المتحدث الرئاسي ينشر صور الرئيس السيسي أثناء افتتاح البطولة العربية للفروسية العسكرية بالعاصمة الإدارية | إشادة دولية.. الهلال الأحمر يكشف كواليس زيارة الأمين العام للأمم المتحدة والوفد الأوروبي إلى ميناء رفح | قرار من النيابة ضد بلوجر شهيرة لاتهامها بنشر فيديوهات منافية للآداب العامة على المنصات الاجتماعية | الهلال الأحمر المصري: إسرائيل تعطل إجراءات دخول الشاحنات إلى قطاع غزة | "الحوثيون": استهدفنا مدمرة أمريكية في خليج عدن وسفينة إسرائيلية بالمحيط الهندي بطائرات مسيرة | الطرق الصوفية تحتفل برجبية "السيد البدوى" فى طنطا | الإسماعيلى .. برنامج تدريبي جديد لتجهيز اللاعبين استعدادًا للقاء الأهلي الأربعاء المقبل باستاد برج العرب | رئيس تنشيط السياحة: الخزانة العامة تستفيد بـ 35% من تذاكر الحفلات العالمية بمصر | حزب "المصريين": حضور السيسي فعاليات البطولة العربية العسكرية للفروسية رسالة مهمة للشباب العربي | أستاذ علوم سياسية: المساعدات الأمريكية لإسرائيل وأوكرانيا وتايوان تزيد من تفاقم الحروب |
Close ad

في ذكرى ميلاد "سميح".. مثقفون يرصدون موقع القصيدة الفلسطينية بين الجماليات والخطاب السياسي

11-5-2015 | 17:04
في ذكرى ميلاد سميح مثقفون يرصدون موقع القصيدة الفلسطينية بين الجماليات والخطاب السياسيسميح القاسم
مجدي بكري
اليوم، 11 من مايو، في ذكرى ميلاد سميح القاسم، شاعر المقاومة، يتجدد الحديث عن ملامح وخصوصية القصيدة الفلسطينية، وكيف يراها النقاد والمبدعون في شعر سميح القاسم.
موضوعات مقترحة


وجاءت الإجابات متباينة، فمن هؤلاء من يرى أن القاسم هبط بشعره إلى مستويات تقليدية، ومنهم من يرى أنه يميل إلى الغنائية، بينما يعتبره البعض لسانا من ألسنة الدفاع عن القضية الفلسطينية، وأيضا وجدنا من يعتبره شاعرًا بحجم "مواكب الشمس وأغاني الدروب ودخان البراكين".

فى حديثه لـ"بوابة الأهرام"، يقول الشاعر والكاتب محمد عيد إبراهيم : يعتبر سميح القاسم أحد فرسَي الرهان على شعر القضية الفلسطينية في فترة السبعينيات، مع محمود درويش، لكنه فضّل البقاء في الأرض المحتلة ولم يخرج كما خرج درويش، هناك فرق واضح أيضا أن درويش بخروجه قد فتج أفقا أكبر وقوسا أوسع لشاعريته، بينما ضيق سميح القاسم على نفسه وهو بالداخل، وقد لا تكون هناك علاقة للداخل أو الخارج بالمسألة الشعرية، لكن درويش تفتح على أرض جديدة، بينما ظل القاسم يحفر حتى هبط بشعريته إلى مستويات تقليدية عجيبة كانت على النقيض من دواوينه الأولى والوسيطة. رحم الله الشاعرين.

ويقول الشاعر والباحث عبده الزراع: بالتأكيد هناك خصوصية للقصيدة الفلسطينية، بخاصة في جيل محمود درويش، وتوفيق زياد، وسميح القاسم، فقد ارتبطت القصيدة بشكل كبير بالقضية الفلسطينية، وبتجلياتها عبر مراحلها المختلفة، وممارسات الاحتلال الإسرائيلي على أراضيها.

وقد لعبت قصيدة سميح القاسم على وجه الخصوص دورا رئيسا في هذه القضية، ولجأ إلى كتابة قصيدة تعتمد إلى حد بعيد على الغنائية، والمباشرة، وأقرب إلى المنشور السياسي منها إلى القصيدة الرمزية، التى ترتكن إلى فنيات عالية، من تصوير ومجاز وغير ذلك، وغنى له الفنان المبدع مارسيل خليفة العديد من الأغاني التي ألهبت وجدان الشعب العربى، وربطته مباشرة بالقضية، التي باتت هما عربيا يؤرق جموع الشعوب والحكومات العربية.

إذن لعبت قصيدة سميح القاسم ببساطتها وغنائيتها دور الشاحن والمحرك للقضية الفلسطينية التي نذر نفسه ومشروعه الشعري لها باعتبارة قضية حياة، وقضية وطن، فقد أخلص لمشروعه الشعري والطريق الذي ارتضاه لنفسه ونجح فيه إلى حد أن اسمه وشعره ارتبط بالقضية، فلا يذكر سميح القاسم إلا وتقفز للذاكرة القضية الفلسطينية، والعكس، إذن فهو شاعر المقاومة الفلسطينية بلا منازع.

ويقول الدكتور بهاء حسب الله أستاذ الأدب العربي بكلية الآداب جامعة حلوان: الشاعر الفلسطيني سميح القاسم يعتبر لسانا من ألسنة الدفاع عن القضية الفلسطينية، ومعظم دواوينه كان يميل فيها مثل محمود درويش ومثل الشاعر الفلسطيني مريد البرغوثي إلى موضوع الدفاع عن فكرة الانتفاضة، وموضوع حق الفلسطينيين في العودة إلى أراضيهم.

أما من ناحية البناء الشعري فإننا نجد معظم الشعراء الفلسطينيين يميلون إلى صيغة الاستجداء في بنية الصيغة والاعتماد على الجملة الطلبية، وجملة الشكوى.. والنفس الطويل في صيغ التعبير، وكذلك نجد عندهم منطقا فرض الصورة الشعرية فيما يخدم موضوع الشكوى وفكرة البنية الطلبية.

ودائما نجد ظلال الموسيقى الشعرية في سياق قصائد الدفاع عن القضية يميل إلى الخروج عن نطاق القصيدة التقليدية في البنية الموسيقية، ويكون الوزن العروضي حرا أو مرتبطا بشعر التفعيلة كشعر محمود درويش وسميح والبرغوثي، كذلك كثيرا ما نجد مفردات القصيدة تميل إلى السوداوية وفكرة البحث عن الأمل المؤجل أو المزعوم أو غير القادم اصلا. وهناك كتاب يجمع هذه السمات اسمه "القضية الفلسطينية في الشعر المعاصر" للباحثة حليمة السويد.

أما الشاعر سعيد شحاته، فيقول: إن سميح القاسم يعتبر شاعرا بحجم "مواكب الشمس وأغاني الدروب ودخان البراكين"، هو شاعر أحب الحياة كما يشتهي الموت، ليكشف للعالم عبر قصائده الجانب المعتم من التفاحة، الجانب المضيء من القلب، شاعر فرض شعره على العالم أجمع فكانت أولى جوائزه من دول ليست عربية ولا تجيد العربية، سميح القاسم حالة متفردة منفردة، عازف لم يأخذ حقه رغم تمكنه من آلاته.

القصيدة الفلسطينية فرضت نفسها على العالم، لأنها قصيدة قضية، فدرويش وسميح القاسم ومريد البرغوثي وصلوا إلى أقاصي الدنيا بفنهم لأنهم حملوا على عاتقهم همين: هم الوطن، وهم الفن، ومن يحسن مزجهما يمكنه أن يغزو كل الحصون المقفلة.

في شعر سميح القاسم ظهر الأمر جليًّا، ولقد فطن النقاد إلى هذا، فجاءت رسائلهم التي أعدوها عن الشاعر ترجمة لشخصيته المركبة وشاعريته الخليط من تراب الوطن وسحائب الفن. فمن أهم الرسائل التي جاءت تعبر عن المضمون رسالة "خضر محمد أبو جحجوح"، التي جاءت تحمل عنوان "شعر سميح القاسم بين الموقف الأيديولوجي والتشكيل الجمالي". إن سميح القاسم حالة مدهشة تحتاج إلى وقت طويل لاستيعابها.
كلمات البحث
الأكثر قراءة