في حوار اتسم بالصراحة الشديدة، كشف الفنان العالمي عمر الشريف لـ"بوابة الأهرام" عن أشياء ربما لم يقلها من قبل، منها أنه لم يطلق الفنانة الكبيرة فاتن حمامة إلا منذ 6 سنوات فقط. وقال أن كل الفلوس التي يحصل عليها الممثلون حرام. وأن جميع أفلام السينما في مصر حاليا "زبالة" رغم تأكيده أنه لم يشاهد أي منها.
موضوعات مقترحة
حرصنا فى هذا الحوار على الاحتفاظ بطريقة الكلام التى كان يتحدث بها الفنان الكبير عمر الشريف. ولم نحاول أن نتدخل إلا فى الحدود الدنيا. وقد تحدث بتلقائية عالية، اختلطت الفصحى فيها بالعامية، التى تركناها كما هى ، حتى يمكن توصيل الحوار لأكبر شريحة ممكنة من الناس، وحتى يتسنى الاحتفاظ بالأجواء الودية التى جرى خلالها اللقاء، وحتى يمكن فهم جانب مهم من شخصية الفنان العالمى، المتمثل أساسا فى البساطة والتلقائية والتواضع والصراحة والوضوح . وإلى نص الحوار:
• ما سبب قبولك سيناريو فيلم "إشاعة واحدة لا تكفي"، رغم أن فكرته تم تقديمها في فيلم شهير من بطولتك وهو"إشاعة حب"؟.
-لأنني منذ عامين لا أشتغل، وصعب على الشخص أن يجلس بدون عمل، كما أنني وافقت على هذا الفيلم لأنه جيد ومن الصعب أن تجد فكرة جيدة فى هذه الأيام. وبصراحة أنا جلست أفكر كثيرا فلم أجد شيئا يستحق فقبلت هذا السيناريو وهو "حلو وعجبني...وطبعا هنغير، لأنه مش معقول نقدم الفيلم نفسه القديم ومش معقول برضه أكون أنا يوسف وهبي".
عمر الشريف • من صاحب فكرة إعادة تقديم فيلم "إشاعة حب" من جديد؟
-ناس كثيرون طلبوا مني أن أعيد الفيلم بشكل جديد لأنه يعجبهم، وطبعا لن يكون الفيلم الجديد نسخة من القديم، لكن الفكرة فقط هى المشتركة بين الفيلمين بينما التناول سيكون مختلفا.
• لكن هناك من يقول إن رجوع الفنان إلى ما قدمه من قبل يعبر عن إفلاس فنى؟
-"فيه ناس تقول حاجات كتير قوي، وفيه ناس بيخرفوا وفيه ناس ما بيخرفوش كتير قوي، ومعرفش الناس بيعملوا إيه أو عايزين إيه، فنحن مستوى الفن لدينا في مصر ضعيف جدا، مستوى الأفلام والسينما ضعيف جدا، لأنه حاليا الناس يشاهدون التليفزيون أكثر من السينما، ولم تعد هناك أهمية كبيرة، ولا نجاح لأفلام الميلو دراما مثل الماضي. فالناس لن تذهب السينما لممثل "بيعيط ع الشاشة"، بل يذهبون للأفلام الكوميدية الخفيفة. وكل النجوم الناجحين في مصر حاليا هم نجوم الكوميديا، لأن من يذهبون إلى السينما حاليا هم الشباب، ويريدون حركات وضحكات، بينما العجائز يكتفون بمشاهدة التليفزيون".
•لكن أيضا الأفلام الكوميدية المقترنة بأفكار جادة أصبحت تحقق نجاحا كبيرا في مصر حاليا؟
-زي مين قل لي مثالا.
•مثل أفلام أحمد حلمي؟
-فين؟..مين أحمد حلمي؟، أنا معرفش أحمد حلمي ولا عمري سمعت عنه، بجد والله، أنا أصلي لا أشاهد سينما تماما، ولا أعرف الممثلين الجدد أو الشباب إطلاقا، ولا أحمد حلمي ولا غيره.
•ولا حتى الفنان أحمد عز الذي سيشاركك فيلمك الجديد؟
-أحمد عز أنا كنت لا أعرفه، لكن " قالولي عليه، بس بنلاقي اسمه في الجرايد كتير قوي أحمد عز، وبعدين قالولي الولد ده جميل كده وحلو، وأنا كنت بدور على حد كده فوجدته شابا لطيفا يعني".
• لكن وأنت في الخارج ألم تشاهد أي ممثل في فيلم مصري جديد على الفضائيات التي أصبحت تبث 24 ساعة لعرض هذه الأفلام؟
-"هو فيه حاجة كده؟.. ولا عمري سمعت عنها، لا في أمريكا ولا في فرنسا"، فأنا منذ 30 عاما لم أشاهد أكثر من 4 أفلام عالمية في السينما، ولم أشاهد أي فيلم مصري منذ 30 سنة في السينما. فلم نعد نحن فقط الذين ننتج أفلاما، فمصر في الماضي هي فقط التي كانت تنتج أفلاما ولذا كانت الأفلام مربحة وتبيع في كل الدول العربية وتحقق أرباحا، بينما حاليا كل العرب ينتجون أفلاما،"حتى بتوع الصحراء بيعملوا أفلام وعندهم فلوس أكثر منا".
عمر الشريف •هل تعتقد أن هذه الفلوس ستجعل دورهم في الفن أقوى من مصر؟
-لا طبعا، ولا أقوى ولا أقل، فأين هي الأفلام الجيدة عندنا؟، فأنا شخصيا منذ فترة طويلة وأنا أقيم في مصر وأسافر وأعود ولم يحدث أن قال لي أحد أن هناك فيلما جيدا أو"فيلما هايل في السينما..روح شوفه" لم يحدث، فهذا العام هناك فيلم واحد فقط ذهبت إلى السينما لمشاهدته لأن المخرج أعرفه وأحبه، " المخرج اللي هو ده..اللي اسمه داوود ده ..داوود عبد السيد، اللي عمل فيلم "رسايل بحر" فهذا مخرج جيد وأنا أحترمه، وذهبت حينما عمل عرضا خاصا للفيلم، فذهبت وشاهدت الفيلم، لكنه كان "طويلا زيادة عن اللازم..وكان محتاج يتلم شوية..فأنا لم أتضايق كثيرا لأن المخرج أنا أعرفه وأحبه".
•لماذا اعتذرت عن مسلسل عمر المختار الذي ستنتجه الجماهيرية الليبية؟
-"أنا ما بعملش مسلسلات..مش عايز مسلسلات فأنا أقعد أصور 30 حلقة و(....) وأتعب نفسي عشان...فأنا عملت مسلسل واحد هو "حنان وحنين" عشان أشغل رمزي ( أحمد رمزى) وأشغل ناس أصحابي، وعملت هذا المسلسل كي أحكي حكايتي كشخص يعيش في الخارج ووحشاه بلده مصر ويريد أن يعود إليها، وعملته كي أبسط نفسي وأشوف الاسكندرية التي ولدت فيها، ولكن هذا المسلسل كان به أشياء غير جيدة ، حيث لم نضع فيه خلطة النجاح (التحابيش)، لكن المخرجة إيناس بكر ساعدتني كثيرا في أداء دوري بالمسلسل".
•لكن هناك من ربط بين اعتذارك عن مسلسل عمر المختار، وضيقك من أن فيلم عمر المختار تم اللجوء فيه لأنتوني كوين؟
-مسلسل عمر المختار أنا لم أقبله أصلا، "ده الرئيس ( العقيد معمر القذافى ) في الآخر عرض علي 20 مليون دولار كي أقبل المسلسل، ورفضت ..صدقني بصحيح، رغم أني مش غني، فأنا أصرف كل الأموال التي أكسبها، وابني هو الذي يعطيني لأنه بيشتغل كويس ويملك في مصر 18 مطعما، وكل ما تنقص الفلوس يعطيني كي أصرف".
• أعتقد أن مسلسل عمر المختار كان سينجح لأن به خلطة النجاح"التحابيش" التي تقول عنها؟
-حبيبي ده بالفصحى اللي فيها لهجة بتاع البلد بتاعتهم دي ليبيا، وبعدين مين عايز يتفرج على 30 حلقة لعمر بن المختار والطلاينة قاعدين بيتخانقوا وبالفصحى اللي فيها اللهجة الليبية؟...وأقعد على حصان كمان؟...وأنا راجل مش قادر أمشي؟...دي حاجة مش ماشية خالص مع الأيام دي، لذلك أول ما قالولي.. قلت لهم لا مش عايز، فقعدوا يقولولي أرجوك ويكلموني كل يوم،لأن الرئيس القذافي كان عايزني وقعد يتصل بيا في باريس ويكلمني في كل حتة، قالي مش هعمل الفيلم من غيرك وخد الفلوس اللي أنت عايزها، قلت له المسألة مش فلوس، المسلسل ده مش عشاني، ومش عايز أعمل المسلسل وبعدين يطلع وحش فيزعل مني، فأنا مش واثق إني أقدر أعمل المسلسل ده.
عمر الشريف •هل تكلمت مع القذافي عن محاولة الاستعانة بأنتوني كوين في فيلم عمر المختار مع أنك كنت الأحق به؟
-آه طبعا، والفيلم كان باللغة الإنجليزية. فالإنجليزي أنا أقدر أقول، لكن لا أستطيع بالفصحى.
•لماذا لم تعرض تمثيل المسلسل بالإنجليزية ويتم عمل دبلجة له مثل ما حدث في فيلم " عمر المختار".
-لا هو يريده باللغة العربية الفصحى.
• لو كان باللغة الإنجليزية هل كنت ستقبل المسلسل؟
-"يا حبيبي معرفش، أنا قلت مش هعمل المسلسل ده، وإن عمر المختار محدش يعرفه في مصر، ومين هيتفرج على عمر المختار؟...محدش يعرفه، أنا مالي أنا ومال المختار والبتاع ده..الناس هتتفرج تقول مين ده؟...فيه واحد مصري يعرف عمر المختار؟...مفيش..ولا أنت تعرفه... أنت عرفته من الفيلم بس، لكن تعرف كان بيقول إيه مع الطلاينة والبتاع ده؟..كانو بيتكلموا طلياني مش عربي، فأنا قلت من الأصل مش عايز أعمل المسلسل ده، عرضوا علي 20 مليون دولار ورفضت عشان المسلسل ما عجبنيش".
•كيف يحضر الفنان عمر الشريف لأدواره؟
-أطلب من المؤلف أن يرسل لي السيناريو قبل التصوير بوقت كاف، شهر على الأقل لأنني أحب أن أحفظ الدور"بحب أصم" زي اللي في المدرسة، عشان ما أقعدش أفكر إيه الكلام اللي هقوله قدام الكاميرا، وأيضا كي أضع أفكاري والمخرج يضع أفكاره ونشوف إزاى نصور الكلام والمشاهد".
•حضرتك بتاريخك الكبير هل تقبل آراء المخرج وما يقوله لك؟
-أنا أقدر أخرج، فأنا عملت 100 فيلم في أمريكا مع أكبر مخرجين في العالم وأخدت كل الجوائز، 3 جلدن جلوب، 2 أحسن ممثل في العالم، وتم ترشيحي للأوسكار، وأخدت جائزة الأسد الذهبي من فينسيا، وأحسن ممثل في فرنسا، وغير كده في برلين وفي كذا دولة،عايزين إيه أكتر من كده؟...ومع هذا فأنا أطيع ما يقوله المخرج ولكن لي آراء لأنني أمثل منذ 58 سنة، أي أن عمري كله في السينما وعمري الآن 79 عاما ومع ذلك أحافظ على نفسي لأظل ممثلا رشيقا، مش أتخن زيهم كلهم هنا في مصر،بيتخنوا على طول..أول ما بيكسبوا قرشين بيبتدوا ياكلوا، أنا أعمل حساب الناس اللي قاعدين يتفرجوا عليا..أنا عجوز لكن أبقى تخين كمان لأ.
•قلت قبل ذلك إن مهنة التمثيل ليست عبقرية وإن الممثل دوره أن يحفظ الكلام مثل "الحمار" ويردده أمام الكاميرا ليأخذ عليه أجرا..لماذا؟
-لا فيه ناس عندهم موهبة، فأحمد زكي بالنسبة لي كان أحسن ممثل في مصر، أحسن مني بكثير، ولو كان يتحدث الإنجليزية كان أصبح عالميا، فعيب الممثلين الجيدين هنا، والذي منعهم من الوصول إلى العالمية، هو أنهم لا يتحدثون لغات أجنبية.
•هل ندم عمر الشريف على دور قدمه في أي فيلم؟
-يووووه.. كتيييير، أنا أعتبر أنني عملت في الخارج 4 أفلام فقط جيدة والباقي لا يعجبني وهنا في مصر فيلم أو اتنين، وكنت أضطر أحيانا إلى عمل أفلام "وحشة" عشان أشتغل وما أقعدش في البيت على طول.
•لماذا ترى أن الشخص لا يجب أن يظل متزوجا طوال العمر؟
-أنا مش فاكر أني قلت كده، وهذه ليست فكرتي تماما، فأنا ظللت متزوجا طوال العمر تقريبا، وطلقت زوجتي فاتن من 6 سنوات فقط ( هكذا قالها عمر الشريف مع أن الفنانة فاتن حمامة تزوجت منذ فترة من الدكتور محمد عبد الوهاب)، فهي بعد زواجنا كانت لا تريد أن تسافر معي ولا تحب العمل في أمريكا. وكانت تريد العمل والحياة في مصر، وأنا كان عندي شغل كتير في أمريكا، فقلت لها يا حبيبتي بصي إحنا مش هنتطلق ولا حاجة، أنا هسافر، ولو في يوم من الأيام حبيتي حد أو عايزة تتجوزي تاني كلميني في التليفون هبعتلك الورقة على طول، وكل الفترة دي وهي زوجتي ولم أطلقها إلا بعدين وعمرنا نحن الاثنين تخطى السبعين عاما، حينما تعرفت هي على زوجها الحالي وأرادت الزواج منه، ولكن أنا وهي وزوجها وطارق إبننا ما زلنا على علاقة قوية، وأنا وهي حبينا بعض جدا، مش بس حب جنسي، لكن أنا وهي كنا أصحاب ومازلنا وباركت لها زواجها.
•الفنان حسن يوسف قال عنك إنك أفضل منه لأنك وصلت للعالمية وهو لا..ما رأيك في كلامه؟
-آه سمعته بالصدفة لما الست المذيعة دي كانت مستضيفاه، وقالت له إن عمر الشريف في الفيلم ده اللي عملناه بتاع إحسان عبد القدوس اللي هو "في بيتنا رجل" عمر الشريف كان فيه ولا حاجة ولم يمثل وكان ساكت طوال الفيلم، فهو قال لها بالعكس إن عمر الشريف ممثل جيد جدا، وأن هذا الفيلم من أقوى الأفلام التي قدمها ، لكن دوره فرض عليه أن لا يتكلم كثيرا لأنه كان مختبئا في منزل وهاربا من الشرطة. وبالتالي لن يقوم بعمل شوشرة، أما الست المذيعة دي شايفاني واحد "كلب" ما مثلتش حاجة، أما حكاية العالمية ليست معناها أنني أفضل من حسن يوسف لكن هي اللغة فقط جعلتني أصل إلى العالمية.
•لماذا وصفت فيلم العالمى "دكتور زيفاجو" بأنه رومانسي أكثر من اللازم؟
-نعم هو هكذا بالنسبة لي، ولكن هو فيلم ناجح جدا وأخذت عنه أحسن ممثل رئيسي وأخدت عنه جائزة جولدن جلوب.
•ماذا عن فيلم لورانس العرب؟
-هذا أحسن فيلم أنا أحبه، فيلم هايل، وأنا لا أتحدث عن نفسي، فأنا مش شايف نفسي إني كنت كويس قوي، بل كنت كويس فقط عشان شكلي عربي وراكب جمل وتدربت عليه، لكن الفيلم جيد من كونه ليس به أي سيدة على الإطلاق، وكل من به من ممثلين كانوا غير مشهورين، و4 ساعات راكبين جمال في الصحراء ونروح هناك ونيجي هنا، لكن العبقرية في الإخراج وفي القصة وفي كل حاجة هي التي جعلت هذا الفيلم يبهر العالم.
•لكن ليس لدينا في مصر عبقرية في الإخراج مثل هذه؟
-أجاب بعصبية شديدة: بقولك مخرج فيلم لورانس العرب هو أكبر وأهم مخرج في تاريخ السينما، تقولي عندنا زيه هنا في مصر؟..ده فيلم أخذ 10 أوسكار، تقولي مصر ومعندناش هنا زيه، ده فيلم موضوع في قائمة أفضل أفلام العالم، تقوم تقولي المصريين.. أكتب أنا بقول إن الأفلام هنا في مصر "زبالة" أنا ما يهمنيش السينما، ومش عايز حاجة منها أنا بحب الشعب المصري فقط، وبحب الناس الغلابة وعايز أعيش مع المصريين الفقراء مش الأغنياء وأحب أمشي في الشارع وأتكلم معاهم على كوبري قصر النيل، وهم بيتلموا حولي ،وأقول لهم تعالوا أمشوا جنبي يا حبايبي بس بدون تدافع لأن أنا راجل كبير ومش مستحمل، وأكون سعيدا جدا بيهم، وعشان كده أحب أركب تاكسي أبيض وأسود مش التاكسي الجديد ده، لأن سواق التاكسى القديم هو أصل الناس اللي في مصر، وأول ما أركب معاه في عربيته المهكعة أقول له إحكي لي عن مصر وعن أحوالك وأسمع منه وبلاقيه غلبان جدا.
•قلت في حوار سابق إن الممثل يكسب فلوسا كثيرة من الهواء لمجرد كلمتين يحفظهم ويرددهم أمام الكاميرا، بينما الناس الغلابة يكافحون ويعملون ليلا ونهارا ولا يكسبون شيئا؟
-آه طبعا، حرام، كل الفلوس اللي ياخدها الممثلون وأنا منهم حرام، لكن لأن هذه الفلوس تجيب فلوس للي دفع الفلوس فهي تجارة، فصاحب المال يجيب البضاعة دي ويدفع لها كذا ثم يبيعها بكذا، أما الغلابة محدش بيسأل فيهم.
•لو لم يكتشفك يوسف شاهين هل تعتقد أن موهبتك كانت ستظهر بسهولة وتحقق ما حققته من شهرة سريعة؟
-أنا قبل ما أقابل يوسف شاهين كنت أجهز أوراقي لترك مصر والسفر على لندن لدارسة التمثيل، وفي يوم كنت جالسا في جروبي المناخ بالإسكندرية أنا وأحمد رمزي، وبعدين لقيت واحد معصلج كده عرفت إنه يوسف شاهين، دخل علينا وقالي بيقولولي إنك عايز تمثل؟..أنا عندي فيلم لك بطولة، أنت وأكبر ممثلة في مصر وأخدني وعرفني بفاتن حمامة، وعملنا فيلم "صراع في الوادي" سنة 1953، ومكنتش أعرف أتكلم عربي كويس، لأني كنت طول عمري في مدرسة إنجليزي وكنت أتكلم عربي يا دوب، وكانوا عاملين لي دور صعيدي، وأول كلمة قلتها في الفيلم وفي السينما كلها" بتاتس"، ويوسف شاهين تركها زي ما هي لأن هو كمان كان بيقول "بتاتس" مش بطاطس، فالناس شبعتني تريقة وسخرية، فقلت له يا أخي مكنتش قادر تشيلها في المونتاج وتخليني أقولها"بطاطس"؟.
•ماذا لو لم تقابل يوسف شاهين؟
-كنت سأسافر إلى لندن للدراسة وكان ممكن يكون مستقبلي أحسن، محدش عارف.
•أعرف أنك كنت تعشق المسرح أيام المدرسة..لماذا لم تقدم مسرحيات؟
-أنا حظي غريب، ومحدش عنده حظ زيي الحمد لله، أنا عندما ولدتُ، قالت أمى عني إن هذا الولد سيصبح أجمل وأشهر واحد في العالم، وحينما كبرت أدخلتني مدرسة للقساوسة المسيحيين في باب اللوق، لكن بعد فترة تخنت، وقالت أمى إن إبني بقى شكله "زبالة". ولأنها كانت تعتقد أن أسوأ أكل في العالم لدى الإنجليز، أدخلتني مدرسة إنجليزي داخلي واتعلمت إنجليزي وخسيت، وربنا أكرمني باللي أنا وصلت له، وكل ده عشان تخنت، فلو مكنتش تخنت كان زماني لسه بتكلم عربي وفرنساوي في المدرسة بتاع باب اللوق، أما عن المسرح فأنا قدمت مسرحية في لندن لمدة 15 شهرا وكنت أعشقها جدا.
•كيف أثرت فيك وفاة الراحل يوسف شاهين؟
-أنا صداقتي بيوسف شاهين انتهت سريعا، وهو عرض علي كذا فيلم وأنا رفضت، ومحصلش منه حاجة، بس هو يعني كان عنده حاجات جنسية أنا ما أقدرش عليها مش عايز أقولها..بس كده.
•هل ترى أن نجوميتك جاءت بسهولة وبدون جهد؟
-آه طبعا، جاءت بسهولة جدا، جاءت "هدية" فأنا مقولتش حاجة، معملتش، أنا قالولي أقف هنا قدام فاتن حمامة وأقول، وبعدين قالولي تعالى روح أمريكا ثم فرنسا وغيرها، الحمد لله حظي حلو.
•بمناسبة ذكرك لمدرسة القساوسة والمسيحيين كيف ترى أحداث تفجير كنيسة القديسين وتوابعها؟
-أنا رأي أن هذا الحادث لا يمكن أن يقوم به مصريون، فالمصري بطبعه مسالم ولا يحب الأذى، وأقصد المصري الحقيقي، لكن المظاهرات والأشياء دي ليست هي الحل، فنحن مشكلتنا حينما نريد أن نعالج نكسر أكثر، فأنا مثلا عملت فيلم "حسن ومرقص" لمعالجة القضية بين الأقباط والمسلمين في مصر، وكان الفيلم ماشي جميل، لقيتهم في آخر الفيلم برضه مصرّين على الدمار والتكسير ووضعوا مشهد الاشتباكات. وأنا كنت رافض ده تماما، لكن اعترض على مين؟.