Close ad

بالصور.. "الجنيه الورقي" في طبعته الجديدة.. هل يستعيد وجه الحضارة المصرية؟

25-5-2016 | 20:45
بالصور الجنيه الورقي في طبعته الجديدة هل يستعيد وجه الحضارة المصرية؟الجنيه الورقي
محمد فايز جاد
بغض النظر عن وجهات النظر الاقتصادية في قرار البنك المركزي بإعادة طبع الجنيه الورقي مرة أخرى، بعد توقف طبعه لتحل العملة المعدنية محله، تبقى للجنيه المصري قيمة فنية جعلته مميزًا منذ أن طبع الجنيه المصري الأول في 1899 حتى توقفت طباعته في السنوات الأخيرة.
موضوعات مقترحة


في ديسمبر من عام 2015، اختارته صحيفة "تليجراف" كأفضل تصميم للعملات الوريقة في العالم، متفوقًا بذلك على العملات التي تفوقه من ناحية القيمة المالية، سواء العربية والأجنبية.

وترجع القيمة الفنية للجنيه المصري إلى اعتماده بشكل أساسي على الحضارة المصرية في عصورها المختلفة، وتحديدًا في العصر الفرعوني وعصر الدولة الإسلامية، وهو الأمر الذي لم يكن متبعًا عند طبع الجنيه في عهد الملكية.

كان أول تصميم للجنيه المصري، الذي طبع عام 1899، يصور جملين، حتى إنه عرف بهذا الاسم بين هواة اقتناء العملات القديمة، الأمر الذي جعله غريبًا على الحضارة المصرية، رغم شكله الجيد؛ حيث يبدو من الغريب أن تحمل عملة دولة كمصر صورة جملين، وهي الدولة الغنية بالموروث الحضار العظيم، الذي يصلح كمادة خصبة لاستلهام مفرداته كصورة للعملة.


وعلى المنوال نفسه، سار الجنيه الذي طبع في عام 1926، الذي يحمل اسم "إدريس أفندي"، هذا الجنيه الذي ذهب إلى أحد من الغرابة أبعد من سلفه، حيث حمل صورة رجل أسمر في جلباب أبيض.

وهناك روايات مختلفة حول سبب وضع صورة إدريس أفندي على الجنيه المصري، منها ما يرى أنه كان خادمًا لدى الأمير فؤاد، الذي صار ملكًا بعد ذلك، وتنبأ له بأن يكون ملكًا بعد منام رآه فوعده بوضع صورته على الجنيه إذا تحققت النبوءة، ومنها ما يرى أنه كان مجرد مهرج قرأ له الكف وتنبأ بهذه النبوءة فوعده الوعد نفسه، المهم أنها كلها تسير في الاتجاه ذاته، رجل بسيط تنبأ لأمير مسرف بأن يكون ملكًا، فتحققت النبوءة، فوضعت صورته على الجنيه المصري.


في عام 1930 حمل الجنيه المصري صورة وجه فرعوني على خلاف سابقيه، ورغم أن التصميم كان بسيطًا، وربما أبسط من عملات 1899 و1924 فإنه تضمن روحًا مصرية، كانت من الممكن أن تكون بداية لهذا الاتجاه في طباعة الجنيه المصري.

أما طباعة الجنيه المصري في 1950، فقد حملت طابع الفترة الملكية بامتياز، حيث حوت صورة للملك فاروق، لم يدقر لها أن تستمر طويلًا؛ إذ قامت، بعدها بعامين فقط، ثورة يوليو 1952.


وكان عام 1952 هو النهاية لتقليد استخدام صورة الحكام على العملة، بعد أن عاد الجنيه إلى تصميم شبيه بتصميم عام 1930، وأزيلت صورة الملك، واستمر التصميم على الشكل نفسه، بسيطًا ولكنه معبر عن روح الحضارة المصرية، في طبعته في 1967.

وسار تصميما عام 1968 و1977 على المنوال نفسه، بتصوير مفردات الحضارة المصرية، ولكن حملت الوجه الأمامي صورة مسجد تاريخي.

استمر الأمر كذلك حتى جاء الجنيه بتصميمه الشهير، بني اللون، الذي يحمل صورة معبد أبي سمبل، وهو التصميم الذي حاز على لقب الأجمل في العالم وفقًا لتليجراف.

الجنيه المصري كان مادة ملهمة للفنانين التشكيليين في معارضهم الخارجية، التي لطالما حازت الإعجاب لتعبيرها عن الحضارة المصرية التي يتشوق العالم للاقتراب منها ومعرفة مفرداتها، فهل يحمل قرار عودة طبعه فرصة لتصميم جديد يحمل شكلًا جديدًا من أشكال الحضارة المصرية الغنية؟ وهل يعيد ذلك للجنيه بعضًا من قيمته المهدورة ولو بشكل معنوي؟
كلمات البحث
الأكثر قراءة