توفيت عالمة المصريات الفرنسية كريستيان ديروش-نوبلوكور عن عمر يناهز 97 عاما، بحسب دار نشر "تيليماك"، وشغلت المقاومة الفرنسية السابقة وعالمة الآثار الكبيرة، منصب أمينة المتحف الكبرى المتخصصة بالمصريات في متحف اللوفر.
موضوعات مقترحة
كانت كريستيان قد كافحت على مدى عشرين عاما لإنقاذ معابد النوبة في صعيد مصر التي كان يتهددها سد أسوان، بدعم من أندريه مالرو وزير الثقافة في حكومة الجنرال ديغول، ومنظمة الأمم المتحدة للتعليم والعلوم والثقافة "اليونسكو".
نجحت خلال حياتها المهنية التي امتدت على أكثر من 50 عاما، بالمحافظة على 24 من معابد النوبة، وكان لها دور كبير في المحافظة على مومياء رمسيس الثاني التي كانت تتآكلها الفطريات.
ولدت كريستيان ديروش في 17نوفمبر 1913 في باريس، وقد نالت إجازة بالدراسات المصرية لتلتحق بقسم المصريات في متحف اللوفر، قبل أن تترأس من ثم بعثات تنقيب في مصر ابتداء من العام 1937.
وخلال الحرب العالمية الثانية قاومت الاحتلال في فرنسا، كما تمكنت من تخبأة تحف مصرية كانت محفوظة في اللوفر،وبعد التحرير، راحت تتنقل برعاية اليونسكو بين باريس ومصر، واعتنت ب 700 موقع أثري ليس فقط في مصر وإنما أيضا في جبال هقار الجزائرية.
وضعت كريستسان في منتصف الخمسينات،مشروعا اعتبر مستحيلا من قبل السلطات المصرية وعدد كبير من الخبراء، وكان المشروع يقضي برفع معابد رمسيس التي حفرت في الصخور والتي كانت تتهددها مياه النيل بالغرق، وذلك من خلال تشييد سد جديد في أسوان،ونجحت في إنقاذ عدد كبير من النصب.
ونظمت أيضا إلى ذلك، بدعم من الرئيس المصري الراحل جمال عبد الناصر والجنرال ديغول، معرض "توت عنخ أمون" في العام 1967 في متحف اللوفر في باريس. وقد استقبل المعرض 1,3 مليون زائر.
شاركت في عام 1976 بمعرض "رمسيس الثاني" في باريس الذي استقبل تقريبا عددا مماثلا من الزائرين، وأشاد الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي ب"سيدة النيل الكبيرة" التي كانت "تجمع، وهو أمر نادر، ما بين مميزات أكثر العلماء صرامة وبين تلك الخاصة بأكثر المربين شغفا".