Close ad

غيمة في جزيرة أسناني

12-6-2017 | 00:33
غيمة في جزيرة أسنانيأرشيفية
صلاح فائق

أصغي إلى إيقاع خطواتٍ وأنا واقفٌ بين بجعاتٍ
وأمام أرامل يتطلعن يائسات إلى أفق ساحل.
هذا شهر تموز، أنا هنا لأحتفل بذكرى ميلادي:
جمعوا أطرافي في جسدٍ واحد
روحي في الخارج تحدّقُ، مبتسمةً
في هذا العمل الفاتن.

وجودي بعدما نسيَ كل شيء
يتجولُ في منزلٍ فارغ
فوقهُ غيمةٌ تحومُ تتلمسُ طريقها
إلى جزيرة أسناني.
*

نعم يحقّ لي أن أتطاولَ على ما حولي من بيوتٍ
قناديل وأرانب، أنتزعَ من المياه خريرها لمتعتي المسائية 
أو كي لا أغضبَ على ومضاتٍ في ذاكرتي
لا تنتظرُ فمي أو ركبتيّ لأصل إليها وأنشدها في ظلّ شجرةٍ
يتدفقُ من ساقها النحيل حليبٌ أزرق
*
من أجل هذا الكلامِ أتكلمُ
متباهيًا وأرتابُ في مشاهدَ وأشياء كثيرة
هذه حكمةٌ تعلمتها، بصبرٍ، من أيائلِ جبلٍ:
غسل جبيني بماء غير مرئي
يتدفقُ من ينبوع فيه الكثير من الكبريت
والذكريات
*

هذا الصخبُ الذي يرتفعُ من بين أصابعي
اعترافُ هذا الجسد بقطيعةٍ أخيرة
مع منازلَ.
لستُ حزينًا لهذا، فأنا أشبهُ محاربًا ضائعًا في غابةٍ
تحيطني مرايا ترفعها تماثيلُ لأشخاصٍ عرفتهم
حين كنتُ بجناحين
-----
صلاح فائق
(شاعر عراقي مقيم في الفلبين)

كلمات البحث
اقرأ ايضا: