كشفت دراسة أثرية للدكتور عبد الرحيم ريحان بعنوان "تسامح الإسلام نموذجا حضاريا للحفاظ على الآثار السابقة" أنه تم بناء الكثير من الكنائس والأديرة علي يد الولاة المسلمين الذين تولوا شئون حكم مصر منذ بداية الفتح الإسلامي.
موضوعات مقترحة
كانت رابطة الجامعات الإسلامية بالتعاون مع جامعة القاهرة واتحاد الآثريين العرب، نظمت المؤتمر الدولي الخامس للعمارة والفنون الإسلامية تحت عنوان "تطبيقات التكنولوجيا الحديثة في ترميم وصيانة العمارة والفنون الإسلامية والمبانى التراثية" في حضور 50 باحثًا مصريًّا وعربيًّا.
وأضاف ريحان في دراسته التاريخية الأثرية أن أبلغ رد علي دعاوى التطرف والإرهاب، التي تعتمد علي تفسير ورؤية خاطئة لنظرة الإسلام للحضارات السابقة، هو بدراسة النموذج الحضاري لتسامح الإسلام، حسب وصفه.
وكشفت الدراسةأنه في بداية القرن ال12 الميلادي وحتي نهايته، كان عدد الكنائس يبلغ نحو 284 كنيسة و834 ديرا، بمجمل ألف و118 كنيسة وديرا، لافتا إلى أنه يوجد بمكتبة دير سانت كاترين العديد من عهود الأمان من خلفاء المسلمين منذ العصر الفاطمي حتى أسرة محمد علي باشا.
كما تعرضت الدراسة لقيام الصحابي مسلمة بن مخلد، الذي تولي ولاية مصر في عهد معاوية بن أبي سفيان، ببناء كنيسة الفسطاط واهتمامه بها.
وتناولت الدراسة نماذج من الآثار المسيحية التي حفظت في سيناء، في ظل التسامح الإسلامي، ومنها دير سانت كاترين، وآثار وادي ثيران ودير الوادي بطور سيناء، وكنيسة بيزنطية، التي أنشئت بجزيرة فرعون بطابا، قبل بناء صلاح الدين لقلعته الشهيرة في الجزيرة.
وأضاف ريحان أن المباني الأثرية المسيحية وغيرها كانت تعيش في أمان دون اعتداء عليها في ظل تسامح الاسلام الذي عرضته وثيقة العهد النبوية، التي أعطاها النبي محمد للمسيحين، والمحفوظة بدير سانت كاترين، وهي الوثيقة التي استولي عليها سليم الأول العثماني في وقائع غزو مصر عام 1517 م، وقام بنقلها للعاصمة التركية، الأستانة، وقام بعمل صورة موجودة بالدير حاليا وقام بترجمتها للغة التركية.