Close ad

أحمد فضل شبلول يكتب: الراحلة نجوى السيد صاحبة أول ديوان تصدره الدولة لشاعرة عامية

26-1-2016 | 11:09
أحمد فضل شبلول يكتب الراحلة نجوى السيد صاحبة أول ديوان تصدره الدولة لشاعرة عاميةأحمد فضل شبلول
رحلت شاعرة العامية السكندرية وكاتبة أدب الأطفال نجوى السيد بعد أن تركت وراءها مجموعة متميزة من الأغاني والقصص والقصائد التي أثرت بها ساحة شعر العامية في مصر، وساحة أدب الأطفال.
موضوعات مقترحة


عرفتُ الشاعرة نجوى السيد في سبعينيات القرن الماضي، عندما كنا نتردد على نادي الأدب بقصر ثقافة الحرية، ضمن حركة شعرية وأدبية كانت هي الأنشط على مستوى الإسكندرية تقودها السيدة عواطف عبود المسئولة الثقافية، ويرعاها الأستاذ محمد غنيم مدير القصر ومدير مديرية الثقافة.

وكان زواج الشاعر فوزي خضر من الشاعرة نجوى السيد هو الحدث الأبرز اجتماعيا في شلة القصر، بعد زواج الكاتب والناقد محمد السيد عيد بالإخصائية الثقافية سامية عرفة، ولكنهما انتقلا الى القاهرة، وظل فوزي ونجوى في الإسكندرية يجوبان أنديتها الأدبية ومنتدياتها الثقافية، إلى أن ذهبا في رحلة عمل في "أبوعريش" بالمملكة العربية السعودية، لم تستمر طويلا، ثم عادا ليجدا مكانهما البارز في الحركة الأدبية في انتظارهما.

وتتوالى الأيام والسنين وتتعرض الأسرة لمرض خطير للابن محمد فوزي الذي تقرر علاجه على نفقة الدولة فيسافر الأب الشاعر لفرنسا في معية ابنه، ويطول علاج محمد، وتحصل الشاعرة على لقب الأم المثالية على مستوى مصر لكفاحها وتحملها مرض ابنها الخطير.

وتظل على وفائها وإخلاصها للأدب والشعر. ويكافح فوزي خضر في الحياة إلى أن يحصل على درجة الدكتوراه عن ابن زيدون. ويتنقل في عدة وظائف إلى أن يعود مرة أخرى للعمل في إحدى الجامعات السعودية، لكنه في كل الأحوال والظروف لا يتخلى عن الشعر والكتابة والدراسات الأدبية والنقدية، وإعداد البرامج الإذاعية، ومنها برنامجه الشهير بإذاعة القاهرة "كتاب عربي علم العالم".

وكل هذا يتم في ظلال رعاية حانية وتشجيع غير منقطع النظير من زوجته الأديبة والشاعرة الوفية نجوى السيد التي عملت هي الأخرى في أكثر من مجال في مجالات العمل الثقافي والاجتماعي.

ويعد كتاب فوزي خضر عن "شاعرات الإسكندرية" من الكتب المهة التي أرخ فيه لعدد كبير من شاعرات الإسكندرية على مر العصور، وفيه يقول عن زوجته ورفيقة دربه نجوى السيد: "إن التاريخ الأدبي يذكر أن نجوى السيد كانت أول شاعرة عامية تنجبها الإسكندرية". ويقول عن ديوانها "شهر زاد" الصادر عام 1988 عن سلسلة "إشراقات أدبية" بالهيئة المصرية العامة للكتاب: "إنه أول ديوان تصدره الدولة لشاعرة عامية على مستوى مصر كلها".

ثم صدرت بعد ذلك أعمال عدة للشاعرة منها: عرايس الشعر، والرسايل، وضفاير الشمس، وكاس دموع واحد، ومفيش مستحيل وأناشيد البراءة، وغيرها، مما أهلها للحصول على جائزة الدولة التشجيعية في شعر الأطفال.

كما صدر لها إحدى عشرة قصة للأطفال عن دار المعارف، وهيئة قصور الثقافة، والشركة العربية للنشر والتوزيع بالقاهرة.

أما عن "أناشيد البراءة" للأطفال فهو يحتوى على عشر قصائد، أو أغانٍ وأناشيد بالعامية المصرية، اتكأ معظمها على الموروث الشعبي المصري، أو الفلكلور في تجلياته للطفولة والأطفال، مثل قولها في القصيدة الأولى "إبرة الخياطة":
1 2 3
إبرة الخياطة
وقولها في القصيدة نفسها:
تاتا .. تاتا .. تاتا
وقولها في قصيدة "مريلتك":
مريلتك قصرت مبروك
وقولها في قصيدة "حادي بادي":
حادي بادي .. حادي بادي
النهاردة عيد ميلادي

وهكذا تنطلق الشاعرة من المأثور الشعبي أو الفلكلور المصري قريب المنال، الحاضر في الأذهان، ثم تقوم بتعديل مساره وفقا للرؤية الفنية، أو المعالجة الشعرية الجديدة التي تعتمدها بالقصيدة، أو النشيد، مبتعدة عن الوعظ والإرشاد والمباشرة، مهتمة بصدق التجربة وتلقائية الأداء.

ونلاحظ أن الأطفال في ديوان "أناشيد البراءة" سعداء، مبتسمون، ضاحكون، مستقرون، يحملون آمالا وأحلاما عريضة بالنسبة لحاضرهم ومستقبلهم، لذا كثرت الموسيقى (أنا نفسي أكون موسيقار.. عندي في البيت جيتار) والألوان (شوفوا الفستان .. مليان ألوان) واللعب (القطار، والعروسة، والعربية، والطيارة، والقرد اللعبة، والدبدوب النعسان .. الخ) وحفلات أعياد الميلاد (النهاردة يوم سعيد .. أحلى ليلة وأحلى عيد).

ومع أعياد الميلاد تكثر الهدايا واللعب واللحظات الجميلة والحنان الأبوي الرائع، كما تكثر ألفاظ طفولية بريئة وعذبة مثل: (أفرح وأزقطط، حلو زغنطوط، فستان أبو كرانيش، فستان العيد، بلوزتي الأمورة، الببيون والجاتوه، ياللا نسقف بإيدينا، الشمعة تنور حوالينا، .. الخ). وهكذا نرى أن الشاعرة تستخدم لغة أو مفردات الطفل، وتحلق في عالمه في يسر.
كلمات البحث
الأكثر قراءة