مع الذكرى الثمانين لميلاد الروائى إبراهيم أصلان، التقت "بوابة الأهرام" برفيق دربه الروائى مكاوى سعيد، ليتحدث عن ذكرياته مع الكاتب الراحل، صاحب "مالك الحزين"، و"عصافير المساء"، والأعمال السردية اللافتة..
موضوعات مقترحة
قال مكاوي سعيد: يعتبر إبراهيم أصلان نموذجا للكاتب الحقيقى فى رأيي، لأنه فى رحلة بحث دائم عن الجودة، ولا يرغب فى خداع القراء بسطوة اسمه الكبير كما يفعل بعض الكتاب. والمتأمل دائما سواء فى حواراته القليلة أو بيننا على المقهى أو ونحن نتسامر.. سيجد أنه فى حالة شرود فكرى على الأغلب، ويترفع عن الغث والتافه.
لذا ستبقى كتاباته برغم غيابه، بينما تفنى كتابات كثيرين رغم وجود كتبهم على ظهر البسيطة، وما زلت أتذكر نوادره وطرفه ذات البعد التأملى، وضحكته الصاخبة عندما يسمع ما يعجبه من المزحات.
وعن تحول مالك الحزين"، رواية أصلان، إلى فيلم سينمائي "الكيت كات"، يقول مكاوي: هناك فرق بين المصنف السينمائي والكتاب، وأرى أن المخرج داود عبدالسيد نجح فى نقل روح الرواية وقدم لها معادلا بصريا ممتازا، مما جعل الفيلم ينجح ويتبوأ مكانه راقية فى تاريخ السينما المصرية.
أما الشاعر والكاتب إبراهيم داود، فيقص ما دار عندما علم بوفاة أصلان، وذهب إلى منزله، قائلا: وجدت هناك الكاتب سعيد الكفراوى الذى أخذنى إلى الغرفة التي يرقد فيها الراحل طالبا مني أن أقبل يده.
ولم أجد في نفسي القوة التى تجعلني أفعل ذلك، وهربت من هذا الموقف بالتحدث إلى ابنه هشام ومجدى أحمد علي وشعبان يوسف وزين العابدين خيرى شلبى الذين كانوا موجودين فور علمهم بالخبر.
ويضيف داود: أصلان بالنسبة لى لم يكن كاتبا كبيرا ومختلفا فقط، لكنه كان الصديق الذى التقيته منذ منتصف الثمانينيات بعيدًا أو قريبًا من الفعاليات الثقافية، أناقته الروحية وبساطته وعمقه وموهبته وثقافته النوعية وانحيازه للكتابة الجديدة وشبابها هى التى صنعت منه هذا الشخص الساحر الذى تتهلل الوجوه عندما يهل، عاش يعتبر الكتابة هواية، وكان يؤمن بأن الحياة هى المصدر الأول للمعرفة، وأن الكاتب العظيم هو الذى يكتب بما يعرفه وليس الذى يكتب ما يعرفه.
كان ينتمى إلى المياه الجوفية للوجدان، وكان يحلو له أن يقول: إنه ينتمى إلى القنوات الأرضية التى يشاهدها أناس لا تشغلهم القضايا الكبرى التى صنعت نجومًا فى الفضاء لا يشبهون البشر ولا يعبرون عن الناس.
وعن علاقة أصلان بالسياسة يقول داود: السياسة بالنسبة لأصلان عمل أدنى من عمل المبدع، ومع هذا كان يعمل فى السياسة على طريقته هو، هو منحاز للحكايات التى تجعل لوجودنا معًا معنى، فالناس ليسوا بحاجة إلى من يفكر نيابة عنهم، ولذلك كان ينظر إلى بعض الظواهر الإعلامية على أنها شخصيات كارتونية.