Close ad

بالصور.. وثائق: بسبب عدم إدراج طعام المسجونين.. الشرطة تُجري تحقيقات في قسم الخليفة عام 1940

19-11-2016 | 19:00
بالصور وثائق بسبب عدم إدراج طعام المسجونين الشرطة تُجري تحقيقات في قسم الخليفة عام  وثائق قسم شرطة الخليفة
محمود الدسوقي
في شهر أبريل من عام 1940 أجرى اليوزباشي يسري رزق الله، معاون قسم شرطة الخليفة، تحقيقات موسعة بسبب قيام نوبتجي بعدم إدراج وجبة الإفطار والعشاء للمسجونين في الدفتر المعد، كما أجرى تحقيقًا آخر في شهر مايو من العام نفسه مع الباش شويش نوبتجي قسم شرطة خليفة.
موضوعات مقترحة


الوثائق التي تنشرها "بوابة الأهرام" تم إرسالها إلى حكمدارية البوليس بالقاهرة، والتي أرسلت منها نسخة للبوليس السري السياسي، الذي كان يتبع القصر الملكي آنذاك في ظل مواد للشرطة المصرية، أو التي كانت تسمى نظارة الداخلية آنذاك، والتي كانت تجيز قانونًا العذاب البدني للمواطنين أو السياسيين.

تمت التحقيقات التي أجراها اليوزباشي يسري رزق الله في شهر أبريل وشهر مايو من عام 1940م، وهو الشهر الذي نشبت فيه الحرب العالمية الثانية عقب قيام ألمانيا، عدو إنجلترا التي كانت تحتل مصر آنذاك، باحتلال الدنمارك وهولندا والنرويج؛ حيث شهدت القاهرة تشديدات أمنية ومراقبة للسياسيين والطلبة، وكذلك المواطنين.

تقول الوثيقة الأولي "فتح التحقيق بمعرفتي، أنا اليوزباشي يسري رزق الله معاون قسم الخليفة، يوم 4-4 سنة 1940م، وأثبت الآتي: أثناء تفتيش اليوم على دفتر السجن صرف الجراية"الطعام" للمسجونين في العشاء يوم أمس، والإفطار صباح اليوم، وقد أشرف المأمور على المذكرة التي صدرناها بخصوص ذلك المتسبب".

تطرح الوثائق أسئلة حول: هل تم تقديم طعام للمسجونين بالفعل وتمت التضحية بالضابط النوبتجي آنذاك؟ أم أن الضابط النوبتجي قدم الطعام للمسجونين وبالفعل نسي أن يدرج الطعام "الجراية" في الدفاتر؟ ويؤكد التحقيق الذي أجراه اليوزباشي يسري رزق الله "لما كان المتسبب في ذلك هو ضابط نوبتجي الليل الكونستابل الممتاز محمد حسن العدوي" والكونستابل هو رتبة أمين الشرطة حاليًا.

قام العدوي بتعريف رتبته في الشرطة في أقواله في التحقيق وهو كونستابل ممتاز بقسم الخليفة، وتم سؤاله: هل كنت معينًا ضابطًا نوبتجيًا من الساعة 7 مساء بداية أمس للساعة صباح اليوم؟ ليجيب: نعم كنت معينًا. ولماذا لم تؤشر بدفتر السجن بصرف الجراية "الطعام" للمسجونين في العشاء أمس والأفطار اليوم؟ ليجيب بأنه نسي ذلك بكثرة العمل، لينتهي التحقيق بإرسال أقوال أمين الشرطة لحكمدارية البوليس دون أن تخبرنا الوثائق ماذا كان عقاب الكونستابل ممتاز المخطئ محمد حسن العدوي، بعد إعلام ضباط الداخلية الكبار، والتوقيع بالخط الأحمر: تم معرفتنا بالجلسة و"يحفظ".

لم يكتف الضابط يسري رزق الله، والذي كان تظهره الوثائق كضابط متشرب بالانضباط والنشاط وتحمله للمسئولية، فقد قام بالمرور في شهر مايو على دفتر الأموال ليكتشف خلوه من الترقيم ليجري تحقيقًا موسعًا في الشهر نفسه، مايو 1940، الذي انشغل العالم فيه بنشوب حرب عالمية ثانية واقتحام الألمان لعدة دول أوروبية.

تقول الوثيقة الثانية: "بمعرفتي أنا اليوزباشي يسري رزق الله معاون قسم الخليفة يوم 9-5 الساعة 8 صباحًا أثبت الآتي: عن اطلاع صف المأمور على دفتر الأموال وجد أن الباش شويش أحمد صالح ضابط نوبتجي القسم يوم 7-5 سنة 1940م وجد أن دفتر الأموال بدون تنمير" مرقم "حسب التعليمات".

ارتكب أحمد صالح أكثر من خطأ خلاف ترك الدفتر المالي دون ترقيم؛ فقد ارتكب خطأ تسليم كتاب المراسلات دون أن يقوم المستلم بالتوقيع في دفتر الاستلام، كما ارتكب خطأ بعدم إدراج رقم على دفتر أموال اليوم، بالإضافة لقيامه بتسلم أونباش بلوكات النظام وقام بفتحه دون التوقيع على دفتر الاستلام.

في التحقيق مع أحمد صالح قال إن رقمه العسكري 1048 برتبة باشجاويش بقوة قسم الخليفة، ويؤدي عمل ضابط نوبتجي القسم من الساعة 8 صباحًا حتى الساعة 8 مساءً، أي لمدة 24 سنة متصلة دون توقف، كما اعترف صالح بأنه مخطئ في كل التقصير الذي اتهم به، لافتًا إلى أنه كثير العمل في القسم خوفًا من فرار المسجونين.

وأكد الباشجاويش أحمد صالح في أقواله أنه في المستقبل لن يقوم بالتقصير أبدًا، وتم أخذ أقواله واعترفاته ليقوم الضابط يسري رزق الله بالإمضاء عليها وإرسال نسخة منها لحكمدارية البوليس في القاهرة، التي كان يطلق عليها محافظة مصر، التي قامت بوضع كلمة بالقلم الأحمر، وهي: "تم اتخاذ اللازم"، ويحفظ دون أن نعرف ما الإجراءات التي كانت تتخذها الشرطة المصرية مع نفسها حين كانت تخطئ.
11

11

11

11
كلمات البحث
اقرأ ايضا:
الأكثر قراءة