بابا.. كل سنة وأنت طيب. مكنتش عايزة أكتب.. زي كل مرة بيقولوا لي أكتب عنك.. عشان مبحبش حد يشوف الكلام اللي بيتقال بيني وبينك.
موضوعات مقترحة
كمان هم بيفتكروا يقولوا لي أكتب لك في المناسبات بس وببقى مستغربة ليه.. عشان إحنا كل ليلة بنتكلم ولسه لما بحب أسألك على حاجة بسألك ولسه لما بتحب تنصحني بحاجة بتنصحني ولما بتحب تحذرني من حاجة بتحذرني.
أنت عارف؟.. العيد ميلاد ده أنا فرحانة بيه أكتر من كل مرة كنا بنتجمع حوالين تورتة.. عارف ليه؟ عشان كل سنة بتعدي من يوم ما غبت بتقربني من عمرك.. كل سنة بتعدي بتزود عمري سنة لحد ما هاكبر وأبقى قدك وساعتها هنقدر بقى نقول كل اللي عايزين نقوله كأصحاب.
لحد ما ده يحصل أحب أقولك إنك وحشتني.. صحيح مش حاسة إنك بعيد.. وحاسة طول الوقت إنك هناك قاعد على مكتبك مشغول بكتابة رواية جديدة.. لكن برضه وحشتني ومستنية زي زمان لما كنت تحب تريح شوية من قعدة المكتب تقوم تدخل علي الأوضة وتقول لي ها بتقري إيه أو ها بتتفرجي علي فيلم إيه.. وأقولك.. وتقعد تحكي لي ذكرياتك مع الكتاب ده والطبعات المختلفة منه وألوان الأغلفة بتاعته والفرق بين الترجمات بتاعته لو ليه أكتر من ترجمة.. أو تحكي لي عن الفيلم وتخليني آخد بالي من الحوار وإزاي بيزق الصراع الدرامي لقدام وإزاي المخرج خد الكادر دا مش الكادر دا وتفتكر معايا أسماء حتى الكومبارس اللي في الفيلم وتحكي لي حكايات عنهم. وحشتني ندهتك: يااااا عم جاااااد الله" عشان أعملك فنجان قهوة ولا أغير لك مية الشيشة ولا أقولك رأيي في قصة جديدة.
آه صحيح.. نسيت أقولك.. النهارده محمود حميدة كان بيتكلم عنك في برنامج منى الشاذلي. كان بيقول إزاي إنه كان بيقرا الشعر وفاكر إنه بيفهم فيه لكن مكانش بيتذوقه وإنك ساعدته على تذوق الشعر لما خليته يقرا فؤاد حداد.. وحكى لما سألك مين فؤاد حداد ده فإنت قلت له "إنت حمار قوي كده يا محمود".. وضحك.. وأنا وحاتم موتنا على نفسنا من الضحك كأننا قاعدين معاكم حالا دلوقت وأنت مش مصدق إن فيه حد ما يعرفش محبوبك فؤاد حداد.. ضحكنا عشان سمعنا صوتك في صوت محمود حميدة.. ضحكنا عشان الناس لسه بيفتكروك وبيضحكوا كأنك لسه سايبهم من ساعات.. كأنك كنت لسه قاعد معاهم على القهوة وقمت عشان تروح بدري شوية وخلاص.
بابا.. كل سنة وأنت طيب.. والسنة الجاية هقولك كل سنة وأنت طيب.. وأنا أكبر سنة وأنت أصغر سنة.
2
2
2
2
2