Close ad

"السلطان والقديس".. دعوة للتسامح

22-10-2017 | 12:48
السلطان والقديس دعوة للتسامحالسلطان والقديس
الحسين عبد البصير

بدعوة كريمة من الصديق العزيز الكاتب الصحفي الكبير الأستاذ عزت إبراهيم، رئيس تحرير جريدة "الأهرام ويكلي" العريقة، شاهدت الفيلم الدرامي-الوثائقي الأمريكي المتميز "السلطان والقديس" من تأليف وإخراج ألكسندر كرونمر والمنتج في نوفمبر 2016.

موضوعات مقترحة

وتقوم جريدة "الأهرام ويكلي" في عهد رئيس تحريرها الجديد الصحفي النشيط والمتألق دومًا الأستاذ عزت إبراهيم بعرض هذا الفيلم على جمهور المثقفين والمهتمين في إطار برنامج الصالون الثقافي للأهرام ويكلي، ومن خلال التعاون المثمر وبناء جسور تواصل حضاري مع المؤسسات الثقافية في العالم الغربي، وفي إطار موجب اتفاق بين جريدة "الأهرام ويكلي" ولجنة التآخي بين بالتيمور-الأقصر-الإسكندرية، التي يرأسها المصري الأمريكي الأستاذ ثروت أبو ريا، صاحب المبادرة وعضو لجنة المدن الأخوات الدولية في مدينة بالتيمور في ولاية ميريلاند الأمريكية.

ويهدف هذا النوع من الأفلام إلى تثقيف الجمهور العام في الغرب، وخصوصًا في الولايات المتحدة الأمريكية، بحقيقة الشرق والإسلام والتعايش الاجتماعي داخل مصر، وتعمل لجنة التآخي على الارتقاء بالعلاقات بين مصر والولايات المتحدة الأمريكية من خلال مبادرات الدبلوماسية الشعبية من أجل التوصل إلى تفاهم مشترك بين المدن المتأخية في أوائل الألفية الثالثة.

والفيلم مدته ساعة، وهو من إنتاج مؤسسة "يونيتي برودكشنس" الأمريكية غير الربحية التي تهدف إلى إنتاج أعمال تهدف إلى محاربة التعصب والكراهية وتروج إلى السلام عبر الإعلام، ويقوم البناء الدرامي لفيلم "السلطان والقديس" على واقعة تاريخية معروفة في تاريخ الحروب الصليبية، وهي المحاورات التي حدثت بين الملك الأيوبي السلطان الكامل والقديس المعروف فرانسيس الأسيزي في معسكر الجيش الأيوبي أثناء إحدى الحملات الصليبية على الشرق، وتحديدًا الحملة الصليبية التي تم فيها حصار مدينة دمياط المصرية عام 1219 الميلادي، أي منذ ما يقرب من ثمانية قرون، وكان الهدف من حصار دمياط احتلال مصر، الدولة الحضارية العريقة، في ظل عدم فهم سماحة الشرق وحقيقة الدين الإسلامي الذي يقوم على السلام والمحبة والتسامح والتعايش.

والفيلم مبارة تمثيلية رائعة بين الملك الكامل والقديس فرانسيس، وجاء الحوار كاشفًا عن طبيعة الشخصيات والخلافات المذهبية في العصر، وتم تنفيذه بدقة كبيرة راعت طبيعة ملابس الفترة، وأضفى الديكور والموسيقى على الفيلم جوًا معبرًا جعله يلامس روح العصر بامتياز، ولعل من أروع مواقفه موقف السلطان الكامل حينما ذهب بنفسه يطعم أعداءه من الصليبيين ولم ينس كذلك إرسال طعام لحيواناتهم.

وما أشبه الليلة بالبارحة!، فنحن نعيش في ظل هجمة شرسة يتعرض لها ديننا الإسلامي الحنيف باستمرار من خلال تشويهه المستمر من قبل حملات منظمة في الإعلام الغربي، وللأسف يشوه الإسلام بعض من أبنائه بتصرفاتهم وأفعالهم غير المسؤولة التي تزيد من حدة الكراهية للإسلام في الغرب وتعطي المتطرفين في الغرب بعض الوقود الذي يزيد من الكراهية المتأججة للإسلام ويضعف من حجة المدافعين عن الإسلام من غير أبنائه!

والفيلم في حد ذاته رسالة محبة وسلام وتآخٍ بين الشعوب، ويدعو إلى نبذ العنف والتعصب والكراهية ويحث على التسامح والتعايش مع الآخر، ويوضح حقيقة الشرق المسلم في مواجهة الغرب في فترة الحروب الصليبية، ويهدف الفيلم إلى زيادة التفاهم بين الناس على اختلاف ثقافاتهم وأديانهم، خصوصًا معتنقي الديانة الإسلامية وأصحاب الديانات الأخرى، ويلعب المجتمع المدني دورًا كبيرًا في أمريكا من خلال عرض مثل هذه الأفلام في الفصول الدراسية ومؤسسات المجتمع المدني ومناقشتها في المنتديات السينمائية من أجل الوصول إلى ردود فعل إيجابية على نطاق واسع، ودون شك، فإن دور الإعلام مهم من خلال توفير الحقائق وتقديم الأبحاث للعاملين في السينما من كتاب السيناريو والمنتجين للبرامج الشعبية في أمريكا عن الإسلام والمسلمين على الشاشة، ومن خلال الإعلام يمكننا الوصول بجمهور المتلقين إلى فهم أفضل وتعزيز التعددية والتعايش والتسامح داخل الولايات المتحدة الأمريكية وخارجها.

وحصل الفيلم على عدد كبير من الجوائز، تبلغ نحو 18 جائزة، في مهرجانات بالولايات المتحدة الأمريكية وعدة دول أخرى في أقل من عام، ومن المنتظر أن يتم عرضه في مكتبة الإسكندرية وفي مدينة الأقصر، ومن المقرر عرضه أيضًا للمرة الأولى على شاشة قنوات شبكة التليفزيون الأمريكية العامة "بي بي إس" في نهاية هذا العام، وأرشح هذا الفيلم للجميع كي يشاهدوه، إنه فيلم الفترة بامتياز.
---
د.الحسين عبدالبصير
(روائي وباحث، مدير متحف الآثار بمكتبة الإسكندرية).

كلمات البحث
اقرأ ايضا: