Close ad

انفراد.. خطابات نادرة لصحفي لبناني يعرض خدماته الجاسوسية للأتراك ويحذر من ثورات العرب

5-4-2016 | 17:22
انفراد خطابات نادرة لصحفي لبناني يعرض خدماته الجاسوسية للأتراك ويحذر من ثورات العربخطابات نادرة لصحفي لبناني يعرض خدماته الجاسوسية للأتراك ويحذر من ثورات العرب
قنا - محمود الدسوقي
بمحض الصدفة، عثر الباحث التاريخي أحمد الجارد بمحافظة قنا، اليوم الثلاثاء، على 4 خطابات "وثائق نادرة" مكتوبة بخط اليد، كتبها الصحفي اللبناني عبده بدران، الذي أكد بعد توقيعه أنه صاحب امتياز جريدة لسان العرب لقومندان الفيالق العثمانية محمود شوكت باشا، التي لها من العمر أكثر من قرن من الزمان.
موضوعات مقترحة


الجدير بالذكر، أن عبده ميخائيل بدران، شقيق الصحفي نجيب سليمان الحداد، ولد في وادي الشحرور بلبنان وسكن الإسكندرية، وشهد ثورة أحمد عرابي، وأصدر مع شقيقه جريدة لسان العرب في عام 1894م، ثم أنشأ جريدة الصباح الأسبوعية بين عامي 1900 – 1906 م، ونشر عدة قصص، هي "غادة لبنان" و"غادة الترنسفال"، و"في عالم الخيال"، وصنّف معجما في اللغة سماه "الهادي".

وقال الباحث أحمد الجارد في تصريح لـ"بوابة الأهرام"، إن الخطابات عثر عليها في كتاب قديم اشتراه، حيث كانت موضوعة بداخل صفحاته، لافتا إلى أن الخطابات تعرض الخدمات التي كان يؤديها الصحفي عبده بدران لقومندان الفيالق العثمانية محمود شوكت باشا، الذي تولى مسئولية الصدر الأعظم عقب الإطاحة بالسلطان عبدالحميد الثاني وخلعه من الحكم، مضيفا أن من أهم الخدمات التي كان يؤديها بدران، حسب ماهو مكتوب في الخطابات، تتبع المعارضين والتجسس عليهم ونقل تحركاتهم للدولة العثمانية حال وجودهم في محافظات الإسكندرية وطنطا بمصر.


وأضاف الجارد، أن من عادة كتاب الرسائل والخطابات القديمة أن يقوم بعمل صور خطية ثانية يحتفظ بها لنفسه بعد إرسال الخطابات، لافتا أن الخطابات تسلمها محمود شوكت باشا من الصحفي عبده بدران، وأن ما تم العثور عليه في الكتاب القديم هي الخطابات المنسوخة، التي يطلق عليها صورة طبق الأصل وهي مكتوبة بخط اليد وبلغة بديعة، مشيرا إلى أن محمود شوكت كان منوطا به إخماد الثورة العرابية في مصر من قبل الدولة العثمانية قبل أن يترقى في مناصبه.


وكشفت الخطابات، التي تمتلك "بوابة الأهرام" نسخة منها، الكثير من الوقائع المهمة في مصر والعالم والعربي آنذاك قبل توقيع اتفاقية سايكس بيكو الأولى وتقسيم الدول الاستعمارية للأوطان العربية، التي كانت تسيطر عليها الدولة التركية "العثمانية"، كما تكشف الخدمات التي كان يؤديها الصحفي عبده بدران لسلطة الاحتلال العثماني من خلال تتبعه للشخصيات المعارضة للعثمانيين من المتصوفة الشوام ومن التحركات العربية التي كانت تتم في كل من مصر واليمن لإسقاط الدولة العثمانية والتحرر من التبعية العثمانية.

ووجه بدران كافة خطاباته لمحمود شوكت باشا، الذي ينتمي لعائلة بغدادية من أصل شيشاني، والذي اصطحبه والده إلى إسطنبول عام 1875م، فانتمى إلى المدرسة العسكرية وتخرج منها عام 1880، ثم أرسل في الحملة العسكرية التي جردت لإطفاء ثورة أحمد عرابي في مصر في عام 1882م، ثم قاد فيالق الجيش العثماني وأجبر السلطان عبد الحميد الثاني على التنازل عن العرش وتولي مسؤلية الصدر الأعظم، وكان له دور قيادي بارز ومهم في تأسيس جمعية الاتحاد والتعاون الشركسية في إسطنبول وتم اغتياله بخمس رصاصات عام 1913م.

وقال بدران في أحد رسائله: "سيدي ومولاي الجليل دولتو أفندم محمود شوكت باشا قومندان الفيالق العثمانية.. أعرض عبوديتي لمولاي وإخلاصي التام، وبعد: فإنني وإن أكن غدرت في مسألة عنبر، إلا أنني أطعت أمر دولتكم وسمحت بالمائة وخمس عشرة ليرة حسب أمركم، فإنني موجود في الإسكندرية، وقد حملني إخلاصي أن أترقب الخائنين الذين هم ضد الوطن المحبوب، فقد بدا منهم هنا في طنطا مايدهشني من أمور الخيانة والدسيسة".

وأكد في الرسالة أن مجموعة من المتصوفة، الذين وصفهم بالخائنين، أسسوا جمعية ومقرها باريس في فرنسا، وأنهم يجتمعون في محطة الرمل بالإسكندرية وفي طنطا ويطبعون منشورات ويرسلونها لليمن، حيث يحثون العرب على الثورة والعصيان، ويعدونهم بالنصر، مؤكدا أن الكثير من مواطني مصر ينحازون إليهم في دعواتهم ضد الدولة العثمانية.

وفي خطاب آخر، يؤكد بدران لقومندان الفيالق العثمانية محمود شوكت "لا أسأل مكافأة عن نكبتي ولا تعويضا عن منفاي سوى أن أرى دولتي دائما دستورية لا يقلقها مقلق ولا يؤخر رقيها وتقدمها أي ارتجاع، مؤكدا أن جريدة لسان العرب تم إصدارها يومية لمدة 3 سنوات ونصف، وصادرتها الدولة في دخولها للولايات، ثم قام عبدالحميد الساقط المخلوع بنفيي فأصبحت في ذلك الحين منفيا في بلادي محروما من رؤية أهلي".

كما تكشف الخطابات عن الكثير من الشخصيات منها: أبو الهدي القصبي، شيخ مشايخ الطريقة الرفاعية، الذي تولى نقابة الأشراف في الشام، حيث اتهمته الرسائل بأنه يحاول التحرك مع أعوانه في لواء حماه بسوريا في الانقلاب على السلطنة العثمانية، بخلاف شخصيات أمثال خالد بن أبي الهدي، وسيف الدين صهره، ومحمد علي والي بيروت، وفايث مانبجي، الذي كان من أشد المناصرين للمخلوع السلطان عبدالحميد وفؤاد والي قسطوني، وعزت الشامي أحد رجال عزت بن هولو، الذي كان يتولي مدير الدفتر الكبير، والذي وصفته الرسائل بأنه رجل رومي وكان سببا مباشرا لهروب فايق المانبجي بعد الإطاحة بالسلطان عبدالحميد الثاني من العرش.


كلمات البحث