Close ad
3-12-2017 | 11:32
عشاق صغاراطفال
أحمد الخميسي

-1-

موضوعات مقترحة

(ثورة)
تسكن أماني في مدينة الشيخ زايد. تتجول يوميا في المساء مع كلبها"راي" تتجول معها من عمارة قريبة جارتها وزميلتها في العمل بالمدرسة البريطانية وبيدها ابنها طارق الذي لم يتجاوز السادسة. أحيانا كانت الجارة تعتذر عن عدم قدرتها على مغادرة المنزل فيخرج طارق وحده يتجول مع أماني وكلبها ويثرثر معها طوال الجولة. ذات مساء لم تظهر أماني فطلب الولد من أمه أن يذهبا لزيارتها، فقالت له:" الوقت قد تأخر الآن، ومن المحتمل أنها نائمة أو تستريح مع زوجها". دهش الطفل الذي لم يكن يعلم أن " أماني" متزوجة. سأل أمه ليستوثق مما قالته:" أهي متزوجة؟!". قالت:"نعم". هز رأسه كعاشق غدروا به وزام قائلا :" ممم.. متزوجة! إذن فلتتجول مع كلبها وحدها من هنا وطالع"!


-2-
(حصالة)
حين بلغت رانيا العاشرة من عمرها ولد سيف في الشقة المقابلة، ومع ظهور الوليد الجديد صار ذلك " النونو" الصغير يشغل حيزا كبيرا من اهتمام رانيا. كبر سيف وراح معظم الوقت يلعب مع رانيا، فإذا أزف موعد رجوعها إلي شقتها ارتمي على الأرض وتشبث بحذائها وقدمها بيديه الاثنتين، فتجر قدمها زاحفة به حتى يفلتها. كانت رانيا وحيدة والديها فكانت تصطحب سيف معها إذا خرجت إلي المحلات، أو تذهب معه إلي كافيه أو سينما ثم يرجعان، وإذا اختفت يوما حدثها طويلا بالتلفون وحكى لها كل ما حدث له أثناء غيابها. عندما أتمت رانيا العشرين خطبت إلي شاب من أقاربها، علم سيف بالخطوبة عندما قالت له أمه بفرح:" رانيا اتخطبت"! حط عليه ذهول ولم يقل شيئا. في المساء استدعى رانيا بالتليفون فجاءت إليه. أدخلها إلي حجرته الصغيرة. أغلق الباب وسألها: " أنت اتخطبت صحيح؟". قالت: " نعم". قال لها:" ليه أنا زعلتك في حاجة؟". قالت: " لأ أبدا. بس أنا كبرت". هز رأسه بحزن واتجه إلي صوان بحجرته أخرج منه حصالة صغيرة قدمها إليها:" خذي. هذا مصروفي عن ثلاثة شهور كاملة. خذيه كله". قالت رانيا:" ليه؟ ". قال لها: " لو ح تتجوزي الراجل ده عشان الفلوس.. تفضلي فلوس". قالت:" أنت مش فاهم. الحكاية مش حكاية فلوس". تساءل وقد خفض بصره نحو الحصالة على ركبتها:"هو خطيبك بيعرف ألعاب كثير على الكمبيوتر؟". قالت بفرح:"ألعاب كثير قوي. قوي". مط شفته قائلا: " طيب خليني أقابله". نهضت واقفة بسعادة:" خلاص. بكرة نيجي ونقعد معاك". لزم الصمت لحظة وهو يتأمل الحصالة ثم قال لها:" طيب هاتي الحصالة بقى مادام مافيش مشكلة".

-3-
مش موافق!
كانت والدته موظفة في مسرح القاهرة للعرائس وكانت " طنط فايزة" صديقة أمه المقربة لاعبة عرائس في المسرح ذاته، لكنها كانت شابة جميلة، وصغيرة في السن. كانت أمه تصطحبه معها إلي المسرح أيام إجازات المدرسة وتقريبا كل يوم فترة الصيف. كان ماجد يرى " طنط فايزة " كما كان يناديها نموذجا للجمال، وما إن يراها حتى يهتف أمام الجميع : " حينما أغدو كبيرا سأتزوج طنط فايزة " فترد هي ضاحكة: " خطيبي. أنت خطيبي". كانت مشاعره تجاهها صافية لا تخالطها رجفة حسية، لكنها قاصرة على الإعجاب بجمالها كأنها من العرائس الصغيرة التي كانت أمه تعود ببعضها إلي البيت فيلهو بها. ذات يوم اتجه بصحبة أمه إلي المسرح، وهناك فوجيء بكل الفنانين العاملين في المسرح يحتفلون بخطبة " طنط فايزة " إلي زميلها لاعب العرائس" عمو شاكر". كانت هناك طورطة كبيرة وصياح وأغنيات وتصفيق. فهم ماجد أن " طنط فايزة " لم تعد خطيبته. تسلل إلي وراء الكواليس وراح يبكي. ورفض بعد ذلك التردد على المسرح مع أمه، إلي أن جاء يوم وقالت له أمه إنهما سيذهبان مع لحضور عرس " طنط فايزة"! تشنج ورفض، لكنها قالت له : " طنط فايزة هي التي طلبت أن تأتي". ارتدى أحسن مالديه من ملابس، وذهب إلي العرس. دخل القاعة الكبيرة ومر تحت اللمبات المعلقة متجها مباشرة إلي حيث جلس العروسان، وصرخ في " عمو شاكر": إزاي تعمل كده؟ أنا خطيبها وأنا اللي كنت ح أتجوزها! ". فضحك له عمو شاكر وقبلته طنط فايزة ولم يعبأ به أحد. ضمته أمه إلي صدرها وهمست في أذنه:" لا بأس يا حبيبي. ستكبر وتجد بنتا جميلة من سنك تتزوجها". فانتزع نفسه من بين ذراعيها وصاح بأعلى صوت لكي يسمعه الجميع:" "لاء. أنا مش موافق على الجوازة دي. أنا بأقول لك آهه"!

كلمات البحث
اقرأ ايضا:
الأكثر قراءة