المقبرة منفضة أجساد

ربما على الجميع أن يعرف أن هذه الشذرات (الشعرية) نبضت من قلب الحدث، لكنها لم تصافح أيدي عزرائيل لتصافح أيديكم.

(1)
الذكرى المكتوبة
بالدم
على الشوارع، ودجلة
شاهدة قبر للضحايا.

(2)
حبر الموت سال من قلم عزرائيل
احذروا قبل أن يلطخ أيديكم.

(3)
سيارة مفخخة = زائدة دودية
انفجرت
.
.
في بطن الشارع، الكنكري
سار في الأسفلت،
وصار يتنفس مثل موتى.

(4)
وضعت يدي على قلب الطفل
أضرب / أدفع
بقوة
لأبعد يد عزرائيل عنه، تلوينا
وقعت يدي / سمع الجميع صوت الموت.

(5)
في بلدي
يلقبون النهر أحيانا
بآكل لحوم البشر،
فهو كلما رموا له جثة لا يبصقها.

(6)
في مدينتي
سقطت أغلب الجدران،
لأننا وضعنا عليها لافتات موت جماعي.

(7)
المقبرة منفضة أجساد.

(8)
يفكر الأب مثل فيلسوف غريب
أن الأرواح كروت شحن،
لذا اعترض عندما توفى/ استشهد، ابنه
ولم ينفد رصيده بعد.

(9)
نحن واجبٌ بيتيٌّ للموت،
لذا يحاول أن ينهينا بسرعة، من أجل اللعب.

(10)
فكر أحدهم
بخلق / اختراع أصابع للشوارع
كلما جاءت سيارة مفخخة
رمتها كمن ينظف أنفه.
------

صفاء سالم إسكندر
(شاعر وكاتب من العراق)