Close ad

المتحف الكبير يستقبل القطعة الأخيرة.. عجلات توت عنخ آمون شاهدة على الحضارة المصرية | صور

3-5-2018 | 21:06
المتحف الكبير يستقبل القطعة الأخيرة عجلات توت عنخ آمون شاهدة على الحضارة المصرية | صورعجلات توت عنخ آمون
محمد فايز جاد

يستقبل المتحف المصري الكبير، بميدان الرماية، آخر عجلة حربية للملك توت عنخ آمون، قادمة من المتحف الحربي بالقلعة، وذلك في الثانية عشرة من ظهر السبت، 5 مايو الجاري.

موضوعات مقترحة

ويستقبل المتحف القطعة الأثرية عقب افتتاح د.خالد العناني، وزير الآثار، المؤتمر الدولي الرابع لتوت عنخ آمون، وذلك في التاسعة من صباح اليوم نفسه، وهو المؤتمر الذي يستضيفه فندق "الميريديان" بمنطقة الهرم بمحافظة الجيزة.

تعد العجلات الحربية لتوت عنخ آمون نموذجًا مهمًا للعجلات الحربية المصرية، نظرًا لأنها من العجلات النادرة التي وصلتنا كاملة، حيث تعد مقبرة الملك الفتى إحدى المقابر القليلة التي نجت من لصوص المقابر على مر التاريخ، وذلك لصعوبة الوصول إليها، حتى إنها مثلت لغزًا مستعصيًا على الحل أمام البريطاني هوارد كارتر، الذي اكتف المقبرة بعد عدة محاولات فاشلة، في 4 نوفمبر 1922.

تمثل العجلات إحدى صور التأثر المصري بحضارات شبه الجزيرة وبلاد ما بين النهرين، غير أن ذلك التأثر لم يكن إيجابيًا فيما يخص العجلات. ففي نحو 1650 ق.م، غزا الهكسوس القادمون من الشرق مصر، وشكلت العجلات الحربية عنصر تفوق في صالح الغزاة، الذين استطاعوا أن يتفوقوا على المصريين.

وبعد أن عانى المصريون مرارة الهزيمة بفعل العجلات الحربية، عملوا على الاستفادة منها لتحرير بلادهم، وذلك خلال محاولات سقنن رع، ثم معركة التحرير التي سحقوا فيها الهكسوس على يد أحمس، وكانت العجلات الحربية المصرية قد خضعت لحالة من التطوير تفوقت بها على العجلات القادمة من الشرق.

لم يكتف المصريون بنقل العجلة الحربية كما هي، وإنما عملوا على إحداث العديد من التعديلات، التي ساهمت في أن تقوم العجلة بوظيفتها بشكل أفضل، من بينها تغليف المحاور بالمعدن، وذلك لتقليل الاحتكاك أثناء الحركة، بالإضافة لتخفيف وزنها، الأمر الذي جعلها أكثر قدرة على الحركة بمرونة خلال المعارك.

مع الوقت، لم تعد العجلات الحربية مجرد وسيلة حربية، بل تحولت إلى وسيلة للنقل، وكذلك للترفيه، وذلك بالطبقات الاجتماعية الراقية. وبحلول عام 1000 ق.م، كانت العجلات الحربية علامة على الطبقة الاجتماعية، حيث استخدمت من قبل الطبقات الراقية في الصيد والتنزه، وتعد عجلات توت عنخ آمون نفسه من هذه النوعية، حيث كانت تستخدم في رحلات الصيد.

على جدران المقابر والمعابد، أصبحت صورة الملك راكبًا العجلة الحربية صورة شائعة ، وتصور جداريات متعددة من جداريات المقابر والمعابد هذا المشهد، إلى الحد الذي جعلها صورة مميزة للحضارة المصرية.

بالنسبة لتوت عنخ آمون، كانت عجلاته متهمًا رئيسًا في محاولة كشف لغز موته شابًا، حيث إن أبحاثًا أجراها باحثون بريطانيون في 2013 أشارت إلى أن الملك الفتى تعرض لحادث عنيف، أدى لسقوطه على أحد جانبيه، حيث تحطمت بعض ضلوعه، وتعرض القلب جراء ذلك لضغط شديد، انتهى بوفاته، حسبما ذهب الباحثون آنذاك.

ولكن في 2014، أشارت أبحاث أخرى إلى أن العجلات ليست سببًا في مقتله، ذلك أن كسرًا واحدًا، حسب الأبحاث، حدث أثناء حياة توت عنخ آمون، فيما حدثت الكسور الأخرى بعد موته.

ورجحت تلك الأبحاث أن يكون مرض جيني هو المتسبب في قتل الملك الفتى، حيث كان أبواه شقيقين، الأمر الذي يجعل الأبناء عرضة لأمراض ناتجة عن الأمراض الوراثية التي يسببها زواج الأقارب بمشكلاته الجينية المتعددة، لتبرئ الأبحاث ساحة العجلات الحربية أمام التاريخ، بل وقالت الأبحاث كذلك إنه من الصعب جدًا أن يكون توت عنخ آمون قد ركب إحدى تلك العجلات، وذلك لأن عاهة مستديمة أصابت قدمه، حيث كانت إحدى ساقيه أقصر من الأخرى، الأمر الذي يجعل من ركوب عجلة مماثلة أمرًا في غاية الصعوبة.


..

..

..
كلمات البحث
اقرأ ايضا: