Close ad

السورية خلود شرف: الباب موارب.. ثمة من دفعه برفق في ديواني الأول "رفات فراشة"

9-2-2016 | 08:56
السورية خلود شرف الباب موارب ثمة من دفعه برفق في ديواني الأول رفات فراشةخلود شرف
بوابة الأهرام
"الباب موارب.. ثمة من دفعه برفق في ديواني البكر". هكذا تقول الشاعرة السورية خلود شرف عن ديوانها الأول "رفات فراشة"، الصادر حديثا عن دار التكوين، والذي شهده معرض القاهرة الدولي للكتاب.
موضوعات مقترحة


وتستطرد خلود عن كتابها الشعري الجديد: هو نهم الإنسان البدائي ورغبة الاكتشاف برعشة الإحساس الأول، نقض المسلمات وإعادة البناء بلعبة العبث والتمحيص بالسؤال الوجودي الدائم: من أنا؟ كما في نص "عشب": (محظوظة/ أني نسيت كل ما علمني البشر/ صغيرة/ أمام معرفة العشب والضوء عني)

الديوان، تقول خلود، حصيلة ألم السنوات الخمس الأخيرة، حصيلة التشرد والموت والأمومة والصدق، فيظهر بمظهر سوناتا حزينة بين الصراخ الذي يطول هواجسنا في نص لا حرج على الهواجس "الصمت ثقب يبتلع صراخنا"، وبين الجوع "نجيد الانتظار لا لشيء إلا أن الجوع صبور".

وتقول: خلال السنوات الخمس خضع الديوان لكثير من التعديل والحذف والزيادة حتى أخذ شكله النهائي تاركة إياه يكتشف نفسه من خلال القارئ، تماما مثلما نلد طفلا لا نستطيع إعطاءه تجربتنا الكاملة، ولنا أخطاؤنا الأولى معه، لكنه يساعدنا في خلق تجربة جديدة أقل معاناة وأكثر ثقة. في نص ثقة: "لا أثق بنهر وهب حكمته/ ونسي نفسه/لا أثق بالتين عل أمه يرضع/ أثق بنكهته /في فمي".

وتوضح الشاعرة خلود شرف: الكتابة في زمن الجوع والاختناق هي كزهر اللوز يبحث عن الحياة، برغم أن ساقها منخورة بالسوس، الكتابة كرحلة الفراشة وأطوارها، فحياة الفراشة قصيرة قياسا لأيامنا، مما نعد نحن. وتترك أثرا، برغم الحرب. تاركة بصمة للبشرية رغم ضآلة حجمها، فهي لا تقتل بل تستمتع بالجمال حتى اللحظة الأخيرة وتشارك في نشره.

وتوضح خلود أن لغة الديوان لا تعتمد على الحسم، بل تترك الأسئلة معلقة، فالأجوبة نهايات وليس من بحث مع النهايات. البحث يكمن في كل ما هو كائن أو مفترض بلغة خاصة وتكثيف صوري، فالمخيلة وعي بدائي لحظة خلاقة تترجم إلى فن لاكتشاف الذات لحظة التقاط الطبيعة بالحوار مع الحواس والكون وترجمتها إلى حبر لنضع قدما لنا في الحياة وأخرى ما بعدها، "هذا هو الشعر بالنسبة لي"، كما تقول.

وتضيف: عندما أكتب أتوجه بكتابتي إلى اللا-أحد، وكأنما أجالس فراغا يتملكني بصوته، وأحدثه عن رغباته، وأترجم قوله لي، فأكتب حينئذ لنفسي، وأحدثها بصوت عال عندها أكون قد كتبت للعشب للشجرة للسماء للضوء كي يرى الإنسان، عندها أكون قد كتبت للآخر.

وعن غموض النص في الديوان، تقول خلود: ذلك لأني أرى الشعر لوحة انطباعية، بحث وعبثية، وليس بالضرورة كل ما نبحث عنه صحيح فيكمن به الضياع، وربما يكون الرمادي حكمة. الطبيعة الجبلية تحوي بثناياها الضباب وأنا ابنة جبل.

ثمة بحث فلسفي ولا مادي، بالبحث عن الحقيقة، لكن المتعة بالدوران والالتفاف تشابه متعة الاكتشاف، كما أننا لا ندرك الحقيقة فعليا فهي خيط شفق بين الواقع والخيال.

وترى خلود أن الأسطورة هي اللغة التي استخدمتها البشرية لتفسير كل ما هو عالق وغامض، وهي طفولة الإنسان، فلا نستطيع خوض تجربة أولى دون التفكير بعقل البدائي، وتقول: تجربتي هذه تعتمد بنواحٍ كثيرة على الأسطورة، علما أن لغة الأسطورة ليست بسيطة، وتعتمد على كثير من الرمزية والتورية أيضا.

وتقول خلود شرف: من العجيب أن يصل الفكر أحيانا ويعبر الحواجز ولا يستطيع القائل التحرك بهذي الحرية، الفكر له حظ حياة أكثر من قائله، هذي هي تجربتي الأولى ومشاركتي الأولى بمعرض الكتاب في مصر، زار كتابي بلدا أحلم بزيارته.
كلمات البحث
الأكثر قراءة