تمتزج على المسرح اليوناني الروماني بالإسكندرية، الذي يشهد ليالي مهرجان الأوبرا الصيفي الذي انطلق يوم 22 يوليو الجاري، الحضارة الرومانية بالفن المصري الأصيل، وذلك بين جنبات المعالم التاريخية ومنطقة آثار كوم الدكة التي تعد متحفًا أثريًا مفتوحًا.
موضوعات مقترحة
ويؤكد الأثريون أن منطقة كوم الدكة، التي يزينها المسرح اليوناني الروماني، تذخر بمجموعة من الشواهد الآثرية النادرة عالميًا، والتي تجعل من الإسكندرية مسرحًا مفتوحًا يشهد على تاريخ عدة قرون بل وعصور تاريخية متتالية.
وقال نقيب المرشدين السياحيين بالإسكندرية إسلام عاصم - في تصريحاته لوكالة أنباء الشرق الأوسط - "إن كوم الدكة هي جزء من قلب الإسكندرية في العصرين اليوناني والروماني، وتضم قاعة درس كبرى أو قاعة اجتماعات وحمامات وملاعب رياضية وفيلات وبيوت وخزانات مياه عثر عليها أثناء أعمال المسح الأثري، موضحًا أن الإمامين أبي العباس المرسي والشاذلي قد سكنا في منطقة كوم الدكة".
وأشار إلى أن المنطقة تضم العديد من الدفنات الآثرية، التي ترجع إلى عصور تاريخية مختلفة، منها اليوناني الروماني والإسلامي، فيما تعد فيلا الطيور ومشروع تطويرها من أحدث المشروعات الأثرية التي شهدتها المنطقة، وهي تعتبر موقعًا أثريًا فريدًا وتضم مجموعة من لوحات الموزاييك التي تصور الطيور في أشكال فنية وألوان جذابة.
كما تذخر منطقة كوم الدكة بعدد من الشواهد الأثرية التي تصور الحياة في العصور اليونانية الرومانية، والتي تشعرك بالطريقة التي كان يعيش بها الأفراد في تلك الفترة، حيث تتضمن المحال التجارية لبيع المستلزمات المختلفة والحمامات العامة، كما يتوسط المسرح اليوناني الروماني منطقة كوم الدكة الأثرية، وتؤكد الشواهد الآثرية أنه كان مركزًا ثقافيًا وفكريًا مهمًا، حيث عثر بجواره على قاعات الدراسة، فضلًا عن قطع أثرية نادرة أثناء أعمال الحفائر التي قامت بها البعثة البولندية، التي تعد من أقدم البعثات الآثرية بمصر.
ويأتي مهرجان الأوبرا الصيفي لتخلق لياليه حالة من التفاعل بين الشباب والجمهور العاشق للفن الأصيل، وليحيي تاريخ المسرح اليوناني والرماني الذي كان ومازال مركزا للإشعاع الفكري والحضاري على مر العصور.