Close ad

لماذا طلّق درويش الاتحاد السوفيتي ورفض وزارة الثقافة.. الفلسطيني زياد عبدالفتاح يروي ذكرياته مع الشاعر الراحل

6-6-2017 | 23:38
لماذا طلّق درويش الاتحاد السوفيتي ورفض وزارة الثقافة الفلسطيني زياد عبدالفتاح يروي ذكرياته مع الشاعر الراحلمحمود درويش
منة الله الأبيض

روى الكاتب الفلسطيني زياد عبدالفتاح، صديق الشاعر الراحل محمود درويش، ذكريات إنسانية جمعته بالشاعر الراحل، خلال احتفالية "ليلة في حب درويش"، بالمجلس الأعلى للثقافة، اليوم الثلاثاء، بحضور ناجي الناجي، المستشار الثقافي بالسفارة الفلسطينية، والدكتور حسين حمودة، والشاعرة الفلسطينية، ابتسام أبو سعدة، والدكتورة نانسي إبراهيم، وأدار الأمسية الشاعر رجب الصاوي.

موضوعات مقترحة

يقول "عبدالفتاح": "أول مرة التقيت فيه محمود درويش كانت في القاهرة، كان خارجًا من الأرض المحتلة بلا عودة، وكنت أعمل في إذاعة صوت العاصفة (صوت فتح)، ولم تتوطد علاقتنا في ذلك الوقت المبكر من السبعينيات، ذلك لأنه سرعان ما غادر إلى موسكو ليستكمل دراسته هناك، لكنه لم يُطق البقاء هناك، ولم يستكمل أيّة دراسة سوى معرفة دأب عليها في اللغة الروسية، زادها تمكنًا قراءاته في الشعر الروسي والرواية".

ولقد اعترف درويش له ذات ليلة، خلال مشاركتهما في اجتماع للأمانة العامة لاتحاد كُتّاب آسيا وإفريقيا، باعتباره عضوًا في الأمانة العامة ممثلًا لفلسطين، وباعتبار "عبدالفتاح" رئيسًا لتحرير مجلة لوتس الناطقة الأدبي والثقافي باسم الاتحاد، وكان قد سأله "لماذا طلقت الاتحاد السوفيتي وغادرت موسكو بلا رجعة بعد سنة واحدة"؟

قال له "درويش": "لأنني خسرت الرهان على الشيوعية في وقت مبكر على انتصارها، وعلى جدوى النضال من أجلها حتى الحبس في السجون العنصرية الإسرائيلية التي تنتهك إنسانيتك، وتسعى لتدميرك تدميرًا منهجيًا".

وأضاف "درويش" "ربما لا تعرف بما أنك لم تخض هذه التجربة مدى الخيبة التي تسكنك، وأنت ترى الفساد ينخر في بلاد ونظام كنت ترى فيه خلاصك، هل ترى هؤلاء الذين جاءوا بنا إلى ڤارنا هذا الصيف الجميل، هؤلاء هم الأمراء الذين يديرون اتحادنا من اتحاد الكتاب السوفيت، يسافرون بنا إلى بقاع العالم الشيوعي، وحتى دول أخرى تستضيف مؤتمراتنا، يفعلون ذلك ليستمتعوا بالسفر وكرم الضيافة وبدلات السفر التي يتقاضونها بالعملة الصعبة، هؤلاء يشكلون جزءًا من منظومة الفساد".

وصارح "درويش" زياد عبدالفتاح، بأنه لو لم تكن منظمة التحرير، وياسر عرفات، وراء ترشيحه كعضو في الأمانة العامة، لما كان هناك في هذه المنظومة الهرمة.

فقد كان محمود درويش - كما يضيف زياد عبدالفتاح- صادقًا مع نفسه ومع الآخرين، ولكنه أمام الحسابات السياسية تتعلق بالمنظمة كان يحجم عن إبداء رأي يصيب بالضرر النضال الوطني الفلسطيني.

لقطة أخرى يختم بها زياد عبدالفتاح، حين كان بمرافقة ياسر عرفات، فوق مجاهل إفريقيا، اقترب منه ياسر عرفات، وقال له "أريد محمود درويش إلى جانبي، وأريده أن يكون وزيرًا للثقافة"، وبينما هما في طريقهما إلى جوهانسبرج قبل التوقيع على اتفاقية أوسلو بأيام، وكان ياسر عرفات قلقًا - كما يروي عبدالفتاح - ويمضي إلى نلسون مانديلا يستخرج رأيه ورؤيته وكانت الرحلة خاطفة، وفي طريق العودة اقترب منه ياسر عرفات، وقال له "أريد صاحبك إلى جانبي ليس وزيرًا للثقافة وحسب أريده نائبًا لي".

وعندما حدّث محمود درويش، رفض كلا العرضين.

كلمات البحث
اقرأ ايضا: