصرية القديمة، بالإضافة إلى أربعة أفران من العصر المتأخر.

وذلك أثناء أعمال الحفر الأثري للبعثة المصرية التابعة لوزارة الآثار، وفي نفس اليوم قررت وزارة الآثار، مد ساعات العمل الرسمية في معبدي إدفو وكوم أمبو بمحافظة أسوان، على مدار فترة السدة الشتوية والتي تؤثر سلبًيا على حركة الملاحة النيلية، وما ينتج عنها من تأخير مواعيد وصول رحلات البواخر السياحية، وذلك تيسيرا للسائحين، كما استعادت وزارة الآثار في شهر يناير، ثلاثة أجزاء لمومياوات مختلفة، عبارة عن رأس ويد يمنى وأخرى يسرى، وذلك بعد تسليمها لمقر القنصلية المصرية بنيويورك.

الاكتشافات الأثرية لم تتوقف طوال العام تقريبا، بمختلف أنحاء الجمهورية، وزير الآثار د.خالد العناني، وزير الآثار، ثمن جهود 200 بعثة أثرية أجنبية تتبع نحو 25 دولة تعمل في مناطق البر الغربي بالأقصر، وسقارة في الجيزة، والمنيا، وسوهاج، وسيوة وغيرها من مناطق الاكتشافات الأثرية، ويعد العثور على ورشة تحنيط قديمة جنوب هرم "أوناس" بمنطقة سقارة؛ من أبرز اكتشافات العام، حيث صُنف كأحد أهم 10 اكتشافات أثرية على مستوى العالم، وفقا للمعهد الأثري الأمريكي.

وتمثل ذلك الكشف الذي عثرت عليه بعثةُ الآثار المصرية في شهر يوليو الماضي، في حجرة دفن، وورشة تحنيط على عمق ثلاثين متراً تحت الأرض، قرب جبانة سقارة، ويعتقد الأثريون أن حجرة الدفن التي يزيد عمرها على 2000 سنة تعود إلى العصر الصاوي الفارسي بين عامي 664 و404 قبل الميلاد، وقد وجدت البعثة الأثرية في هذه الحجرة مئات من التماثيل الحجرية الصغيرة، والأواني الكانوبية، والأدوات المستخدمة في عملية التحنيط.

عمليات التطوير في المواقع الأثرية المهمة، كانت من أبرز إنجازات الوزارة خلال العام الجاري، ومازال منها ما هو متواصل خلال العام المقبل، من أبرز عمليات التطوير، ترميم قصر البارون بمنطقة مصر الجديدة، وقصر الأمير محمد على بمنطقة المنيل، وإعادة افتتاح طريق الكباش في الأقصر، بالإضافة لمشروع إنقاذ كنيسة "أبو مينا" بالإسكندرية، والمهددة بالخروج من قائمة التراث العالمي منذ نحو 15 عاما.

أبرز الافتتاحات المهمة خلال عام 2018، تحقق بحضور رئيس الجمهورية عبدالفتاح السيسي، بعد 25 عاما من الانتظار عاشها سكان مدينة سوهاج، على أمل في أن تأحذ مدينتهم الجميلة، مكانها المستحق، على خريطة السياحة في مصر، حتى جاءت الولاية الثانية للسيسي، لتشهد افتتاح "متحف سوهاج القومي"، ويتكون المتحف بمقره على نيل سوهاج على بعد أمتار قليلة من كوبري إخميم، من دور أسفل الأرض "بدروم" يضم عددا من القطع الأثرية تستعرض الفكر الديني عند قدماء المصريين وفكرة البعث والخلود، وكذلك عبادة الحج في العصور الفرعونية والقبطية والإسلامية.

أما الدور الأرضي والمدخل الرئيسي فيضم تماثيلا وقطعا أثرية لملوك الأسرتين الأولى والثانية، وكذلك يضم قطعا أثرية معظمها من نتاج الحفائر الأثرية بالمحافظة، وبعضها تم نقلها من المتحف المصري بالتحرير، وجاير أندرسون، والمتحف القبطي، ومتحف الفن الإسلامي، لتحكي تاريخ المحافظة منذ أقدم العصور، بخاصة عصر الأسرتين الأولى والثانية، بالإضافة إلى التطرق للتراث الشعبي بالمحافظة، وإلقاء الضوء على عادات وتقاليد الأسرة بها، وكذلك بعض الصناعات التي اشتهرت بها المحافظة، ومنها صناعة النسيج بمدينة أخميم.

ويضم المتحف أيضا بالإضافة إلى ذلك مجموعة أخرى من القطع الأثرية، التي تم اكتشافها في محافظة سوهاج، الموجودة بمخازن الآثار، لتخدم سيناريو العرض، وبناء على تلك المعطيات المتاحة، عقدت لجنة سيناريو العرض المتحفي، اجتماعا طارئا لاختيار بعض القطع الأثرية قبل افتتاح المتحف، حيث تم الاتفاق وقتها على اختيار قطع من المتحف المصري بالتحرير، وبعض مكتشفات حفائر منطقة آثار أبيدوس.

عودة أعمال الحفائر الآثرية التابعة لقطاع الآثار الإسلامية والقبطية بمختلف المواقع الأثرية في أنحاء جمهورية مصر العربية، وذلك بعد غياب 7 سنوات كاملة، في نهاية العام الجاري، يعد من أبرز إنجازات الآثار المصرية، حيث تبدأ خمس بعثات حفائر مصرية أعمالها بأربعة محافظات بشمال وجنوب سيناء، تضم أعمال بعثتين أثريتين بمحافظة الوادى الجديد بمنطقة عين السبيل بواحة الداخلة، ومنطقة عين الخراب بواحة الخارجة والتي ترجع للقرن الرابع الميلادي، وتعد أعمالها استكمالا لحفائر توقفت منذ عام 2010م، حيث نجحت البعثة الأثرية العاملة وقتها آن ذاك في الكشف عن قلعة رومانية.

كما تقوم بعثات أثرية أخرى بمحافظة أسيوط بالعمل في منطقة البلايزة (دير أبولو) التي تعود منشآتها إلى القرن 5/ 6 الميلادي، بالإضافة لبعثة أثرية بمحافظة المنيا بمنطقة دير أبو حنس بملوي، والتي ترجع منشآتها للقرن الخامس الميلادي، وحفائر الدير الأبيض بمحافظة سوهاج، والتي تستستكمل أعمالها بالدير للكشف عن مدينة الصناعات اليدوية التي عثر بها على العديد من اللقى الأثرية من الأواني الفخارية والعملات، ومن المنتظر أن تحقق تلك العمليات الجديدة، نتائج مهمة خلال العام المقبل 2019م.

دخول القطاع الخاص، إلى ملعب تقديم الخدمات بالمواقع الأثرية، فكرة نوقشت كثيرا طوال الأعوام الماضية، حتى خرجت إلى النور في الأسابيع الأخيرة من العام الجاري، للارتقاء بجودة الخدمات المقدمة للزائرين المصريين والعرب والأجانب بهضبة أهرامات الجيزة، والتي تفتقر إلى الخدمات الأساسية اللائقة لاستقبال الزائرين، وبعد فترة تفاوضات استمرت قرابة العام، وبعد موافقة مجلس الوزراء، وقع المجلس الأعلى للآثارعقد مع شركة أوراسكوم للاستثمار القابضة لتقديم وتشغيل خدمات الزائرين بمنطقة أهرامات الجيزة، على أن يتولى المجلس الأعلى للآثار - وحده دون غيره - إدارة المنطقة بالكامل.

وتشمل الخدمات موضوع التعاقد التسويق والترويج للمنطقة، وتشغيل ساحة انتظار الحافلات خارج المنطقة الأثرية أمام المدخل الجديد الواقع على طريق الفيوم (حيث سيمنع دخول السيارات والأتوبيسات السياحية داخل المنطقة الأثرية)، مع قيام الشركة بتوفير وتشغيل وصيانة وسائل انتقال للزائرين داخل المنطقة (٣٠ أتوبيسا و٢٠ عربة تعمل بالكهرباء والطاقة صديقة للبيئة للحفاظ على المنطقة الأثرية)، كما تقوم الشركة بتشغيل وصيانة الخدمات المقدمة بمركز الزوار الجديد بمدخل الفيوم الجديد، والذي يضم مجموعة من المحال والكافيتريات وقاعة عرض سينمائي (يخضع محتوي الأفلام المعروضة لإشراف المجلس الأعلى للآثار)، كما تقوم الشركة بتزويد المنطقة بعدد ٢٠ دورة مياه متنقلة، ومركز طبي متنقل للزائرين، مع استحداث خدمات الوجبات السريعة والمأكولات والمشروبات بالمنطقة (في الأماكن التي يحددها ويوافق عليها المجلس الأعلى للآثار)، واستحداث أنشطة ترفيهية أمام ساحة انتظار المدخل الجديد بطريق الفيوم (خارج المنطقة الأثرية).

كما تقوم الشركة بتنظيم والترويج للفعاليات (بعد التنسيق مع المجلس الأعلى للآثار)، واستحداث وسائل خدمات عالية التقنية للزائرين مثل الواي فاي، وخدمات رقمية كدليل للزوار وتطبيقات هاتفية، وطباعة وتوزيع خرائط إرشادية للزائرين، وتقديم خدمات مميزة لكبار الزوار، مع استحداث أكشاك تصوير ورسم للزائرين، وتلتزم الشركة بالتعاقد مع شركة نظافة خاصة، وشركة أخرى لتأمين أماكن خدمات الزائرين فقط (مع استمرار وزارة الداخلية وأمن المجلس الأعلى للآثار وحدهما بتأمين الموقع العام والزائرين والمنطقة الأثرية والآثار)، ومن المنتظر أن يكون ذلك الاتفاق، من عناوين التطوير الكبير لخدمات الآثار المصرية، خلال الشهور المقبلة.

"قناع سقارة المذهب" جذب وسائل الإعلام الأمريكية على وجه الخصوص ضمن الاكتشافات المصرية خلال العام الجاري، حيث أعلنت مجلة الآثار الأمريكية "Archaeology Magazine"، عن اختيار القناع الفضي المذهب لكاهن الإله موت والإلهة نيوت والمكتشف بجبانة سقارة الأثرية في يوليو الماضي، كاحد أهم 10 اكتشافات أثرية لعام 2018، بالإضافة إلى وضع صورة القناع على غلاف المجلة في عددها الجديد المنتظر صدوره خلال أيام، لشهري يناير / فبراير 2019م.

ويعد القناع الأول من نوعه من اكتشافات منطقة آثار سقارة منذ عام 1905م، وفي مصر عموما منذ عام 1939م، ويتفرد في أنه مصنوع من الفضة المغطاة بطبقة من الذهب وعيونه مطعمة بحجر العقيق الأسود، والرخام المصري، وأوبسيديان (زجاج بركاني)، وتبلغ مقاساته حوالي 23× 18.5 سم، ووزنه قبل تنظيف العوالق 267.96 جرام.

المتحف القومي للحضارة المصرية، يعد من أبرز المشروعات القومية التي شهد عام 2018م، معدلات إنجاز كبرى لها، كان آخرها استقبال المتحف لـ 800 قطعة أثرية جديدة، من مجموعة الدكتور زكي سعد، والتي كانت موجودة بالمتحف المصري بالتحرير، وتعتبر هذه القطع هي المجموعة الأخيرة من أصل 6559 قطعة أثرية، كان قد تم نقلها إلى المتحف خلال العام الجاري.

أما المتحف المصري بالتحرير، فقد شهد عمليات تطوير تواكبا مع مرور 116 عاما على إنشائه، حيث تم تصميم ووضع لوحات إرشادية جديدة في حديقة المتحف وعلى الأسوار الخارجية، وعند منافذ الدخول والخروج، وعند المدخل الرئيسي للمتحف، وذلك لتعريف الجمهور وإرشاده، وتم تنفيذ تلك اللوحات كمرحلة أولى ضمن مشروع تطوير المتحف بالتعاون مع اليونسكو، أما عن المرحلة الثانية؛ فهي تتضمن تصميم وعرض لوحات أخرى عن تخطيط المتحف من الداخل وأعمال الترميم، والقطع الأثرية، كما استمر العمل لتطوير قاعات العرض الخاصة بمجموعة يويا وتويا أجداد الملك أخناتون، وهي المجموعة البديلة لمجموعة توت عنخ آمون بعد نقلها إلى المتحف المصري الكبير.

الكشف عن نظام نقل الكتل الحجرية من المحاجر أثناء بناء الأهرامات في عصر الملك خوفو، يعد من الاكتشافات التي ستحفز علماء الآثار للعمل كثيرا عليه خلال السنوات المقبلة، وقامت بذلك الكشف البعثة الأثرية الفرنسية الإنجليزية المشتركة والتابعة للمعهد الفرنسي للآثار الشرقية وجامعة ليفربول الإنجليزية، حيث توصلت تلك البعثة لطريقة نقل المصري القديم للكتل الحجرية من محاجر مرمر بموقع حتنوب شرق مدينة تل العمارنة بالمنيا، في فترة حكم الملك خوفو، وذلك من خلال الدراسات والأبحات التي أجرتها البعثة على الكتابات والنقوش الأثرية المكتشفة في موقع محاجر المرمر المصري.

منطقة أهرامات الجيزة، شهدت خلال العام الجاري، إعادة افتتاح هرم خفرع للزيارة بعد الانتهاء من صيانته، بينما تم إغلاق الهرم الأصغر منكاورع، لبدء أعمال الصيانة فيه، ومن المنتظر أن تكون أعمال الصيانة فيه، قد انتهت خلال العام المقبل، لتنتهي بذلك خطة الصيانة الداخلية لأهرامات الجيزة، تواكبا مع عملية تطوير الخدمات في المنطقة.

كلمات البحث
اقرأ ايضا: