Close ad

جوائز الدولة ووزير الثقافة

16-5-2017 | 13:29
جوائز الدولة ووزير الثقافةحلمي النمنم
حسام عبد القادر

نفتخر دائما بالمبدعين المصريين في كل مكان ومجال، والذين يرفعون رأس مصر عاليا في كل المحافل الدولية ودائما يحتلون الصدارة في الجوائز المختلفة في كل المجالات.

ومن حسن الحظ أنني أعرف كثيرا من المبدعين بخاصة في مجال الثقافة بشكل عام والأدب بشكل خاص، وأعرف أن المبدعين المصريين مهما نالوا من جوائز دائما أعينهم على جوائز الدولة لهم، فهي أكبر تقدير لهم، وتعبر عن إحساس الدولة وتقديرها لمن يحصل على هذه الجائزة.

قد تكون هناك جوائز أعلى من حيث القيمة المالية، لكن جوائز الدولة دائما أعلى من حيث القيمة المعنوية.

موضوعات مقترحة


وإذا كانت الدولة تخصص كل عام قائمة من مبدعيها لتقدم لهم جوائزها من خلال لجنة تعمل عدة أشهر من أجل هذا الحدث المهم، الذي ينتظره مع المرشحين للجوائز جمهور عريض من المثقفين والمتذوقين للثقافة، فإنه لابد أن يشعر الفائز عند تسلمه لهذه الجائزة بلذة الفوز من خلال قيام مسئول كبير في الدولة بتقديمها له، وهذا أهم عامل من عوامل الجائزة المعنوية بعيدا عن الناحية المادية.

ما أعلمه أن الفائزين بجوائز الدولة هذا العام استلموا جوائزهم في مكتب موظف بالمجلس الأعلى للثقافة، وانتظروا طويلا حتى استلموا شهاداتهم، في شكل مخز للمبدع الذي كان يود أن يشعر بالفخر لتسلمه هذه الجائزة المهمة، وأن يتم تنظيم حفل يليق بجوائز الدولة يقوم فيه رئيس الجمهورية بتسليم الجوائز أو من ينوب عنه مثل رئيس الوزراء، وعلى الأقل وزير الثقافة، وهو ما كان يحدث من قبل، لا أن يذهب صاحب الجائزة إلى مكتب يبحث عن جائزته.

أشاهد وزير الثقافة يسلم جوائز جريدة أخبار الأدب، وأيضا يسلم جوائز مؤسسة ساويرس، أليس الأجدر بوزير الثقافة أن يسلم جوائز الدولة للفائزين، وما المعنى المقدم من تجاهله لإقامة حفل لتوزيع جوائز الدولة؟


أتفهم أن لدى السيد رئيس الجمهورية كثيرا من المشاغل بخاصة أن البلد يمر بمرحلة انتقالية أعانه الله عليها، لكن ليس من المفترض أن يقوم رئيس الجمهورية بكل شيء، وأظن أن هذه الجوائز هي من المهام الرئيسية لوزارة الثقافة فهي التي تقدمها أصلا، فإذا كان وزير الثقافة ذهب لمؤسسات أخرى تقدم الجوائز وقدمها للفائزين فكان من باب أولى تسليم جوائز المؤسسة التي يرأسها، وهي وزارة الثقافة.


قد يقول قائل إنه لا توجد ميزانية لعمل احتفال خاص وإن احتفالات المؤسسات الأخرى تتم على حسابها، ورغم أنه سبب غير مقنع تماما، ولكني أقول إن مؤتمرات وزارة الثقافة كثيرة وعديدة وكان يمكن أن يخصص الوزير جلسة من جلسات هذه المؤتمرات ليقدم فيها الجوائز للفائزين وهو ما لا يكلفه أي شيء، بدلا من قيام موظف داخل ديوان من دواوين الوزارة بتسليم الجوائز داخل مكتب.

إذا كنا نكرم المبدعين ونقدرهم فلا يجب أن نقلل من قدرهم، وبعد أن ينالوا التقدير أدير لهم ظهري وأكتفي بأنهم فازوا بالجوائز، فهذا مثل الذي صنع تورتة رائعة الجمال ثم وضع عليها بعض التراب فأضاع كل جمالها.

كلمات البحث
اقرأ ايضا: