أضعتُ عينيّ أكثر من ربع قرن كامل ، في اقتفاء أثر النحلات الثلاث على قميصِكِ ،
موضوعات مقترحة
قميصك ذاك الذي لم يعدْ صرخة موضةِ ذلك العام ،
وربما تكونين قد أودعتِه في سلّة المهملاتِ بعد أن كلحتْ الجلّناراتُ الثلاث المزروعات بعناية على النحرِ والنهدين ،
أو لعلكِ تصدّقتِ به بعد أن ضاق بك قبل عيد الفطر لابنة الخادمة العجوز التي تعيل زوجها المدمن وأبناءه الأحد عشر ،
أو عساه صار هباء منثوراً في قلق الريح ، تنفضه عنها عشبة ما ، أو قطرة مطر ما ، أو رئة ما مصابة بالسعال المزمن ، قد تكون رئتي .
قميصك ذاك ، برائحة العناق الطويل وقوفاً ، وارتعاشات لُهاثِهِ على صدري النحيل ، لا يزال في ذاكرتي ملائمًا كي أكتفي بالهواء القليل تحته .
لكنك لم تري في المرايا غير ظلّك ،
ولم تنتبهِ أن جسدي صار أنحل من ألمي في المنفى ،
وأن يدي ذبلتْ بباقة الورد تلك التي ذبلت في انتظارك ،
وأن الضوء المصاب بالرمدِ في عينيك لم يعد كافياً كي ترجعي لي عينيّ اللتين نفذتا في المحطات والمطارات والشوارع والمقاهي الغريبة ،
وبين ضجيج الباعة المتجولين والمتسولين و العشاق مقطوعي الرجاء ،
وفوق التلال البعيدة والمقاعد التي بردت في الحدائق الموحشة ،
وفي مراياك أيضاً ، تلك التي لم أر ظلك فيها يعانق ظلي.