Close ad

خبير آثار عن أزمة معبد أوزير بأسوان: مصر أول من عرفت زخرفة النجوم.. ومصطلح "نجمة داود" خطأ تاريخي

27-3-2016 | 13:20
خبير آثار عن أزمة معبد أوزير بأسوان مصر أول من عرفت زخرفة النجوم ومصطلح نجمة داود خطأ تاريخينجمة داود
أ ش أ
أكد خبير الآثار الدكتور عبد الرحيم ريحان أن النجمة السداسية تاريخيًا، وكما أكدت الحقائق الأثرية، لم تشكل رمزًا من الرموز التوراتية إلا فى الأزمنة الحديثة ولا يوجد لها ذكر فى التاريخ العبري والعهد القديم والكتب اليهودية الأخرى، ولا توجد إشارة عن استخدامها فى زمن نبى الله داود أو نبى الله سليمان (1010 - 935 ق.م).
موضوعات مقترحة


وقال ريحان - فى تصريح اليوم الأحد: "إن شواهد التاريخ تؤكد أن مصر أول من عرفت زخرفة النجوم حيث نجد فى معبد دندرة رسم لمسارات النجوم ومدارات الأفلاك وسقف مقبرة سنفرو من الأسرة الرابعة مزين بالنجوم السداسية وحسب المعتقد المصرى القديم فإن النجمة السداسية كانت رمزًا للمعبود (أمسو) الذى كان أول إنسان تحول إلى إله وأصبح اسمه (حورس)".

وأضاف أنه عقب ذلك ظهرت النجمة السداسية فى الديانة الهندوسية وترمز لاتحاد القوى المتضادة، مثل الماء والنار والذكر والأنثى وإلى حالة التوازن بين الإنسان والخالق، وهو (شيفا) حسب أحد فروع الهندوسية، وفى الديانة الزرادتشية كانت من الرموز الفلكية المهمة فى علم الفلك والتنجيم.

وأوضح ريحان أنه رغم وجود أصول للنجمة السداسية قبل الإسلام فإن الفنان المسلم أبدع فى زخارفها حيث حملت مدلولا دينيا يؤكد العلاقة الوثقى بين السماء والأرض.. فالنجمة السداسية ناجمة عن تداخل مثلثين المتجه رأسه لأعلى وقاعدته لأسفل يمثل الأرض والمتجه رأسه لأسفل وقاعدته لأعلى يمثل السماء فأصبحت زخرفة إسلامية بحتة.

وتابع "أنه تم الكشف عن زخرفة النجمة السداسية على القطع الفنية الإسلامية، ومنها قطع البريق المعدنى الفاطمى المكتشف بحصن رأس راية بطور سيناء، الذى يعود للقرن العاشر الميلادى وعلى المبانى الإسلامية، ومنها مدخل قلعة الجندى بوسط سيناء التي بناها صلاح الدين الأيوبى (1183 إلى 1187م)، كما وجدت فى الآثار الإسلامية بالقاهرة التاريخية فى جامع ابن طولون الذى يعود لعام 265هـ، وجامع الطنبغا المردانى بشارع التبانة 740هـ، ومدرسة الأمير قجماس الإسحاقى بشارع الدرب الأحمر 883هـ وعدة آثار إسلامية أخرى.

وعن علاقة النجمة السداسية باليهود، قال الدكتور عبد الرحيم ريحان "إنها بدأت حسب إحدى الروايات منذ عام 1354م، حيث طبعت هذه النجمة على كتبهم ومطبوعاتهم فى براغ وهولندا وإيطاليا فى القرن الـ15 الميلادى، وفى رواية أخرى بدأت عام 1648م بمدينة براغ التى كانت فى ذلك الوقت جزءا من الإمبراطورية النمساوية، وكان بها مجموعات عرقية تدافع عن المدينة ضد هجمات جيش السويد من بينهم مجموعة من اليهود".

وذكر أن إمبراطور النمسا آنذاك فرديناند الثالث اقترح أن يكون لكل مجموعة من هذه المجموعات راية تحملها، وذلك للتمييز بينهم وبين فلول القوات الغازية التى تحصنت بالمدينة وبدأت بشن حرب عصابات فقام أحد القساوسة اليسوعيين بأخذ أول حرف من حروف (داود)، وهو حرف الدال باللاتينية وهو على شكل مثلث وكتبه مرة بصورة صحيحة وأخرى مقلوبة ومن ثم أدخل الحرفين ببعضهما البعض.

ولفت إلى أنه بهذا حصل على الشكل النجمى الذى أطلق عليه فيما بعد نجمة داود فى خطأ تاريخى مستمر حتى الآن لعدم وجود أية علاقة بينها وبين نبى الله داود عليه السلام ثم عرض هذا القسيس رسم هذه النجمة السداسية على الإمبراطور فرديناند الثالث فوافق على أن تكون شعارا لمجموعة اليهود المدافعين عن مدينة براغ.

وأوضح ريحان أن تلك النجمة انتشرت بعد ذلك خلال القرن الـ19 الميلادي واستخدمت خلال الاضطهاد الألمانى لليهود قبل وخلال الحرب العالمية الثانية بإجبار اليهود الألمان على تعليق النجمة السداسية الصفراء واليهود الآخرين خارج ألمانيا تعليق النجمة السداسية الزرقاء ثم استخدمتها الحركة الصهيونية فى جرائدها ومنشوراتها منذ عام 1881.. وبناء على هذه الحقائق فإن تسميتها فى الإعلام والدراسات التاريخية والأثرية بـ"نجمة داود" تسمية خاطئة.

وبخصوص ما أثير عن وجود النجمة السداسية على إحدى البلوكات الحجرية لمدخل معبد أوزير نسمتى البطلمى بجزيرة الفنتين غرب النيل بأسوان وما حدث بخصوصها من لغط.. قال ريحان "إن الأمانة العلمية وقانون حماية الآثار هما الفيصل فى معالجة المشكلة فإذا كانت النجمة أثرية بالفعل فيجب تحديد الموقع الحقيقى المكتشف به هذا الحجر وتاريخ الاكتشاف والبعثة الأثرية المكتشفة له".

وأضاف أنه فى ضوء ذلك سيتم تأريخه حتى ولو تم اكتشافه بالصدفة فيمكن تأريخه أيضا وبناء عليه يتم تحديد موقعه سواء ضمن أثر أو قطعة فنية فى متحف.. فالآثار إما مبان قائمة أو تحف فنية أو رفات السلالات البشرية والكائنات المعاصرة لها طبقا للمادة 1 من قانون حماية الآثار رقم 117 لسنة 1983 والمعدل بالقانون رقم 3 لسنة 2010، لافتًا إلى أن هذا الحجر لو ثبتت أثريته يخضع للقانون.
كلمات البحث