Close ad

الكتاب والإنترنت والصراع المستمر

3-1-2018 | 08:41
الكتاب والإنترنت والصراع المستمر كتاب إلكتروني - أرشيفية
مقال لـ: محمد مطش

تدهشنا التكنولوجيا الحديثة كل يوم بما هو جديد في كافة المجالات، فلا يوجد الآن مجال من مجالات الحياة يخلو من التطبيقات التكنولوجية الحديثة والأنظمة البحثية المتطورة.

موضوعات مقترحة

ومع التطور الحديث لكل هذه الوسائل أصبح العالم يشبه قرية صغيرة فيتواصل الشرق بالغرب والشمال بالجنوب عبر التطبيقات ومواقع الإنترنت المختلفة والمتجددة؛ إلا أنه مع كل هذا التطور الحديث وكل إيجابياته ظهرت حالة من التفتيت داخل الأسرة الواحدة وأصبحت العلاقات الإنسانية تشوبها حالة من الفتور والضعف وعدم الارتباط كما كانت عليه من قبل.

وبالرغم من أن شبكة الإنترنت أصبحت تقدم كل شيء من معلومة وخبر وفكرة ورسالة وصورة ووثيقة؛ فإن الكِتاب المطبوع مازال له بريقه المميز والاستغناء عنه مازال شيئا صعبا في الوقت الراهن، لعدة أسباب منها: في يوم مليء بالتوتر تستطيع الإمساك بكتاب ورقي فيصرفك عن القلق. والفكرة هنا هي الوسيلة الأنجح، فقراءة قصة مذهلة قبل النوم تشكل فعلا محمودا، وأحيانا يكون من الصعوبة ترك الكتاب من أيدينا إن كان جيدا، فهي تسكّن النفس والجسد، فإذا كنت شخصًا كثير الحركة، يجبرك الكتاب الورقي على الجلوس بعكس التصفح على الوسائل الإلكترونية، وهذا الفعل المتكرر يعوّد النفس على الهدوء، ويخلص من التململ.

وأيضًا عند القراءة من خلال الكتاب المطبوع بشكل متواصل ستتوفر القدرة على تذكر الأشياء بسهولة، والتخلص من الذاكرة الضحلة، ونسيان الأسماء والعناوين. باعتبار أن القراءة تغني المفردات والفكر التحليلي وستسهم بالتالي في تكوين كاتب رفيع، فكلما زادت المطالعة والاطلاع كلما نشأ كتّاب أفضل.

على جانب آخر، ثبت أن للكتاب الإلكتروني عدة عيوب منها أنه يجهد العين، كما أن الكتب الالكترونية في حاجة إلى جهاز إلكتروني وهو بطبعه بحاجة إلى شحن دائم، كما أن هناك القليل من العناوين المتاحة إلكترونيًا خاصة المجاني منها، كما أن دقة عرض الصور على حاسبات اليد ليست جيدة جدًا لقراءة نصوص كاملة طويلة، فضلا عن مشكلات تواجه المكتبات والقراء تتعلق بحقوق النشر وإمكانية انتهاك حقوق الملكية الفكرية.

في حقيقة الأمر، إن الكتب الورقية مازالت أفضل رفيق، ولابد أن نعترف أن الكتب الإلكترونية لن تصلح أن تكون بديلا للكتب المطبوعة التي نصطحبها في كل مكان، فلا ينبغي أن نخشي الكتاب الإلكتروني ولكن علينا الحفاظ على علاقتنا بالقراءة أيا كان نوع الكتاب المتصفح، فالمهارات التحليلية ترتفع بالقراءة، التي تزود الشخص بالمعرفة العامة، فالقراءة تغني بالمفردات وتحسن التهجئة، كما أنها تفرض كلمات جديدة لم يسبق أن سمعنا بها.

ولا تتوقف فائدة الكلمات الأكثر على الكتّاب فقط، بل تتعدى إلى معرفة ماذا يقول الناس الآخرون. فالمستمعون الأفضل هم الأكثر نجاحًا. نحن نعتقد معظم الأحيان أننا ندرك غاياتنا في الحياة، إلا أن نجد عن طريق نشاطات كالقراءة أننا لا نعرف شيئا عن أنفسنا، وبالاطلاع سيقودنا العقل إلى ما نرغب القيام به حقا.

-----


(كاتب مصري - نائب مدير إدارة الإعلام بمكتبة الاسكندرية)
 

كلمات البحث
اقرأ ايضا: