Close ad

تسريح الحريم.. إعدام الجنايني.. الزرافة الشهيرة.. حكايات من قصر الوالي الذي طاله الإرهاب

22-8-2015 | 15:44
تسريح الحريم إعدام الجنايني الزرافة الشهيرة حكايات من قصر الوالي الذي طاله الإرهابقصر محمد علي تآثر بالاحداث الاخيرة
محمود الدسوقي
يبقي قصر محمد علي باشا في منطقة شبرا الخيمة والذي تأثر من الهجمات الإرهابية جراء تفجير مبني الأمن الوطني منذ عدة أيام من أغرب القصور التي لها لا يمل التاريخ من سرد وقائعها.
موضوعات مقترحة


كانت وزارة الآثار قامت منذ عدة أيام بتشكيل لجنة جراء تحطم 21 شباكًا وتأثر الفسقية والزجاج الملون بسبب الهجمات الإرهابية التي استهدفت مبني الأمن الوطني القريب من قصر شبرا الخيمة الذي شيده محمد علي باشا مؤسس مصر الحديثة.

في هذا المكان الذي اختاره نابليون بونابرت لإقامة طواحين الهواء وقت الاحتلال الفرنسي لمصر اختاره الباشا لإقامة قصره قبل مذبحة القلعة الشهيرة ليشهد الكثير من الوقائع الغريبة جدًا.

بداية من انهيار سقفه في عام 1908م ومرورا بحادث سرقة المجوهرات ومرورًا بتدمير الفيضان الجارف للسواقي التي كانت به ونهاية بحادثة موت الابن الأكبر طوسون نجل الباشا الذي سمع به وهو في قصره وهي الحادثة التي أثرت علي الباشا نفسيا ليبقي القصر شاهدا علي تاريخ مصر .

الباحث الأثري فرنسيس أمين يؤكد لــ"بوابة الأهرام" أن أغلب قصور محمد علي باشا لم تكن تمتاز بالفخامة خلاف قصور حفيده إسماعيل باشا، لافتا إلى أن قصر شبرا رغم جمالياته إلا أن حوادثه الكثيرة تجعله خالدا في التاريخ ومن أهمها الزراف الذي كان يتواجد في القصر ومات بسبب الطقس ، حيث كان قصر محمد علي باشا يضم 4 زرافات وغزلان وكان أشبه بحديقة حيوان مصغرة وأدي الطقس السيىء الذي ضرب القاهرة في فترة الوالي نفسه في أن يموت اثنتان من الزراف مما حدا بمحمد علي أن يقوم بإهداء ما تبقي من الزراف.

حيث قام الوالي بإهداء زرافة واحدة لإنجليزي فيما أهدى دولة فرنسا زرافة أخرى ليتم استقبالها في باريس استقبال حافل فرنسا في ذلك الوقت لم تكن تشاهد الزراف وإن كانت تسمع عنه وكانت هديته سببًا مباشرًا لأن يشاهد الفرنسيون الزراف ليقوموا بالكتابة عنها .

لمدة 10 سنوات عاشت الزرافة المهداة لفرنسا في باريس حتى ماتت كما يوضح فرنسيس أمين، لافتا إلى أنه تم تأليف عدة كتب باللغة الفرنسية عن رحلة الزرافة لأوربا بالإضافة إلي كتابة الصحف الفرنسية عن وقائع زيارة الزرافة التي أتت من منابع إفريقيا واستقرت في قصر الوالي بشبرا ثم كان مصيرها أن تعيش في أوروبا.

طريق السنط والجميز والذي ذكره الرحالة الأجانب وهو الطريق الذي كان يمتد من بداية القصر حتى الدخول إليه فيما القصر كان يضم الكثير من النباتات التي كان يعتني بها الباشا ومن أهمها فاكهة البرقوق والخوخ التي كادت تؤدي لقيام الباشا بإعدام جنايني القصر .

من أجل البرقوق والذي كان يعاينه الباشا في القصر أراد الباشا إيقاع عقوبة الإعدام بالجنايني هذا ما يوضحه الباحث فرنسيس أمين، مشيرًا إلى أن الجنايني كان عليه أن يذكر الباشا أنه قام هو بنفسه بقطع البرقوق من الحديقة والتهامها كي يعفوا عنه.

من أجل النباتات وحدائق القصر المتنوعة قام الانجليز بإهداء الباشا ماكينات ري حديثة يصل لثمنها 10 ألاف جنيه وكانت الماكينات تعويضا علي قيام الفيضان المدمر بتدمير السواقي التي كانت تدر مياها للقصر .

في هذا القصر الذي ذكر المؤرخ الجبرتي عدة وقائع عنه سمع محمد علي باشا نبأ وفاة ابنه الأكبر طوسون الذي أرسله لحملات لجزيرة العرب وهو النبأ الذي كان له وقع مرير علي قلب والده مما جعله يعلن الحداد بعد نوبة بكاء مرير في قصر شبرا الخيمة ويشاركه أهالي القاهرة الحزن فقاموا بتلطيخ منازلهم بالطين .

في ذات القصر أيضا قابل الوالي عملاق الآثار الإيطالي برزوني كما يؤكد الباحث أمين، الذي أكد أن برزوني كان يمتاز بجسد ضخم يبلغ مترين و6 سم وكان يقوم بعمل عروض في السيرك حيث كان يقف علي ذراعية نحو 6 أفراد كما كان يشاع، لافتا إلى أن محمد علي باشا قابل برزوني لاهتمامه بالآثار المصرية وأنشأ دار للآثار وأمر بمنع خروج الآثار من مصر.

في عام 1837م قرر محمد علي باشا تسريح الحريم في قصره بشبرا الخيمة أسوة بكافة قصوره حيث قام بتسريح نحو 500 من الحرملك في كافة قصوره بعد واقعة ارتحاله وابتعاده عن القصور واسترداد عافيته، مشيرا إلي أن الباشا الذي ذكر الرحالة الأجانب عدد النساء في قصوره مثل هارون الرشيدي لم يكن يعشق النساء وباعتراف بعض المعاصرين له .

كان الباشا يختار شهر الربيع كي يقيم في قصر شبرا الخيمة حيث كان يمارس هواياته المتعددة منها التجول في الحدائق ورعاية النباتات والرماية وصيد الطيور كما يؤكد فرنسيس لافتا انه كان يمارس هواياته بوضع قلة فخار تسير في نهر النيل كي يصوب عليها الرصاص، مشيرًا إلى أن القصر الذي تم بناؤه علي النسق البيزنطي كان يمتاز أيضا بالبساطة وخاصة حجرة نوم الباشا التي كانت تضم سرير واحد فيما كانت نافورة القصر من أروع النافورات التي قام بتصميمها المهندسين الفرنسيين .

في عام 1828م أراد محمد علي باشا تغيير الإضاءة في القصر والذي كان يضم الكثير من الشمعدانات حيث قام بتغيير الإضاءة للغاز بدلا من الشموع، وعاش محمد علي حتى عام 1848م حيث أصيب بالخرف ولفظ أنفاسه الأخيرة في قصره برأس التين الذي شيده بالإسكندرية في شهر أغسطس من عام 1849م .



كلمات البحث
اقرأ أيضًا: