Close ad

فارس المسرح في ذكرى ميلاده 97 ..نعمان عاشور من "الناس اللي تحت" إلى "سيما أونطه"

18-1-2015 | 04:00
فارس المسرح في ذكرى ميلاده  نعمان عاشور من الناس اللي تحت إلى سيما أونطهنعمان عاشور
عبد الرحمن بدوي
هو كاتب وروائي مسرحي.. آمن بالاشتراكية ولعب على أوتارها .. الناس البسيطة وهمومها كانت أكبر قضاياه .. تأثر بكوميديا الريحانى التي تنطوى على نقد اجتماعى ساخر، وانعكس هذا التأثر في العديد من مسرحياته، من خلال "الناس اللي فوق، والناس اللي تحت" .. وتوج صراع الطبقات في "عيلة الدوغري" .. إنه رائد المسرح الواقعي نعمان عاشور.
موضوعات مقترحة


ودرس نعمان عاشور الذي ولد في مثل هذا اليوم من عام 1918، بمدينة ميت غمر بمحافظة الدقهلية، بكلية الآداب بجامعة فؤاد الأول بالقاهرة، وحصل على ليسانس اللغة الإنجليزية فيها عام 1942، عشقه للمسرح وهو صغير من والده الذي كان دائم التردد على مسارح شارع عماد الدين بالقاهرة، وخاصةً مسرح الريحاني، وكان نعمان منذ طفولته مغرماً بالاطلاع والقراءة، ولعل الحظ أتاح له ذلك حيث إن جده كان يمتلك مكتبة ضخمة تضم العديد من المؤلفات في مختلف الميادين من تاريخ وأدب ودين وغيرها.

شعر أن الصحافة ستأخذه من التأليف المسرحي فتركها بعد أن عمل محررًا بدار أخبار اليوم لفترة قصيرة، واتصل بالحركة الأدبية الصاعدة في مصر في أعقاب الحرب العالمية الثانية وظهر في مقدمة المثقفين الشباب في طليعة النهضة الأدبية بين الخمسينيات والستينيات، فجاءت مسرحياته مواكبة للتغييرات الجذرية التي شهدها الواقع المصري بعد ثورة 32 يوليو 2591، من خلال نصوصه التي تغلغلت في بنية المجتمع المصري، فجاءت موّاراة بالحياة، لتقدم ما يشبه التأريخ للشخصية المصرية، عبر لغة حية مفعمة بالتفاصيل.

اهتم بالواقعية المصرية التي لم تكن موجودة في المسرح المصري في الأربعينيات والخمسينيات، فكتب، " المغماطيس، والناس اللي تحت والناس اللي فوق، وهي المسرحيات التي أثارت عند تقديمها صدى كبيراً في الجماهير التي كانت تفتقد المسرحية المصرية الخالصة، التي تتحدث بصراحة وبجرأة عن واقع المسرح المصري.

وجاءت شخصياته في الواقعية المصرية من قاع الطبقة الدنيا، والذين يشاهدون المسرح وقتها كانوا هم الطبقة الوسطي غالباً، وهو ما أهله أن يصبح رائدا للواقعية المصرية في المسرح فيما بعد ثورة يوليو 1952، فكل مسرحياته التي قدمها على المسرح تراها وكأنك تعايشها في الواقع.

واتجه عاشور أيضاً في كتاباته إلى الكوميديا الساخرة الواعية، التي تجعلنا في النهاية نرى الحقيقة المضحكة لواقعنا، واهتم في مسرحياته بنوعين من الموضوعات، أولا الموضوعات السياسية، مثل مسرحيات "وابور الطحين"، "عائلة الدوغري"، "بلاد برة"، وثانياً الموضوعات الاجتماعية التي تتناول الحالة الاقتصادية وصراع الطبقات.

ترك نعمان عاشور مجموعة من الكتابات المسرحية التي تشهد على عظمة المسرح المصري في ذلك الوقت والتي منها ، المغماطيس" 1955، "لعبة الزمن" 1980، "سر الكون" 1970، "وابور الطحين"، "عائلة الدوغري"، "ثلاث ليالي"، "وبلاد برة" 1976، "الناس اللي فوق" "الناس اللي تحت"، و"حواديت عم فرح" و"بطولات مصرية" و"سيما أونطة"، و"عيلة الدوغري"، و"الجيل الطالع"، و"بحلم يا مصر"، و"صنف الحريم"، و"وابور الطحين"، و"بلاد برة"، و"برج المدافع"

ويُعد نعمان عاشور الذي رحل عن دنيانا في الخامس من إبريل عام 1987 ،هو فارس الدراما المسرحية الواقعية أو أبوالمسرح، كما يصنفه النقاد ، وكرمته الدولة بجائزتها التشجيعية في الآداب عام 1968 ، بعد ست سنوات من حصوله علي جائزة التأليف المسرحي عام 1962، ثم جائزة الدولة التشجيعية عن مسرحيته "بلاد برة" عام 1969، كما حصل على جائزة الاحتفال باليوبيل الذهبي للمسرح القومي، كواحد من رواد الكتابة المسرحية، كما أطلق اسمه على قصر الثقافة بمسقط رأسه.

كلمات البحث
اقرأ أيضًا:
الأكثر قراءة