حالة من التناغم والتجانس تجمع بين منحوتات المعرض الجماعي المنعقد حاليا بجاليري مصر بالزمالك، لثمانية نحاتين أثروا في الحركة التشكيلية مؤخرا.
موضوعات مقترحة
قدم كل نحات أعماله بأسلوب وتكنيك خاصين يعكسان مسار تجربته وخطه الإبداعي.
يشارك كل من الدكتور محمد رضوان، أحمد عبد الفتاح، نجيب معين، هاني فيصل، إسلام عبادة، مريم مكرم الله، محمد موسى ومحمد عبد الله.
تأتى مشاركة محمد رضوان بـ6 قطع عبارة عن حمار قام بنحته عام 2010، ولكنه أعاد تقديمه بمقاس كبير، فضلا عن مجموعة بورتريهات صغيرة.
ورغم أن فكرة الأعمال الصغيرة مرهقة في "التشطيب"، ولكنها حسب رضوان "أقرب عاطفيا للمتلقي، الذي تتسم أعماله باختزال الكتل لمسطحات وتبسيطها من خلال استخدام الأشكال الهندسية".
ويرى رضوان أن المشاركة بمعرض جماعي تحمل فائدة للفنان لما بها من تنوع، "كل فنان يقدم نفسه".
وفي حالة أقرب إلى الفانتازيا جاءت أعمال إسلام عبادة، الذي أشار إلى أنه يتحدث دائما عن علاقة ما بين الحيوانات والإنسان.
ويستدرك: دائما ما يذهب الإنسان للحيوان في بيئته ليهاجمه وليس العكس. لم نجد أسدا يذهب للإنسان في منزله.
ويتابع عبادة: أحاول أن أخرج هذه الكائنات لكي أمنحها بعض الحق وأظهرها بشكل مختلف عن المتعارف عليه. على سبيل المثال القطة لها أربعة أرجل. لماذا لا يكون لها ستة ربما تكون أسرع. إذن هي "فانتازيا".
وبالنسبة لمركب البرلس عرضتها في هذا المعرض حيث أراها نافذة تجلب الخير. فالمركب بحد ذاتها أسطورة بمفردها. لا نراها بشكلها الحقيقي، و دونها لا نعرف الصيد. فلماذا لا أقوم بتحويلها إلى كائن يعيش معي. طالما أن المتلقي رآها في المعرض واستساغها فسوف ينظر إليها غدا بوجهة نظر مختلفة تماما.
أما الفنان معين نجيب فقدم نحتا من خشب وحجر يحملان ثقافة البحر المتوسط، نفذه خلال وجوده في إيطاليا العامين الماضيين. مستلهما من الفن القبطي.
وعن هذه الأعمال يقول: تعبر عن فكرة دمج المعمار والعمارة الدينية مع الملامح. فالوجوه تخلو من التعبير. نظرة استاتيكية جامدة تخلو من الإيحاء والديناميكية.
فيما قام أحمد عبد الفتاح بنحت بورتريهين إحداهما عبارة عن ماسك والثاني وجه كامل يخرج من الحجر. حيث يتحدث المحتوى عن الذاكرة البصرية لدى البشر.
ويشرح عبد الفتاح: عندما نرى شخصا ما لأول مرة، فإن أول شيء نتذكره منه وجهه، فالشخص يختزل في وجهه عادةً. ولأن الجسد يتم تغطيته بالملابس فيصبح مثل ما يشبه البلوك. لا يدخل في حسبان البشر وكأنه قطعة حجر. لذا أخرجت البورترية من الحجر.
ومن جانبه قال أحمد موسى إنه شارك بعملين، مشيرا إلى أنه يعتمد بشكل أساسي على جسد الأنثى. ويقوم بتشكيله بخامة الطين بحركات هادئة. مضيفا: ولكني أحمله شيئا داخليا أكثر من الخارجي فيصبح الشكل معبرا.
مريم مكرم الله، وهي السيدة الوحيدة وسط مجموعة النحاتين العارضين، فنانة حديثة السن، شاركت بعملين أحدهما بجرانيت أسود من أسوان، والثاني برخام.
تقول: بدأت الفكرة العام الماضي خلال مشاركتي بسمبوزيوم أسوان، حيث دخلت بعمل جرانيت وأرى هذه الأعمال تطورا لما حدث بتجربة أسوان، أفضل النحت في الرخام والجرانيت.
هناك من يرى أعمالي على أنها مجرد كائن حي، فيما يراها آخرون "دودة" نتيجة تأثري بالحيوانات. ولكني عندما بدأت العمل في هذا الاتجاه كنت متأثرة بالتمساح.