1- أغنية إلى الأمّ الوحيدة
موضوعات مقترحة
----
تعرفُ الأمُّ أنَّ ابنها
لن يعودَ
ومع ذلكَ
لا تكفُّ تصلّي لهُ
أن يعودَ من الحربِ يومًا
سليماً معافى
كما كانَ دومًا
ودودا
تمرُّ شهورٌ
سنونٌ
تظلُّ تصلّي لهُ
أن يعودَ ولو كانَ حتى مصابًا
جريحًا
ستبكي قليلاً
ويشفى
ويشتدُّ عودًا
وبعدَ انتهاءِ الدموعِ
تظلُّ تصلّي لهُ
أن يعودَ قتيلاً
ثيابًا
شميمًا
وعودا
وبعدَ انتهاءِ الوعودِ
تظلُّ تصلّي
تصلّي
ليبقى لديها
كذكرى
وحيدة
* * *
2- أغنية إلى وطني الشهيد
---
لا ملكَ لي
حتى أضاعفَ ثروتي
لا سلطة
حتى أعزّزَ قوّتي
وطني بسيطٌ
واضحٌ مثل الشهيدِ
يموتُ دوماً هكذا
كيلا يعيشَ بفكرتي
هل أشتكي
ممَّنْ؟
وممّ أشتكي؟
من سارقٍ؟
من مارقٍ؟
من فاسقٍ؟
أو من غيومٍ بعثرتْها الريحُ
قبلَ قصيدتي؟
لا ريحَ لي
يبستْ فصولي كلُّها؟
لا عمرَ لي
تتكرّرُ الأحداثُ مثلَ روايةٍ عبثيّةٍ
في عزلتي؟
ماذا أقولُ لمن أضاعَ محبّتي
لغتي الجميلةَ
حكمتي
في ثورتي؟
ماذا أقولُ لمن أضاعَ في الحروبِ هويّتي
حريّتي
سوريّتي؟
* * *
3- أغنية إلى سوريا النائمة
----
استيقظي يا سوريَا
من نورِ عينِي استيقظي
سُرقتْ حقولُ الشمسِ
حُطِّمَ قلبُ آلهةِ الجمالِ
وأنتِ في ليلِ الحروبِ قتيلةً
أم نائمهْ؟
جفَّتْ مياهُ القمحِ في أنهارِنا
جفَّتْ مياهُ الحُبِّ في أشجارِنا
جفَّتْ مياهُ الشِّعرِ في أفكارِنا
صحراءُ من كلِّ الجهاتِ الظالمهْ
صورُ الدمارِ شريطُ فلمٍ تافهٍ
عن موتِنا
حتّى الطفولةُ اُجهضتْ من صمتِنا
في كلِّ وجهٍ شاردٍ متسوِّلٌ
لِصٌّ ووحشٌ قاتلٌ
ينمو ويكبرُ في العقولِ المظلمهْ
استيقظي يا سوريَا
من نورِ عينِي استيقظي
فأنا المغنِّي للحياةِ بريئةً
وجميلةً
وأُضيءُ أجسادَ القصائدِ حالمًا
-----
نديم الوزه
(شاعر وكاتب من سوريا)