Close ad

مقال نادر يوضح قواعد التنبؤ بأحوال الطقس من خلال قوة الملاحظة | صور

13-12-2017 | 21:41
مقال نادر يوضح قواعد التنبؤ بأحوال الطقس من خلال قوة  الملاحظة | صورمؤتمرات الاحتباس الحراري
محمود الدسوقي

قبل أن ينشغل العالم بفكرة الاحتباس الحراري وما يهدد الأرض من أخطار جراء التحديات المناخية، كان العالم يتخذ من حاسة الأنف القوية وأمثال الشعوب القديمة وسيلة لمعرفة أحوال الطقس، وذلك كما يكشف مقال نادر له من العمر أكثر من 80 سنة يتحدث عن كيفية الاستفادة من الظواهر وإشارات السماء والأرض لمعرفة المناخ.

موضوعات مقترحة

كانت قد انعقدت في العاصمة الفرنسية باريس مساء أمس الثلاثاء، قمة دولية للمناخ لتفعيل اتفاق باريس الدولي للمناخ، الذي وقعت عليه 196 دولة في الثاني عشر من ديسمبر عام 2015، في عهد الرئيس الفرنسي السابق فرنسوا هولاند.

في عام 1935م استعرض المهندس المصري أحمد نبيه في مجلة "الهندسة العلمية" كيفية امتلاك الأشخاص وسيلة لمعرفة الظواهر الطبيعية، قائلًا: "إن الأشخاص الذين لهم صيت في التنبؤ بأحوال الجو ماهم إلا أقوياء الملاحظة الذين تعودوا على دراسة المظاهر الطبيعية، وختام القول: فإن أي فرد يبدأ بممارسة بعض القواعد العلمية البسيطة ليستعين بها على معرفة أحوال الجو فإنه بلا شك سيحصل على معلومات ذات قيمة عن هذا الموضوع ويلم بطرائفه إلمامًا تامًا يفيده في الحياة".

"بوابة الأهرام" تنشر أهم مقتطفات المقال النادر، الذي قال إن الفلاح في الأزمنة القديمة "قبل أن يخرج من منزله كان يتطلع للسماء وقد جمعت البيانات اللازمة عن ملاحظة حالة الجو في أمثال شعبية قديمة لا تعد ولاتحصى، منها فائدة عظمى في علم الظواهر الجوية، كما أنها تمهد الطريق لهواة التنبؤ بأحوال الجو".

"هناك ثقة كبيرة في المثل القديم الذي يقول: الشمس الحمراء في عينها الماء، وفي المثل الآخر: الشمس تبكي عند غروبها، فإذا ما احمرت الشمس بحثنا عن المطر، وقد اعتقد الاسكتلنديون قديمًا في خرافة تقول بأن الشمس لها شعاع سحري أخضر وإذا بدا يومًا منع من الغش والخداع أن يمتزج بالحب، كما أن المثل القديم: مطر قبل الصباح وجو صحو قبل الظهير، هو حقيقة ثابتة لأن المطر الذي يسقط مبكرًا في الصباح ينقي الجو غالبًا من الماء فيكون ذلك سببًا في صفائه".

"أما التراب الغزير أو الدخان الذي يعلق بالبخار الرطب، فإنه يكسب الشمس لونًا أحمر ويزداد هذا الأحمرار في حالة ازدياد الرطوبة في الجو، كما أننا نشاهد أنه عندما يكون الهواء مملوءًا بذرات التراب المشبعة بالرطوبة تكون الشمس عبارة عن كرة حمراء من النار ولذا فإنها تدل على وجود جو رطب ينذر بالمطر".

ويضيف نبيه: "مع ما ذكرناه عن فكرة تأثير الشمس على الجو، فإن هناك فكرة سائدة مضادة لها، مضمونها أن القمر ليس له تأثير جدير بالذكر على الجو، إلا أن ظهور القمر يتوقف على حالات جوية خاصة، حيث يمدنا ببيانات مفيدة، وقد وصف أحد الشعراء القدماء القمر وحالاته فقال: إن القمر الأصفر ينذر بالمطر والقمر الأحمر يعد برياح ذات خطر والقمر الأبيض ليس بعده رياح ولا مطر، وحقاً لقد صدق القدماء في كثير من حكمهم المأثورة وأمثالهم المشهورة".

"إن القمر إذا اصفر لونه يدل على وجود سحاب خفيف كالذي نراه عادة حال وجود زوبعة بسيطة، أما القمر الأحمر فإنه يدل على وجود رطوبة في الجو تنذر بعاصفة، لكن القمر الأبيض إنما يبشر بهواء جاف وسحاب منقشع والقمر الرائق اللون أو الأبيض يفهم منه عادة بوجود ضباب، وكلما كان السحاب مرتفعًا ازاداد الجو صفاءً، وهذا مثل آخر من الأمثال القديمة المشهورة، وهناك مثل قديم يقول: إن القمر ذا الدائرة يخلب الماء في منقاره، وهو دليل على الجو السيء".

"على أن هناك سحابًا يرتفع ارتفاعًا شاهقًا عن سطح الأرض، ويتكون من ندف الثلج، يظل سابحًا فوق سطح الأرض على ارتفاع قدره عشرة أميال أو اثني عشر ميلًا، وهذا النوع من السحاب إذا تكون فهو رسول منذر بحدوث عواصف شديدة، وقد تكون قمم الجبال ورؤسها قاعدة للسحب الممطرة، فإذا ما حط السحاب على قمم الجبال فإنما يكون احتمالًا لنزول المطر بعد ساعات قليلة، أما تكاثف الضباب على رؤوس الجبال فهو بشير للصفاء وحسن الجو".

ويستطرد: "إذا نظرنا للنجوم ووجدناها مظلمة، تأكدنا أن هناك رطوبة في الجو، أما حين تكون هناك عاصفة قريبة فإن النجوم يقل ظهورها في السماء"، لافتًا إلى أن "سيدنا نوح - عليه السلام- لما رأى قوس قزح تبادر إلى ذهنه أن العاصفة العظمي على وشك الانتهاء، ومن المحتمل أنه لو رآه ليلًا لما كان اهتدى لانتهاء العاصفة".

 وأوضح نبيه في مقاله أنه "قد تنتقل الرياح السائدة من الغرب إلى الشرق في كل بقعة من بقاع المناطق المعتدلة، وتتبعها في سيرها جميع العواصف، وقد يحتمل ظهور قوس قزح عند نزول المطر وظهور الشمس في الوقت واضحة جلية، ولا يمكن رؤيته فيما عدا ذلك"، كما استقى الكثير من القصص الدينية عن كيفية ما يوجد في أحوال الطقس إذا كانت السماء حمراء حيث تكون مشبعة بالرطوبة.

يقول نبيه: "إذا رأيت قوس قزح تجاه مهب الريح فيومه ممطرًا، وإذا ألفيته بعيدًا عنها فأبشر بيوم أزهر"، ويؤكد على أهمية حاسة الأنف لدى الإنسان كي يعرف حالة الجو، قائلًا: "على أن بعض الأشخاص الذين لهم أنوف حساسة يمكنهم أن يخبروا بأن في مقدورهم أن يشموا رائحة المطر قبل نزوله، بل يمكنهم أن يتنبأوا بحوادث كثيرة في أماكن معينة، فالمواد العضوية المتعفنة في مياه البرك الراكدة والمستنقعات والحفر كثيرًا ما تبعث غازات لها رائحة كريهة تتكون على شكل فقاقيع تحت الطين، كما أن الزوابع قبيل حدوثها يسبقها نقص عظيم في الضغط الجوي كما يؤكد ذلك البارومتر، وهذا النقص يقل تدريجيًا من الضغط الواقع على فقاقيع الغاز المتعفن الكامن في الطين، وبذا يتمدد هذا الغاز إلى أن ينفجر فينتشر فيسمم الهواء.

ويشير أحمد نبيه إلى أن الطبيعة "لم تقصر في إمدادنا بالمعلومات التي نتكهن بها عن حالة الجو، فالدخان المتصاعد من المداخن يمدنا ببيانات مهمة عن مستقبل الجو، فإذا ما رأينا هذا الدخان عاليًا يبدو لناظره تارة ويختفي تارة، يدل ذلك على جفاف الهواء، ويستنتج منه أنه ليس هناك شواهد قريبة لسقوط الأمطار"، لافتًا إلى أن "الأشخاص الأقوياء هم من يهتدون لمعرفة ظواهر الطبيعة من خلال الملاحظة القوية".



 
 

كلمات البحث
اقرأ ايضا:
الأكثر قراءة