قال الدكتور يحيى محمد محمود،إن مصر عرفت العنف السياسي مُنذ القرن التاسع عشر، وتمثل في ثورات المصريين ضد ظلم العثمانين، وحققت ثورة المصريين عام 1805 أول نجاح سياسي بفرض تعيين محمد علي واليًا على مصر، تلاه عنف سياسي في الحقبة الليبرالية أثناء الانتخابات النيابية، لكن ظهر عشوائيًا دون تنظيم.
موضوعات مقترحة
وأضاف د.محمد محمود، خلال ندوة "العنف السياسي" بالمجلس الأعلى للثقافة بالقاهرة، مساء أمس الأربعاء، أن أول أشكال العنف المُمنهج المُنظم في الحقبة الليبرالية، ظهر بتأسيس النظام الخاص لجماعة "الإخوان المسلمون" عام 1936.
وبالرغم من ادعاء مؤسسها أنها جماعة "دعوية"، فإنه أسس ذلك التنظيم السري، لاستخدام العنف لإرهاب أعدائه وفقًا لشعار الجماعة.
واستعرض محمد محمود، في دراسته "العنف الممنهج في النصف الأول من القرن العشرين"، قائمة الاغتيالات والعمليات الإرهابية التي قامت بها جماعة الإخوان المسلمون، وكانت على رأسها أول عملية تصفية سياسية، وهي "اغتيال أحمد ماهر".
وأحمد ماهر، لمن لا يعرفه، هو رئيس وزراء مصر عام 1945، اُغتيل علي يد أحد أعضاء جماعة الإخوان يُدعى "محمود العيسوي"، وذلك أثناء مروره بالبهو الفرعوني متوجهًا لمجلس الشيوخ، لطرح رؤيته بشأن إعلان الحرب على المحور والوقوف بجانب الحلفاء.
فيما قدم الدكتور خالد عزب دراسة تعريفية عن اغتيال الدكتور محمد حسين الذهبي، وزير الأوقاف السابق، على أيدي جماعة التكفير والهجرة، ويعتبر الذهبي من أشهر العلماء الذين دعوا إلي تفسير جديد للقرآن الكريم بعيدًا عن المغالطات، القديم منها والحديث، كما حارب الإسرائيليات بمشروعه العلمي "تنقية التراث الإسلامي وتجريده من الإسرائيليات التي أدخلت عليه".
ورصد الدكتور أحمد الشربيني مظاهر العنف السياسي ضد سلطات الاحتلال والسياسيين المصريين الذين تعاونوا معهم، وأشكال العنف بين السياسيين المصريين وأدوات العنف، وتطورها بشكل أدى إلى إيقاع كثير من الضحايا، كما حدد بعض التيارات السياسية الأكثر استخدامًا للعنف في تلك الفترة.
وأوضح الدكتور عاصم دسوقي أن ظاهرة العنف السياسي في مصر صاحبت الصراع بين مختلف القوى السياسية المتنافسة حول السلطة والحكم، منذ بدأت هذه القوى في شكل الأحزاب والجمعيات السياسية في نهايات القرن التاسع عشر، وكان نشاطها موجها في البداية ضد قوات الاحتلال البريطاني في مصر منذ الاحتلال حتى ثورة 1919.
ومع إعلان استقلال مصر في 28 فبراير عام 1922، وقيام حكومات وطنية، لم يتوقف العنف السياسي، إذ انشطرت الحركة الوطنية الواحدة إلى أكثر من حزب سياسي، مثل: "حزب الشعب"، "الهيئة السعدية"، "الكتلة الوفدية"، "الإخوان المسلمون"، "مصر الفتاة"، "فصائل الحركة الشيوعية"، وكل جماعة من تلك الجماعات السياسية اتخذت لها أنصارًا ومؤيدين، بخاصة من شباب طلاب المدارس والجامعة وعمال الورش والمصانع والمتاجر.