Close ad

مبدعون ونقاد في ذكرى ميلاد صلاح عبد الصبور: صوت الناس والثورة وفجر الشعر الجديد

3-5-2015 | 22:26
مبدعون ونقاد في ذكرى ميلاد صلاح عبد الصبور صوت الناس والثورة وفجر الشعر الجديدصلاح عبد الصبور - عبدالمنعم رمضان- وفاء شهاب الدين - عبدالرحمن مقلد
خالد عبد المحسن
في ذكرى ميلاد صلاح عبد الصبور (3 مايو 1931 - 13 أغسطس 1981)، أحد رواد الشعر الحر وعمالقة المسرح الشعري في مصر والعالم العربي، التقت "بوابة الأهرام" عددًا من الشعراء والمبدعين والنقاد، ليستعيدوا بعض "أحلام الفارس القديم".
موضوعات مقترحة


في البداية، يقول الشاعر والناقد عبد المنعم رمضان: أسفت لعدم تعرفي شخصيا بالراحل صلاح عبد الصبور، وقد تعرفت على أحمد عبد المعطي حجازي ومحمد عفيفي مطر.

وأول علاقة لي بالشعر الحديث كانت مع ديوان "أحلام الفارس القديم" لصلاح عبد الصبور، الذي حفظته عن ظهر قلب مثل ديوان "مدينة بلا قلب" لأحمد عبد المعطي حجازي، والديوانان معًا كانا فاتحتي إلى الشعر الجديد.

في تلك الأوقات، بدأت أعتقد وأؤمن بأن تجربة حجازي وربما عفيفي مطر فيها كثير من عصير المحافظة والحرص على استمرار القديم داخل الجديد. بينما كان الغالب على تجربة صلاح هي محاولة للابتعاد أكثر عن القديم، سواء في لغته ورؤيته.

وعن "الناس في بلادي"، رائعة عبد الصبور، يقول عبد المنعم رمضان: هناك من نظر إلى القصيدة على أنها تعاني خللا عروضيا، حتى أن الناقد كمال أبو ديب وهو يؤسس لنظريته العروضية كأنه يبرر ذلك الخطأ المزعوم. وقيمة "الناس في بلادي" هي الثورة على الكتابة الشعرية آنذاك.

قبل صلاح عبد الصبور، كان الرومانسيون هم سادة المشهد الشعري، أمثال إبراهيم ناجي وعلي محمود طه ومحمود حسن إسماعيل، حيث الذات هي مركز العالم والهم الأساسي هو التعبير عن هذه الذات، لتصبح اللغة أداة تعبير أكثر منها آلة وجود.

وصلاح عبد الصبور هو من بدأ بالثورة على تلك الرومانسية، وأهمية الديوان أنه شرارة الثورة.

من جهته، يقول الشاعر والناقد عبد الرحمن مقلد: صلاح عبد الصبور أهم شاعر مصري منذ ثورة 1952، أسهم في تحديث القصيدة وخروجها على النمط الكلاسيكي إلى آفاق جديدة من التحديث، تجربة مهمة كشاعر وإنسان استطاع إلى مدى كبير التطوير والتحديث، وجعل القصيدة بنت الناس.

وعن ديوان "الناس في بلادي"، يقول: نعم هو "نبوءة"، لأن الشاعر سيد النبوءات، وصلاح عبد الصبور أخرج القصيدة من الصالونات الاجتماعية والمناسبات والمرحلة الرومانسية إلى الناس ومعاناتهم وأوجاعهم ومشاكلهم، مثل "شنق زهران" و"عمي مصطفى" و"الناس في بلادي"، فهي أعمال كانت من الناس، وللناس.

وتجربة صلاح عبد الصبور أثرت قصيدة التفعيلة، وقصيدته أصبحت صوتا وصدى لشقاء هذا المجتمع، والأمثلة كثيرة: الشاعر القتيل في مسرحية "مأساة الحلاج"، وهي تعبر عن أوجاع الشعب المقموع. صلاح عبد الصبور رجل عاش ومات من أجل الكلمة.

وتقول الكاتبة وفاء شهاب الدين: صلاح عبد الصبور ومضة مشاعر أضاءت مصر، فعبرت عن أهلها بصدق وقوة، فقد زلزل كيان المصريين بقصيدته الشهيرة "الناس في بلادي"، وأثبت أنه مصري بسيط مثل كل المصريين حينما عبر شعره عن الحياة اليومية، التي يعيشها كل فرد في قصائده التي صنفها النقاد تحت عنوان "القصائد اليومية".

كما أنه وصل إلى عامة الناس لاستخدامه اللغة البسيطة التي يفهمها كل الناس، وأضاف لمسة شعرية على تلك المواضيع التي لم يهتم بها الشعر من قبل، فكان يحرك العالم من حوله بأشعاره وكلماته، ويحمل في قلبه رغبة عارمة في تغيير الواقع، كما كان يردد دوما: "لست شاعرا حزينا، لكنى شاعر متألم، وذلك لأن الكون لا يعجبني، ولأني أحمل بين جوانحي، كما قال (شيلي): شهوة لإصلاح العالم".## ## ## ## ## ## ## ## ## ## ##
كلمات البحث
الأكثر قراءة