قال الروائى عبد الوهاب الأسوانى، إنه ليس من حق المثقفين أن يحكموا، لأنهم إذا فعلوها ما كانوا مثقفين، فإن السياسة شيء والإنتاج الفكرى شيء آخر.
موضوعات مقترحة
وأضاف فى حواره لـ"بوابة الأهرام" أن المثقف يتوخى الحق ولو على نفسه، أما السياسة كذب وخديعة للعدو، بينما الأديب والمفكر ليس له عدو إلا الذى يضطهده الناس.
وأكد صاحب"سلمى الأسوانية" أن هناك فرقا بين نظرة الأديب والسياسى، لافتًا بأن هذا ليس تقليلًا من شأن السياسى، لكن السياسى والأديب لا يتفقان، فالسياسى الحاكم يريد أن تستمر الأمور كما هي، بينما يطالب الأديب بالأفضل ومن هنا كان التناقض.
وعن الدور المنوط بالمبدع قال، إنه لابد أن يكرث جهده للإبداع أولا وأخيرًا، سواء كان ذلك من خلال القصة أو الرواية، أو الفن التشكيلي أو الموسيقى، مضيفًا، لكن لابد أن يقول رأيه فيما يحدث لأن نظرته أبعد من نظرة السياسى.
واستطرد مؤلف رواية "اللسان المر": أذكر تعبيرا هاما ليحى حقى، قال فيه "إن الأدب مدفعية بعيدة المرمى"، يقصد أن نتائجها لا تظهر سريعًا، ومن المفترض أن يأخذ السياسى الناجح برأى المبدعين، مضيفًا، عندما تولى شارل ديجول رئيس وزراء فرنسا الحكم عين أندريه جيد أكبر روائى فرنسى كوزير للإعلام والثقافة، لذا لابد من الاستعانة بالمثقفين.
من جانب آخر يستبعد، الكاتب الملقب بـ"عقاد الستينات"، أن يحصل كاتب عربي أخر على نوبل في الآداب،قائلا: لا أعتقد أن هناك من سيحصل عليها بعد نجيب محفوظ على الأقل فى الفترة الحالية. وهذه ليست نظرة تشاؤمية لأن الجائزة سياسية
ويردف صاحب "أخبار الدراويش"، إن هناك مشكلة أن كل عضو بلجنة الجائزة متخصص فى لغة يتابع أدابها ولكن لايوجد من هو متخصص فى اللغة العربية، إذن نحن مطالبون بترجمة آدابنا إلى لغاتهم كى يتمكنوا من قراءتها جيدًا.
لقد تأخرت نوبل على نجيب محفوظ 20عامًا على الآقل. كما أنه كان مقتنع بأن القضية الفلسطينية يمكن أن تُعالج بغير الطريقة التى عولجت بها وهذا قلل من سخط اليهود عليه.
مؤكدًا أن هذا هو رأيه، ولايريد به أن يتهم نجيب محفوظ بشيء، كما أن رأي أديب نوبل خاص به وغير مملى عليه، بحسب قوله.
وأضاف مؤلف "النمل الأبيض": الأن الكثيرين يكتبون الرواية ويتحدثون عن اليهود بطريقة جيدة ظنًا منهم أن ذلك سيقربهم من الجائزة. أفضل تعبير سمعته من بهاء طاهر هو أن من يفكر فى نوبل الأن عليه أن يستشير طبيبًا نفسيًا، مضيفًا، نوبل سوف تتأخر رغم أن لدينا كثيرين يستحقونها ولكن اللغة حاجز بالإضافة إلى السياسة.
وعن رؤيته لانتشار كتابة السير الذاتية رغم أن البعض يرى أنها لاتقدم أدبًا حقيقيًا، قال مؤلف "كرم العنب": أى رواية يكون بها جانب من صاحبها، أما كتابة السيرة الذاتية مباشرة، فهي لا تعني إلا أن الروائى قد أنهى مالديه من موضوعات، أو يكون من البداية ليس لديه رغبة فى كتابة الرواية فيكتب سيرة ذاتية.
ويستكمل: لا نستطيع أن نقول أن السيرة فن لأنها فى النهاية تذكر حقائق ولايوجد بها خيال.الرواية بها خيال يستند إلى الواقع. كما يقول الناقد محمد مندور أعطنى إمكانية الحدوث بمعنى أنه خيال ولكن عليك أن تقنعنى أنه حدث فعلًا.
وقال: السيرة الذاتية مطلوبة على أساس أن يستفيد منها من يقرئها، بمعنى ألا يكرر المتلقى أخطاء كاتبها، وكثيرًا ما فكرت فى كتابة سيرتى ولكني وجدت أننى إذا ذكرت الحقيقة سوف ينتج عنها مشاكل كثيرة.
وبسؤاله عن مدى استفادته من الأجيال السابقة واللاحقة عليه وما مدى التواصل بينهما، قال الأسواني: هناك عدد كبير من الكتاب يجب أن أتحدث عنهم، لقد استفدت من يوسف الشارونى حيث أعيد كتابة الرواية أكثر من مرة، بدافع التجديد فى العمل، أما يحى حقى فتعلمت من طريقته فى صياغة الجملة، والتي لابد أن تكون منفصلة عن بقية الكتاب ومتصلة فى الوقت نفسه، أما نجيب محفوظ فقد تعلمت منه الجدية الشديدة والنظام واعتبار الكتابة حياة وليست مجرد مهنة.
وأضاف: أيضًا لم أر عاشق للرواية مثل يوسف القعيد، أجد الزمن معكوس فى روايته "أخبار عزبة المنسى"، ولايستطيع أن يفعل ذلك إلا كاتب كبير، وبالنسبة لمحمد سلماوى أستغرب كيف يكتب هذه الروايات والمقالات والمسرحيات ويدير اتحاد الكتاب بنفس الكفاءة، وكيف تنبأ فى أجنحة الفراشة بما حدث فى أدق التفاصيل.
أما أحمد أبوخنيجر كجيل لاحق قرأت له "خور الجمال" فوجدتها عبارة عن لوحات منفصلة متصلة وقد أعجبتنى هذه الطريقة وتمنيت أن أقدم رواية مشابهة لها، أما التحدى الصعب أمام الكتاب الجدد هو النشر، لأن النشر غير مشجع ومكلف على كل من هو مبتدأ، بحسب قوله.
وعن الدافع الذى يحفزه للإبداع يقول: حينما ينتابنى الغضب والحزن اتجاه أشياء تحدث فى المجتمع، مثال المعاملة السيئة من الحكومات للمواطن أوالخضوع الأعمى من الحكومات للغرب، وغيرذلك من الأمور السلبية.