أبحرت الناقدة الدكتورة شيرين أبو النجا في عالم كتابة الفانتازيا، والتي عرفتها بأنها تلك الكتابة التي تتأرجح ما بين الحلم واليقظة، ما بين الوعي واللاوعي، مشيرة إلى أن الكتابة الفانتازية ازدهرت أخيرًا في العالم العربي بعدما كانت قاصرة على أمريكا اللاتينية في شكل الواقعية السحرية.
موضوعات مقترحة
واعتبرت أبو النجا الكتابة الفانتازية، في ندوة بعنوان "الرواية والفانتازيا" ضمن فعاليات ملتقى القاهرة للرواية العربية بحضور عدد من الكتاب أبرزهم أحمد عبد اللطيف وطارق إمام ومنصورة عز الدين ومنتصر القفاش وخيري دومة وعبدالوهاب عبدالرحمن وغيرهم، اعتبرتها لا تزال تنحت نفسها في ظل طغيان الكتابة الواقعية التي اتجهت أخيرًا إلى تحويل النص الأدبي إلى ما يشبه "مرآة" للواقع الذي يقدم للكاتب مادة ثرية بشكل غير مسبوق، من الصعب مقاومة إغراء تصويرها، على حد قولها.
ندوة الرواية و الفانتازيا وطرحت أبو النجا باقة تساؤلات على الحضور، تدور في فلك الفانتازيا والواقعية، منها: ما العلاقة بين الواقعي والفانتازي؟ وكيف يُضفي الفانتازي هوية جمالية على المادة الخام المستعارة من الواقع؟ هل يثمن الخطاب النقدي الكتابة الفانتازية أم أنه يحاول إعادتها إلى الواقعي؟
ندوة الرواية و الفانتازيا ويرى الروائي أحمد عبد اللطيف أن الكتابة الفانتازية في مصر تعاني تهميشًا، وتربعت الواقعية على المشهد الأدبي باعتبارها "المتن"، وقال: أكتب الفانتازيا لأني أشعر باستعادة التراث العربي، المبني على الفانتازيا أو العجائبية.
وأضاف أحمد عبد اللطيف أن الكتابة العجائبية تقوم على عمود أو أكثر داخل النص السردي، قد يكون الحدث أو الشخص أو العالم عجائبيا، واستشهد بروايته "إلياس"، مشيرًا إلى أنها تدور في فترة زمنية طويلة، غير مرتبطة بإطار زمني ومكاني معين، إلا أن العجائبي فيها هو شخصية إلياس القادرة على التجول في الزمن وقراءته وتقديم أزمة الإنسان في فترات مختلفة.
ندوة الرواية و الفانتازيا وتحدث الروائي منتصر القفاش قائلا: إن اتجاه بعض الروائيين إلى الفانتازيا في مواجهة الكتابة الواقعية المستشرية في الأدب العربي لا يعني أن الروائي تخلى عن الواقع الإنساني، وإنما هي محاولة لإثراء الواقع والتفحص فيه بأسلوب آخر.
فيما ترى الروائية منصورة عز الدين أن الكتابة الغرائبية أو الفانتازيا حاليًا في أفضل حالاتها، مشيرة إلى أن تلك الكتابة واجهت نفورًا وإنكارًا بعض الشيء في بداية انتشارها عربيًا، وقالت: سألوني متى تكتبين كتابة واقعية وتكفين عن كتابة الخيال؟
واعتبرت أن الكتابة الفانتازية كتابة إنسانية لا ترتبط بأمة معينة، وإنما هي نمط إنساني لأن كل الأساطير الخاصة بالشعوب بُنيت على نمط التخييل نفسه.
كما عولت منصورة عز الدين على النقاد في تقبل الرواية الفانتازية، موضحة أن النقاد قصروا في تسليط الضوء عليها وتقبلها باعتبارها نمطا أدبيا له سماته وفنياته، وقالت: أقتنع تمامًا بأن العمل الجيد هو العمل المفتوح على جميع التأويلات.