Close ad

باحث مجهول رصد إحصاء قتلى المصريين خلال "تعمير السودان".. كتاب قديم يكشف دور مصر بالإقليم الجنوبي قبل الانفصال

25-11-2015 | 21:07
باحث مجهول رصد إحصاء قتلى المصريين خلال تعمير السودان كتاب قديم يكشف دور مصر بالإقليم الجنوبي قبل الانفصالكتاب محزون
محمود الدسوقي
في عام 1935، صدر كتاب "ضحايا مصر في السودان وخفايا السياسة الإنجليزية"، وهو الكتاب الذي ألفه باحث ذيل اسمه بلقب "محزون" وطبع على نفقة الأمير عمر طوسون، وكان يضم الكتاب رصد الإحصائيات عن الضحايا المصريين في السودان الشقيق منذ أحداث الثورة المهدية.
موضوعات مقترحة


والأمير عمر طوسون الذي رفض أن يتولى حكم مصر عرف عنه تفوقه في الكثير من المجالات ورعايته للكثير من المحافل، وأعماله الخيرية واكتشافاته وكتاباته في الجغرافيا والتاريخ والآثار، وله العديد من الكتب والخرائط بالعربية، والفرنسية، وكان أول من اقترح إرسال وفد من مصر إلى مؤتمر فرساي للمطالبة باستقلالها وتوفي في أربعينيات القرن الماضي وأوصي ألا يتم إقامة جنازة له، وقام الملك فاروق ساعتها بتنفيذ الوصية.

وأورد كتاب محزون أرقام الضحايا من عام 1881م إلى نوفمبر 1899م، وكذلك ما أنفقته الحكومة المصرية من أموال طائلة، لإدخاله في دائرة التحديث والعمران ونبذ التخلف عنه.

كما ضم الكتاب روايات لتاريخ الشهداء المصريين تفانيًا في العلاقات التاريخية، والإبقاء علي الصلات التاريخية التي تربط بين مصر بالسودان منذ قديم الأزل، ومن ضمنها مذكرة محمد أبو الفتوح عضو الوفد الرسمي المصري التي قدمها في مفاوضات السودان خلال حكومة عدلي يكن عام 1921م لنيل السودان ومصر استقلالهما من الإنجليز.

الدكتور فرغلي طوسون أستاذ التاريخ الحديث بجامعة قنا، أكد لــ"بوابة الأهرام" أن التاريخ يوضح أن أغلبية القتلى المصريين، الذين كانوا عدة آلاف في السودان كانوا يقومون بتحديث وتعمير للسودان، فمن خلال مصر تم إدخال السكك الحديدية والبرق والتلغراف وتم إنشاء موانئ لتصدير البضاعة.

ولفت إلى أن هناك عدة كتب تم تأليفها من قبل باحثين، رفضوا كتابة أسمائهم في تاريخ السودان، ومنها كتاب محزون وكتاب آخر لمجهول.

قدر محزون في كتابه عن السودان الضحايا المصريين في أحداث ثورة المهدي التي رفعت شعار التخلص من الأتراك والمصريين بربع مليون من المصريين، ومنهم 8 آلاف جندي كانت مهمتهم مد خطوط السكك الحديدية.

يقول فرغلي طوسون صاحب دراسة انتفاضة التاكا "على ساحل البحر الأحمر": إن تقديرات الضحايا التي أوردها محزون مبالغ فيها لافتا إلى أن الضحايا تم تقديرهم بآلاف المصريين، حين نشبت الثورة المهدية وتلك الأعداد موجودة بتقديرات كثيرة في مؤلفات كل من نعوم شقير، ومحمد فؤاد شكري، وغيرهم من المؤرخين المصريين الذين رصدوا وقائع وأهوال الثورة المهدية.

يرصد محزون بإحصائية دقيقة ضحايا الوحدات المصرية من أجل تعمير السودان من عام 1869م حتى عام 1942م، كما يرصد الكثير من الأموال التي أنفقتها الحكومة المصرية من أجل مد خطوط السكك الحديدية، وإنشاء موانئ جديدة ومنها ميناء بورسودان خلاف إنشاءات الري، ومد الجسور علي نهر النيل الخالد عصب الحياة في البلدين.

يوضح الباحث فرغلي طوسون أستاذ التاريخ الحديث بجامعة جنوب الوادي، أن الإمبراطورية المصرية كانت تمتد من السودان حتي أجزاء من إثيوبيا وإريتريا والصومال وجزء من ليبيا حتي برقة، وأن مصر تكلفت الكثير من الأموال من أجل هذه البلدان، مما أوقعها في ظل أزمة مالية في عصر الخديوي إسماعيل.

كان محزون أورد في كتابه أيضا مشاهدات حية في رسائل متبادلة عن الضحايا المصريين في السودان، وهو الكتاب الذي يثير حتى الآن شكوكًا لدي الباحثين في الإحصائيات التي أوردها، كما أورد بإحصائيات حسابية القروض والأموال التي تعد بالملايين، والتي أنفقتها الحكومة المصرية من أجل تعمير السودان، وهي إحصائيات مالية دقيقة لا يشكك فيها الباحثون مثلما يشككون في تقديراته للضحايا رغم تأكيدات محزون أن التقديرات في الضحايا ليس مبالغ فيها، وأنها وفقا لأسانيد تاريخية وواقعية من خلال شهادات مؤرخين شاهدوا الوقائع وقاموا بتدوينها.

"كان السودان عبارة عن ممالك متقاتلة وكانت عبارة عن بلدان مجهولة تعيش فيها البدائية"، هذا ما يؤكده الباحث فرغلي طوسون، لافتًا إلى أن مصر هي التي وضعت السودان على الخريطة الدولية وقامت بمحاولات لتحديث القبائل البدائية وإلغاء تجارة الرقيق التي كانت تتفشي في القارة الإفريقية.

وأكد فرغلي طوسون أن مدينة حلايب وشلاتين مصرية، ولا تقبل الشك والمجادلة وما يثار من الحين والآخر عليها لا يستند إلى أي حقوق تاريخية وجغرافية أو حتي أي معاهدات سياسية، مشيرًا إلى أن سبب الأزمة هو قيام حكومة صدقي باشا بإعطاء حرية للقبائل في التنقل.

وأضاف أن سواكن كان يوضع عليها العلم المصري فقط، وكانت مستثناة دون أي مدينة في وضع أي علم لأي دولة حتى للاحتلال الإنجليزي، وذلك بنص البند الثاني من الاتفاق الذي تم عام 1899م.
كتاب محزون	كتاب محزون

كتاب محزون	كتاب محزون

كتاب محزون	كتاب محزون

كتاب محزون	كتاب محزون
كلمات البحث
اقرأ أيضًا: