أثار الإعلان عن استقالة النحات آدم حنين، من رئاسة سمبوزيوم أسوان، الذى قام بتأسيسه من عشرين عامًا، العديد من التساؤلات عن مستقبل السمبوزيوم.
موضوعات مقترحة
وكان المهندس محمد أبو سعدة رئيس صندوق التنمية الثقافية قد أعلن فى بيان رسمى، أول أمس، الإبقاء على "آدم حنين" رئيسًا شرفيًا دائمًا لسمبوزيوم أسوان الدولي لفن النحت، وكذا تعيينه رئيسًا لمجلس أمناء المتحف المفتوح بأسوان، اعتزازًا وعرفانًا بدوره كصاحب فكرة إنشاء السمبوزيوم.
"بوابة الأهرام" التقت عددا من النحاتين لاستطلاع رؤيتهم لسمبوزيوم أسوان بعد عشرين عامًا وكيفية تطويره.
فى البداية، قال النحات شريف عبد البديع: لقد مرت على سمبوزيوم أسوان عشرون دورة تأسس خلالها متحف ليس له مثيل فى العالم، كونه يضم أعمالا لفنانين من مختلف أنحاء العالم. كما أقيم على بقعه متفردة أعلى هضبة بجوار خزان أسوان. ومن ثم علينا المحافظة عليه وتطويره كى يستقبل زوارا، مطالبًا باستقلال المتحف عن السمبوزيوم.
وأشار إلى أن سمبوزيوم أسوان خرّج جيلًا من نحاتى الحجر ممن أصبح لهم دور فى كل مكان. كما اقترح تخصيص إنتاج كل دورة لمحافظة من محافظات مصر بشكل دورى.
وعن اللجنة العليا للسمبوزيوم قال عبد البديع: أتمنى أن تتكون من نحاتين حجر ممن لديهم تجربة معقولة وخبرة بمشاكل السمبوزيوم وطرق حلها، كى يستمر فى أداء دوره كما أداه طوال عشرين عام بقيادة الفنان آدم حنين الذى حمله على عاتقه مع مجموعة فنانين مؤمنين برسالة السمبوزيوم فى تخريج نحاتين حجر حقيقيين واحتكاك بفنانين بلاد أخرى.
وأضاف أن المتحف بحاجة إلى إداره مستقلة. تعمل على صيانته وتطويره بدون المساس بطبيعة المنطقة وزيارة الناس. ولا بد من عمل ورشة للأعمال الصغيرة لاستضافه فنان أو اثنين خلال هذا العام، لأن هناك فنانين يتمنون أن تُنفذ أعمالهم بخامة الحجر وليس لديهم مكان. وهنا يمكن أن نعتبرها منحه يقدمها المتحف لإتاحة فرصة لهم، على أن تقوم هذه الورشة بصيانة المتحف دائما.
من جانبه، قال الدكتور سعيد بدر: أعلن معارضتى لتغيير اللجنة المنظمة القائمة على المشروع، وأرجو أن يتراجع أعضاؤها عن هذا القرار، حيث إن روح موقع السمبوزيوم وروح المتحف المفتوح مرتبط بوجود "حنين" والفريق المساعد له.
ورأى "بدر" أنه إذا ترك هؤلاء الأفراد هذا المشروع القوى سيفقد تلك الروح بعد عشرين عامًا من الإنجاز وظهور جيل قوى من النحاتين وأيضا شباب الفنانين فى مجال نحت الجرانيت فى مصر والعالم، لافتًا أن هذا كاف جدًا كى يستمر صاحب المشروع فى استكمال مشوار النجاح بتلك الروح والطاقة الفاعلة والإيجابية.
أما الفنانة سامية عبد المنصف، فقالت: أعتذر لكل نحاتي وفناني مصر، خصوصًا من ليس لهم تجارب ومشاركات دولية خارج مصر، فلا أحد منكم يستطيع الحكم على مستوى وأهمية ومكانة سمبوزيوم أسوان الدولية والعالمية.
وتوضح: من هذا المنطلق تكون لدى رأي من خلال مشاركتى بعدة سمبوزيومات دولية خارج مصر اكتشفت من خلالها مكانة وأهمية سمبوزيوم أسوان الدولى ﻷى نحات أو فنان على مستوى العالم.
ولفتت إلى أن سمبوزيوم أسوان يعُد من أهم الفاعليات على خريطة السمبوزيومات الدولية التى يطمح أى فنان لنيل شرف المشاركة بهذا الحدث المميز.
واستطردت: أتمنى أن تستمر مكانته بهذه الصورة، بل وتتحسن وتتطور لتواكب وتعاصر اﻷحداث الفنية المهمة على مستوى العالم؛ فما يريده أى فنان محترف هو المشاركة في حدث دولى ضخم له دوره وصيته المميز على مستوى العالم.
وقد استطاع الفنان آدم حنين الوصول بالسمبوزيوم إلى هذه المكانة الرائدة. ومن يقلل جهد القائمين على هذا الحدث الدولى المهم فهو يرى بعين قصيرة النظر، ﻷنه ﻻ يرى ما يبذله الفنانون المشاركون من جهد وعمل أو المؤسسة القائمة عليه.
ونوهت: بما أن القائمين على السمبوزيوم بشر، فلهم الحق في أن يصيبوا ويخطئوا؛ موضحة: نعم لقد مرت عدة سنوات على السمبوزيوم ببعض اﻷشياء التى أراها أفادت بعض الفنانين وهم يعدون على أصابع اليد من حيث مشاركة الفنان أكثر من 5 أو 6 مرات على مدار سنوات متتابعة أو متفرقة فهذا ما آراه منحة لفنان دون اﻵخر.
وهنا يجب تنفيذ مبدأ تكافؤ الفرص وطرح أفكار معاصرة، لكن فى السنوات الأخيرة بدأت هذه الظاهرة في الاختفاء وبدأ ضخ دماء جديدة في مجال النحت على اﻷحجار الصلبة فى مصر، وذلك بمشاركة عدد من شباب الفنانين المتميز من خلال مشاركتهم في الورشة المصاحبة للسمبوزيوم عن طريق عمل مسابقة ثم ترشيح الفنانين.
وأردفت: من المرجو من سمبوزيوم أسوان التأثير على القطر المصري من الجنوب إلى الشمال، فكيف لنا أن نملك ثروة هائلة من التماثيل واﻷعمال الصريحة وتُعرض فى ميادين مصر أعمال بمستوى متواضع في الفن التشكيلي المصري؟
وبالنسبة للمتحف المفتوح بأسوان فهو ثروة قومية ﻻ يجب المساس بها، وتطوير السمبوزيوم ليس فى التخلى أو التخلص من القائمين عليه أو تنحيتهم؛ التطوير يأتى بالعمل الجاد والترشيحات لفنانين متميزين حقًا دون النظر ﻷى شيء آخر أو حسابات ودون النظر إلى المصالح الشخصية التى لا يعلم عنها شيئا من جيل الشباب المجتهد.
وطالبت بالتجديد فى طرح أسماء فنانين جدد لجيل جديد من نحاتى الحجر فى مصر، والاهتمام بالورش الفنية المصاحبة للسمبوزيوم، والبرنامج المعد للورشة مسبقًا وتعيين مشرف متميز ودءوب عليها فعلًا وعملًا وليس على الورق، وخلق جيل جديد من النحاتات المصريات ورعايتهم وتوجيههم.
فإذا نظرنا للسلبيات فقد دون اﻹيجابيات فلن نتقدم خطوة إلى الأمام بل سنرجع وسنهدم ما بني فى سنوات.
وفى السياق ذاته، قال الفنان عمر طوسون: لا شك في أن سمبوزيوم أسوان الدولى لفن النحت يعد أحد السمبوزيومات المهمة فى العالم دون مبالغة فى تعظيمه بحجة الاستمرارية لمدة 20 سنة مثلا، فهناك ملتقيات دولية كبيرة فى العالم أقدم بكثير ولا زالت مستمرة إلى اليوم.
من هنا يقول: يجب على السمبوزيوم مسايرة تطور العصر والإمكانيات، وأن تقل مدته لتكون شهرا واحدا فقط ترشيدا للنفقات من ناحية، وحتى يكون جاذبا للفنانين المهمين، فكثير منهم يهتم بمشاركات دولية مختلفة ولا يرغب فى قضاء مدة طويلة فى حدث واحد.
ورأى "طوسون" أن اعتذار الفنان آدم حنين عن عدم رئاسة السيمبوزيوم بعد 20 سنة خطوة مبشرة وإن جاءت متأخرة كثيرا، فأضاعت فرص التطوير وتجديد الدماء، على حد تعبيره.
وتابع: كان هناك نحاتون جيدون ممن استعان بهم "حنين" يستطيعون التجديد، إلا أن تمسكه أو تمسك الوزارة به أدى الى تحولهم إلى مستنسخات تنظيمية منه.
وبالتالى يجب تغييرهم لتشبعهم بنفس آليات تنظيمه لهذا الحدث. فيما عدا الفنانين ناجى فريد ومحمد رضوان، لما لهما من قدرات تنظيمية جيدة ولولا وجودهما لسقط السيمبوزيوم الذى تحول إلى ما يشبه التكية الخاصة، وتكفى نظرة واحدة على عدد مشاركات بعض الفنانين المقربين من "حنين" والمسجلة رسميا بمطبوعات السيمبوزيوم لنرى كم المجاملات التى وقعت فيها إدارته.
كما يجب اعتماد عدم مشاركة أى فنان شارك فى دورة سابقة إلا بعد مرور 5 سنوات من المشاركة السابقة، على ألا تتعدى عدد مرات المشاركة الأساسية مرتين على الأكثر أسوة بالأحداث الفنية المحترمة بالخارج.
كما ينبغي تداول إدارة المشروع بعد فترة لا تزيد على 5 سنوات مع تغيير سنوى لقوميسير كل دورة ومساعديه مع الحفاظ على الهيكل المعاون من موظفين وإداريين والعمالة المساعدة، وعودة السمبوزيوم لإشراف قطاع الفنون التشكيلية كونه المؤسسة الرسمية المسئولة عن الفن التشكيلى فى مصر، واقتصار دور صندوق التنمية الثقافية على جانب الدعم المالى حتى لا يتكرر احتكار مجموعة بعينها السمبوزيوم.